حضرموت الثقافية.. في آفاق عددها الأول

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> للكلمة بهاؤها ونقاؤها، غير أنها في زحام الأدخنة تختنق، وإذ تختنق يخرس الصوت، وإذ يخرس الصوت، فثمة إيذان بالموات، هكذا بدأ د. سعيد سالم الجريري، رئيس التحرير فضاءاته المبشرة بثلاثية ثقافية، يكملها ملحق آفاق حضرموت الثقافية نصف الشهري الصادر عن سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب فرع حضرموت المكلا، واضعاً دواعي الشروع في إصدار هذا الملحق، إذ كتب يقول: وخيفة أن يغادر البهاء في زحام تلك صفته، أو يتلاشى، حتى يقول الذين عشقوا الحرف الجميل متى نلقى الضياء، آثرنا أن نفتح نافذة، لطالما ظللنا نفتش عن فسحة بيضاء (من غير سوء) أو كوة في جدار، علنا نستنشق هواء كقلب الفضاء. ويضيف متفائلاً: ولأننا لا نميل إلى عتمة في زاوية إحباط، أو تذمر، أو انكسار، فإننا نلملم أحلامنا الصغيرة الجميلة البريئة المتناثرة، لنغزل بها ملامح حاضر نتعهده بالجميل، لنلتقي على موعد مع البهاء والرؤية الثقافية العميقة بتجلياتها الملونة. ثم يختم الدكتور الجريري فضاءات العدد الأول: عن هذه (الثلاثية الثقافية) هي محاولة لرفد الواقع الأدبي والثقافي بما يفيد ويثري، وهي تجل من تجليات تمثُّل واع لدور منوط بالاتحاد منذ النشـأة وهي - أو لعلها- صورة من صور التكفير عن خطيئة الانكفاء التي شهدتها سنوات قريبات ماضيات.

بعد عناوين الصفحة الأولى، جاءت الصفحة الثانية (بانوراما) حاملة عناوين الأخبار الثقافية: جمعية التراث بالديس توثق تراثها الشعري، احتفالات المركز الثقافي بغيل باوزير، قافلة أدباء صنعاء في المكلا، مكتب ثقافة حضرموت يحتفي بالعيد الوطني، مجلة جامعة حضرموت في عددها الثامن، كوسمولوجيا اللغة الشعرية جديد الدكتور عبيدون، بنات حضرموت والأحقاف في صباح الأدب، فتح باب الترشيح لجائزة الأديب الكبير عمر الجاوي الثقافية، وعمود شذى من الماضي للأستاذ علي عبدالله البيتي، الذي عنونه: سمو الناقد وبلاغة النقد، الذي همس: إضافة جديدة تبشر بها آفاق حضرموت الثقافية، وأملنا كبير في أن تقدم للقارئ في داخل الوطن وفي المهاجر ما ينفعه ولا يضيع عليه وقتاً ولا مالاً، وثقتنا في القائمين عليها تجعلنا نرفع سقف طموحنا وتوقعاتنا إلى مرتبة عليا.

وفي صفحتي أبعاد الرابعة والخامسة، جاءت كتابات د. أحمد سعيد عبيدون حول مفهوم البناء في الإسلام، والحداد أستاذاً جامعياً للدكتور سعيد أحمد البطاطي، في حين حملت صفحتا إبداع السادسة والسابعة خطرات الرحيل لصالح سعيد باعامر، وقصة مذكرات شابة في الستين لابتسام مرعي، وثلاث قصص قصيرة جداً للقاص صالح سعيد بحرق، وأقصوصتان للمبدع أحمد جعفر الحبشي، وقصيدة لم تنشر بعد للشاعر سالم عبدالله بن سلمان بعنوان (صباح قروي)، وقصيدة (مازال يحلم) للشاعر عبدالله سالم باكرمان، ويسكب الناقد طه حسين الحضرمي في عموده تباريح القلم لوعة وحرقة الكاتب حينما يرثي كتبه، وفي صفحتي الحوار فتحت آفاق الثقافية ديوان حضرموت الشعري جنيد محمد الجنيد، وفي صفحة شرفات بوشكين المكلل بالزهور لعلي سالم اليزيدي، وقصة الكاتبة الإيرلندية ادنا أوبرين ترجمة مشيرة بكير، ود. خالد يسلم بلخشر في جزيرة الغرباء، ويحاور العربي، عن ذاته، في عموده سوفنير، في حين احتوت صفحة نظرات على تبعات الاختيار لسالم عمر الخضر، وسؤال محمد علي باحميد أين نحن من انحسار المكتبات وانتشار البقالات؟ وفي صفحتي كتابات سالم العبد وانهماراته الحضرمية، وأوراق د. عبدالله سعيد الجعيدي المكلاوية عن سكين القعيطيين، والإعلامي خالد مدرك محذراً تراثكم في خطر، وعمر محفوظ باني شرف الكتابة مدادها، ورؤى وأفكار عبدالقادر سعيد بصعر لإعادة الحياة للمسرح في حضرموت ، وفي صفحة اتجاهات عمر سعيد باصريح وتوظيف التراث في قصيدتي (عرس الحصى) و(مواويل الصقيع) قراءة نقدية، والفنان التشكيلي أنور غلام شارحاً لوحته عن المكلا القديمة 1950م.

للأستاذ الكبير عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي إطلالة على التراث في آفاق حضرموت الثقافية، وجاءت إطلالته الأولى عن القول المأثور (بو مسلم قال بالناظور خايل ساعيه نتخت من زنجبار) وفيه يقول: هذا قول مأثور من الشعر العامي تردد صداه عبر القرون، خلد بكلماته نشاطاً تجارياً بحرياً عاشته موانئنا الحضرمية، كما أن الباحث عبدالله صالح حداد يغرف من خاذ التراث ليعيده على مائدتنا الثقافية اليوم، فجاد خاذه بالمحضار وجمع التراث مستشهداً بأوبريت (العادات والتقاليد)، وفي تراثيات العدد نطالع أيضاً الشاعر حسين عبدالرحمن باسنبل في المكلا شكل ثاني، وفي الصفحة الأخيرة محمد عبدالقادر بافقيه وأقلام رائدة من تاريخ الثقافة والصحافة الحضرمية في عصرها الذهبي، ومقاله المنشور في كتابه صـاروخ القرن العشرين (مخلوقات عجيبة).

بينما يعزف د. عبدالقادر علي باعيسى على وتره السادس تسجيل حضور وفيه يقول: ذلك مؤلم حقاً أن نغلق على عقولنا وإمكاناتنا باسم تسلطات داخلية وخارجية علينا، نفسية واجتماعية، وننساق وراء الانفتاح المتكرر للفعاليات، مهرجان تلو ندوة، ولقاء تلو محاضرة، في انفتاح يوحي بالفعل الثقافي، وهو- غالباً - غير ذلك. وتوشحت الصفحة بلوحة للفنان التشكيلي صالح الشبيبي، وقصيدة حفيد امرئ القيس للشاعر العربي الكبير سعدي يوسف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى