سكان طرابلس يدعمون الجيش الا انهم يخشون توسع القاعدة

> طرابلس «الأيام» سليم ياسين :

>
"كلنا مع الجيش لاستئصال اخطبوط الارهاب". هذه اللافتة المرفوعة في وسط مدينة طرابلس تختصر المزاج الشعبي في هذه المدينة اللبنانية الشمالية ذات الغالبية السنية التي تخشى من توسع وجود القاعدة عبر ظاهرة فتح الاسلام.

ويتحصن مسلحو فتح الاسلام الذين لا يخفون التقارب الفكري بينهم وبين القاعدة داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني الذي يحاصره الجيش اللبناني منذ ثمانية ايام.
وتضم مدينة طرابلس نحو 400 الف نسمة وهي تقع على بعد 15 كلم جنوب مخيم نهر البارد.

واينما تجول المرء في شوارع هذه المدينة يرى تعبئة شاملة ضد فتح الاسلام ومع الجيش وحكومة فؤاد السنيورة.

وفي حي ابو سمرا المعروف بتواجد مجموعات سلفية فيه ترتفع لافتة اخرى تقول "من يتعاطفون مع فتح الاسلام يريدون تسليم المدينة الى القاعدة".

وفي ساحة التل عند مداخل الاحياء القديمة للمدينة التي تعود الى عصر المماليك يقوم موالون لتيار المستقبل برئاسة سعد الحريري بتوزيع بيانات على المارة.

وجاء في هذا البيان "شكرا لقائد الجيش ميشال سليمان الذي يخلصنا من الارهابيين".

وبدأت الاشتباكات بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام في العشرين من الشهر الجاري في قلب طرابلس بعد ان تحصن عدد من مسلحي هذا التنظيم في بعض احياء المدينة، وسرعان ما اخرجوا منها ليتحصنوا في قلب مخيم نهر البارد.

ويقول الداعية الاسلامي عمر بكري الذي طرد من بريطانيا قبل عامين بعد الاعتداءات التي استهدفت قطارات الانفاق في لندن ان الامور ليست بهذه البساطة.

ويقول بكري لمراسل فرانس برس "لقد نجح عناصر فتح الاسلام في اقامة علاقات مع السلفيين في المدينة وعندما بدات المواجهات اتصل قائد هذا التنظيم شاكر العبسي بمساعدي بلال دقماق يطلب التوسط لوقف اراقة الدماء".

واضاف بكري "في البداية كانت الحكومة تفضل الخيار العسكري الا انها تخلت لاحقا عن هذا الخيار على ما يبدو".

وقال بكري ايضا "امام هذه التطورات نحن مستعدون للقيام بدور وساطة بالتعاون مع تجمع علماء فلسطين" الذي دخل وفد منه أمس الأول الى مخيم نهر البارد.

وتابع بكري "هناك تياران داخل فتح الاسلام، ويبدو ان التيار المرتبط بالقاعدة يحقق تقدما وهو الذي ارتكب التفجيرات الاخيرة في بيروت وعاليه" في شرق العاصمة.

وقال بكري ايضا "في حال لم يتم سريعا التوصل الى حل سياسي ينهي حصار مخيم نهر البارد فسنتجه نحو +عرقنة+ للوضع وسيتدفق مقاتلو القاعدة الى لبنان".

ويقول المحلل الطرابلسي مايز الادهمي ان خطر توسع القاعدة موجود معتبرا ان لا خيار امام الجيش سوى ضرب فتح الاسلام.

واضاف "لقد قتل عدد كبير من الجنود وبعضهم من طرابلس وشمال لبنان ذبحوا على ايدي عناصر من فتح الاسلام، ولم يكن امام الجيش سوى الحزم لرفع معنويات السكان.

وفي حال كان لا بد من فقء الدملة لا بد من التنبه الى مخاطر انتشار القاعدة في كل انحاء لبنان".

الا ان السكان يبدون مرتاحين حاليا بعد ان تمكن الجيش من اخراج الاسلاميين من احياء طرابلس وتحصنهم داخل مخيم نهر البارد.

وقال المحامي اسامة في حي الميناء في طرابلس وهو يشرب الجعة مع عدد من اصدقائه في احد المقاهي "لقد باتت المدينة خارج الخطر حاليا والاصوليون طردوا منها".

وفتحت المدارس والجامعات ابوابها الاثنين بعد اقفال لمدة اسبوع ويظهر التعاطف واضحا بين سائقي السيارات والجنود اللبنانيين على الحواجز. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى