الشيطان الأكبر يجلس مع محور الشر

> لندن «الأيام» بي بي سي:

> الاجتماع البارز بين سفيري الولايات المتحدة وإيران في العراق الذي جرى يوم الاثنين واعتبر أول اتصال رسمي بين البلدين منذ 27 عاما، حظي بتغطية صحفية واسعة في الصحف البريطانية الصادرة أمس من الترحيب به إلى التشكيك في أهميته أو تناوله بشكل ساخر من خلال الكاريكاتير.

ونشرت التايمز تقريرا إخباريا حول الاجتماع الامريكي-الايراني عنونت له كالتالي: "الشيطان الاكبر يجلس مع محور الشر". صحيفة التايمز رأت أن اعتبار اللقاء مؤشرا على سريان قدر من الدفء في العلاقات الامريكية الايرانية يعد استنتاجا غير دقيق بالمرة.

وأضافت أنه فقط عندما تغير إيران نهجها في العراق فإن اتصالات واجتماعات كهذه قد تكون مفيدة فيما يتعلق بالقضايا الثنائية الشائكة الاخرى بين البلدين.

والهدف الرئيس المحدد الذي سعت أمريكا لتحقيقه من خلال هذا اللقاء هو انتزاع بيان إيراني تعلن فيه طهران دعمها للحكومة العراقية والتزامها بالتعاون من أجل استقرار البلاد، حيث تأمل واشنطن وبغداد أن يضع هذا التعهد طهران في بؤرة الضوء عندما يتم مواجهتها بالادلة الكثيرة التي تؤكد تورطها في تدريب وتسليح وتمويل أعداء الاستقرار في العراق من القاعدة إلى المتطرفين الشيعة، تضيف التايمز.

وبالفعل حصل السفير الامريكي كروكر على مبتغاه لكن وكما كان متوقعا صاحب ذلك تأكيدات بأن المشكلات التي يعانيها العراق تنبع من وجود القوات الامريكية فيه، وأن طهران تنفي بوضوح جميع الاتهامات الموجهة إليها بخصوص زعزعة الاستقرار في هذا البلد، بحسب الصحيفة.

هزيمة المحافظين الجدد

صحيفة الجارديان تناولت في أكثر من موضع الاجتماع ونشرت رسما كاريكاتيريا لشخص يمثل الولايات المتحدة وهو يصافح آخر بعمامة ولحية يمثل إيران وقد أخفى كل منهما شيئا بيده الاخرى خلف ظهره: الاول أخفى صاروخا عليه علم أمريكا والاخرى أخفى قنبلة عليها علم إيران.

أما افتتاحية الجارديان فأشارت إلى أن اجتماع الاثنين مثل هزيمة فريق المحافظين الجدد بزعامة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني على يد قوات مشتركة تضم وزارة الخارجية الامريكية والمخابرات المركزية (سي آي إيه) ووزارة الدفاع (البنتاجون).

ومن بين الرسائل التي حاولت إيران إيصالها خلال الاجتماع، والكلام للجارديان، أنه إذا كانت واشنطن راغبة في تعاون أكبر من إيران لكبح جماح العنف في العراق، فإنه يتعين عليها تقديم مزيد من الضمانات بشأن سلطة الشيعة في بغداد.

وربما أرادت إيران الآن دفع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للعودة بكتلته إلى الحكومة بعد أن انسحب منها قبل اختفائه في إيران دون أن يؤثر ذلك في استمرارها، تضيف الصحيفة.

حمائم وصقور

وفي عمود آخر في الجارديان اعتبر الصحفي جوناثان ستيل أن مهمة السفير الامريكي كانت معقدة خلال الاجتماع حيث كان عليه أن يرضي "الفصائل المختلفة في واشنطن بأن يظهر حازما تجاه الجمهورية الاسلامية دون أن يوصد الباب في وجه لقاءات مستقبلية".

وأوضح ستيل أن الحمائم في واشنطن "يفضلون الحوار كطريق أمثل لتقليل معارضة طهران للاحتلال الامريكي للعراق..أما الصقور فيعتقدون أن طهران لا تتجاوب سوى مع الضغوط وأن الفائدة الوحيدة من الجلوس معها هو إعطاؤها دروسا حول ما يتعين عليها القيام به".

واعتبر ستيل أن حقيقة أن الاجتماع تم بشكل علني هذه المرة تمثل تحولا رمزيا يعزز من موقف الحمائم في إدارة بوش.

صحيفة الفايننشال تايمز خصصت مساحة على صفحتها الاولى لنشر صورة كبيرة لاجتماع السفيرين ووصفت المحادثات بينهما بالنادرة.

أدلة أمريكية ضد إيران

صحيفة الديلي تلجراف تناولت الاجتماع الامريكي-الايراني في أكثر من مكان وبزوايا مختلفة.

على الصفحة الاولى ذكرت التلجراف أنه رغم تصريحات المسؤولين بأن الاجتماع كان "بناءا" فإن المسؤولين الامريكيين كشفوا لنظرائهم الايرانيين عن أدلة تثبت تهريب عبوات ناسفة من نوعية سي4 البلاستيكية عبر الحدود.

وأضاف التقرير أن الامريكيين عرضوا متفجرات مغلفة بشكل زائف بأغلفة أمريكية كتب عليها "صنع في امريكا".

ودي ولكن حاسم

في افتتاحيتها اعتبرت التلجراف أن الاجتماع كان رمزيا إلى حد كبير لكن "الرمزية في هذا الجزء من العالم مهمة للغاية".

فالاجتماع بالنسبة لواشنطن يشير إلى أنها تجاوزت أخيرا المهانة التي مثلتها أزمة الرهائن عام 1979/1980، أما بالنسبة لايران فإن الدخول في محادثات مع الشيطان الاكبر يعني تخفيفا من حدة التعصب ضد الغرب والذي أصبح علامة مسجلة للرئيس الايراني أحمدي نجاد، بحسب التلجراف.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن مصير الشرق الاوسط هو بين أيدي هاتين الدولتين.

ففي الوقت الذي تطور فيه إيران قدرات نووية، تتابع التلجراف، تشير واشنطن إلى أنها لن تسمح مطلقا لطهران بامتلاك سلاح نووي، ولذا فإننا امام مخاطر هائلة، وهذا هو السبب للقول إن مجرد الجلوس إلى طاولة المحادثات يشير إلى خطوة صغيرة لكن حاسمة في الاتجاه الصحيح.

إذلال لقوة عظمى

صحيفة الاندبندنت اتفقت مع التلجراف على أن الاجتماع انجاز مرحب به، لكنها رأت أن اللاعبين في المنطقة لن ينخدعوا بمحاولات التقليل من أهميته حيث سينظرون إليه، وهم على صواب في ذلك، على اعتباره إذلالا لقوة عظمى، وهناك إقرار بلسان الواقع من جانب الولايات المتحدة بأن سياستها في العراق أصبحت كارثية وإنها بحاجة إلى مساعدة إيران لانتشال نفسها من هذا المستنقع.

لكن إيران أيضا، وفقا للاندبندنت، تخفي وراء تصريحاتها العلنية مخاوف أمنية مزمنة حيث أنها محاطة بالقواعد الامريكية وتريد أن تستكشف نوايا أمريكا بشكل أكبر، كما أن النظام الايراني على وعي بأن نسبة كبيرة من شعبه موالون لامريكا.

مطاردة الساحرات

صحيفة التلجراف نشرت تقريرا حول توجيهات وزارة التعليم البريطانية للجامعات البريطانية بالعمل على مراقبة ومتابعة السلوك المثير للشكوك للقضاء على التطرف الاسلامي داخل الجامعات.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقابة الكليات والجامعات طلبت من أعضائها الـ 120 ألفا رفض المشاركة في الخطوة الحكومية التي دعتها "مطاردة الساحرات".

وأوضحت النقابة أن المسلمين يتعرضون إلى "تصويرهم في شكل شرير" بسبب الارشادات الجديدة التي تطالب مسؤولي الجامعات بالنظر في خلفيات المحاضرين المسلمين الذين يتم دعوتهم للجامعات لضمان عدم انتشار "ثقافة الكراهية" بين الطلاب وأن يبلغوا الشرطة عن السلوك المشبوه، بحسب الصحيفة.

وأضافت التلجراف أن النقابة سوف تحذر من أن "معاداة الاسلام (إسلاموفوبيا) ومحاولات تكثيف المراقبة على الجاليات المسلمة لا يشجع فقط التوجهات العنصرية ومعاداة الاجانب في بريطانيا وإنما يقود أيضا إلى إجراءات تهدد الحريات المدنية".

حقوق الانسان العراقي

صحيفة الاندبندنت خصصت صفحتها الاولى بالكامل لصورة وحيدة ظهر فيها شخص يجلس على الارض مغطى الوجه بكيس ومقيد اليدين خلف الظهر وبجواره فراش للنوم، وفوق الصورة طبعت العبارات التالية بخط كبير:

كشف: كيف نصح اللورد جولدسميث (المدعي العام) قادة الجيش بعدم منح المعتقلين حماية قانونية "كاملة".

حقوق الانسان في العراق: قضية تتطلب المحاسبة.

وقالت الصحيفة إن المدعي العام في بريطانيا يواجه اتهامات بأنه أبلغ الجيش بأنه جنوده غير ملزمين بقانون حقوق الانسان الاوروبي عند اعتقالهم واستجوابهم لسجناء عراقيين.

وأضافت الصحيفة أنها اطلعت على رسالة إلكترونية، كانت مصنفة على أنها سرية، بين لندن وقيادة الجيش البريطاني في العراق بعد بداية الحرب بوقت قصير تشير إلى أن نصيحة جولدسميث للقوات هي تبني نهجا "براجماتيا" عند التعامل مع السجناء وأنه من غير الضروري اتباع "المعايير الاعلى مستوى" للحماية التي يوفرها قانون حقوق الانسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى