حرب إعلامية مقروءة ومسموعة بين الجيش والحوثيين بصعدة

> صعدة «الأيام» خاص:

> إلى جانب الحرب المسلحة التي تدور بين الجانبين في معظم جبهات القتال، تصاعدت خلال الأيام الأخيرة حدة الحرب الإعلامية بينهما وتنوعت أساليبها وتعددت وانتقلت من صورتها السابقة التي كانت تعتمد على توزيع المنشورات الورقية إلى صور جديدة متطورة بدءا من افتتاح إذاعة محلية لمحافظة صعدة قبل أكثر من شهرين وتعيين محمد يحيى سالم عزان (مؤسس الشباب المؤمن) مديرا عاما لها، ومن خلالها تقوم السلطة ببث المحاضرات الدينية والتوعوية إلى جميع أبناء المحافظة في محاولة منها للتصدي لـ «مزاعم وافتراءات المتمردين» كما تقوم السلطة ومن خلال بعض المساجد عبر الخطب والمحاضرات بتوضيح مواقفها تجاه عناصر الحوثي وتحذير الجميع من الوقوع في مغبة أفكارهم، كما تقوم بتوزيع أشرطة تسجيل صوتية تحتوي على محاضرات بعض العلماء الذين تحدثوا حول مخاطر بعض الفرق المذهبية.

من جانبهم عمل عناصر الحوثي على تطوير منشوراتهم من خلال سرد تقارير أسبوعية عن وقائع المعارك وإرفاقها ببعض الصور، وقبل عدة أيام شرعوا في بث إرسال إذاعي عبر موجات الـ FM لكن بثهم الإذاعي ذلك لا يغطي سوى المناطق الواقعة شمال محافظة صعدة.

وشهدت معظم مناطق مديرية سحار ليلة أمس الأول أعنف المصادمات بين قوات الجيش وعناصر الحوثي، وأخذت مناطق بني معاذ نصيب الأسد منها، حيث تعرضت معظم تلك المناطق لهجوم عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستمر ذلك الهجوم أكثر من ساعة حتى بدأ عناصر الحوثي بشن هجوم معاكس على قوات الجيش، ودارت بينهما مواجهات مسلحة استمرت إلى وقت قريب من فجر يوم أمس وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة بين قتيل وجريح من صفوف الجانبين.

كما تواصلت المواجهات طوال ساعات ليل أمس الأول بين الجانبين في مناطق آل الصيفي، وعلمت «الأيام» أن أحد ضباط الجيش ويلقب بـ «النمري» قد قُتل خلالها.

وتفيد مغلومات بأن مروحية كانت تقل على متنها عددا من القتلى والجرحى وتحاول إسعافهم إلى صنعاء عصر يوم أمس الأول قد اضطرت إلى الهبوط في أحد المعسكرات بعد إقلاعها بدقائق قليلة بسبب الطقس الممطر الذي ساد أجواء مدينة صعدة يوم أمس الأول، وتم إسعاف الجنود الجرحى الذين كانوا على متنها إلى المستشفى الجمهوري بصعدة.

كما شهدت بعض المناطق الواقعة بين منطقة الحمزات والطلح بمديرية سحار اشتباكات عنيفة بين الجانبين استمرت لأكثر من ساعتين لكن لم يكشف عن وجود إصابات.

وفي مناطق آل الصيفي وبني معاذ وأطراف مدينة ضحيان وبعض مناطق مديرية سحار استمرت المواجهات بين الجانبين يوم امس، وعلمت «الأيام» أن أعدادا كبيرة من عناصر الحوثي قد سقطوا خلال تلك الاشتباكات بينما لم توجد احصائية دقيقة عن العدد الفعلي للإصابات التي وقعت من صفوف الجانبين، لكن مروحيتين أقلتا في ساعات الصباح والظهر من يوم أمس عددا من المصابين إلى العاصمة صنعاء.

وفي الساعة السادسة من مساء يوم أمس شنت قوات الجيش هجوما بقذائف دباباتها على بعض مناطق بني معاذ، وأفادت «الأيام» مصادر بأن ذلك الهجوم الذي لم يستمر سوى أقل من ساعة واحدة استهدف جموعا من عناصر الحوثي داخل بعض المزارع هناك.

وفي مديرية رازح واصلت قوات الجيش يوم أمس شن هجومها العنيف على عناصر الحوثي المتمركزين في المرتفعات والجبال المطلة على الطريق الرئيس المؤدي إلى منطقة القلعة عاصمة المديرية.

وعلمت «الأيام» أن مواجهات عنيفة دارت بين الجانبين ليلة أمس الأول ويوم أمس في إحدى المناطق الواقعة بين منطقة مشرقة ومدينة النظير أسفرت عن سقوط أكثر من أحد عشر ما بين قتيل وجريح من الجانبين، كما حاولت قوات الجيش يوم أمس الزحف باتجاه المرتفعات الواقعة في اتجاه منطقة بني ربيعة. وأفادت «الأيام» مصادر محلية بأن عناصر الحوثي أقاموا لهم عدة مواقع في المرتفعات القريبة من جبل ومناطق الازد، وأن قوات الجيش تحاول يوم أمس الوصول إلى منطقة العارم القريبة من مدينة شعارة، أما قوات الجيش التي كانت تحاول التقدم من الاتجاه الشرقي للمديرية فقد أوقفت عملياتها العسكرية، بينما يتمركز عناصر الحوثي في بعض الجبال الواقعة بالقرب من مناطق رهط وبني معين، وجموع من المواطنين المسلحين من أتباع الشيخ حسن محمد ميسر عضو مجلس النواب السابق يتمركزون في جبال أخرى مواجهة لمواقع الحوثيين.

وفي ليلة أمس الأول ايضا شنت قوات الجيش هجوما مسلحا على عناصرالحوثي المتمركزين في جبل قهرة الذيب بمديرية الصفراء.

من جانبهم شن عناصر الحوثي هجوما مسلحا بقذائف البازوكا والقنابل اليدوية مساء تلك الليلة على أحد مواقع الجيش في مديرية كتاف، ولكن لم يخلف هجومهم ذلك أي إصابات بحسب المصدر .

أما جبال نقعة الواقعة شمال محافظة صعدة والتي كانت ولا تزال المركز الرئيسي لعناصر الحوثي وقيادتهم، فتشهد هذه الأيام أعمالا متواصلة لحفر الخنادق وإقامة المتارس من قبل عناصر الحوثي الذين يرون فيها الملجأ الآمن الذي يصعب على قوات الجيش اجتياحه. وعلمت «الأيام» من مصادر محلية بأن لدى عناصر الحوثي معدات متطورة يستخدمونها في حفر الملاجئ من ضمنها محرك كبير (تراكتر) يعمل في إقامة الملاجئ بالقرب من جبل فرد المحاذي لجبال النقعة، وأضافت تلك المصادر بأن جبال النقعة تعرضت قبل ثلاثة أيام لغارات جوية عنيفة شنتها طائرات الجيش على مواقع الحوثيين هناك.

من جانب آخر طالب بعض أبناء قبائل دار حسين وخوبان والمحتوية وبئر حيان وآل هديان الذين يسكنون مناطق الأبقور شمال مديرية سحار، قيادة الجيش وعبر صحيفة «الأيام» بأن تصدر توجيهات إلى الوحدات العسكرية المرابطة بالقرب من مناطقهم بأن تراعي حياة سكان تلك المناطق التي تعرضت لمرات عديدة إلى القصف وسقوط بعض القذائف الطائشة، التي تسببت منذ بدء المعركة في تدمير أكثر من 22 منزلا ومسجدين ومقتل مواطن وإصابة 11 آخرين، بينما منطقتهم بعيدة عن مواقع الحوثيين وجميع أبناء تلك القبائل على استعداد لحماية مناطقهم من عناصر الحوثي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى