بن سبيت.. الهاجس الوطني كان ديدنه في أغانيه العاطفية

> «الأيام» متابعات:

> في حوار قصير مع الشخصية الوطنية والاجتماعية السيد عبدالله أحمد حسن السقاف قال: إن الشاعر الكبير والوطني البارز عبدالله هادي سبيت (رحمة الله عليه) كان من أساتذته الذين تتلمذ على أيديهم في المدرسة المحسنية، وإن بن سبيت كان من المميزين في إعطاء الدروس في مادة القراءة والمطالعة بأسلوب شيق وسلس، يحيط بموضوع الدرس من كل جوانبه.

وأفاد في شهادته بأن الشاعر عبدالله هادي سبيت كان يحرص على المشاركة في المناسبات الدينية بإلقاء قصائده على الحاضرين، وينتقد السلطة السياسية والحكم في مطلع السبعينيات حتى عام 1974 العام الذي غادر فيه مدينة عدن ولحج، وساعده في الخروج الأخ علي ناصر محمد وأعطاه توصية إلى السيد الأديب أحمد محمد زين السقاف من الشخصيات الاجتماعية والثقافية البارزة في دولة الكويت، وكان السيد عبدالله السقاف حينها يتلقى دورة تأهيلية في الكويت وهناك استضافه السيد أحمد السقاف وأوصى الإعلام الاهتمام به والاستفادة منه، وكان تلفزيون الكويت قد عرض على الشاعر عبدالله هادي سبيت أن يؤلف أشعاره الغنائية ويقوم بتلحينها ويغنيها إذا أراد، ورفض بن سبيت ذلك العرض الذي صاحبه تشجيع مغر بإعطائه الإقامة بالكويت، ولكنه لجأ إلى مركز لتأهيل الراغبين من الوافدين إلى الكويت لتعلم وحفظ القرآن الكريم، وكان المركز يمنح طلابه مساعدات مالية، ورخصة الإقامة بالكويت، وطلب الشاعر الكبير أن يسجل في المركز كطالب علم.. وفضل هذا على العودة إلى الفن.

بعد أكثر من عام عاد الشاعر بن سبيت إلى اليمن واستقر به المقام في مدينة تعز وهو الذي غادر عدن هروباً من تصفيته جسدياً ولحس رأسه كما كان سائداً حينها.

ويقول السيد عبدالله أحمد حسن السقاف عن حكاية زواج بن سبيت كما رواها له في مدينة تعز، إن زوجته الفاضلة أم أولاده كانت قد رفضت الزواج ممن تقدموا من قبل وكانت تقول لإخوانها إن عريسها سوف يأتي من بعيد، وأشار على بن سبيت بعض الأعيان أن يتزوج لينعم الله سبحانه وتعالى عليه بالذرية فأجاب عليهم بأنه صابر على ما كتب له مع ابنة عمه (زوجته الأولى) واشترط على الملحين عليه بالزواج أن يخبروا الفتاة أن له أربعين سنة من زواجته الأولى من دون أولاد، وعندما عرضوا الأمر على الفتاة أجابت بالموافقة قائلة: «هذا هو الزوج الذي كنت أنتظره» وبارك الله زواجهما وأنجب منها أولاده الصالحين وكانت سعادته كبيرة بهم .

وأضاف السيد عبدالله أحمد السقاف في حديثه: إن معظم القصائد والأغاني العاطفية للشاعر عبدالله هادي سبيت كان يتغنى فيها بالوطن بأسلوب رمزي ولا يخاطب الحبيب بشكل مباشر بل كانت أغانيه تحمل هموم الوطنيين وقضاياهم وسخرها للتعبير عن آماله وطموحاته الوطنية المخلصة لرسالته كمثقف، أما حول ما يقال اليوم من أن أغنية «القمر كم بايذكرني» أن بن سبيت كتبها متغزلاً بحسن يهودية وأغنية أخرى تغزل فيها بعد أن رأى فنانة استعراضية أمريكية، أقول: إن هذه القصص غير صحيحة ولا يحق للناس ذكرها ويجب على أحبة بن سبيت من الأدباء والنقاد قراءة أعماله مرة أخرى، لا بأخذ السطور والمعاني بسطحيتها المباشرة وأعني هنا لا بالترجمة الفورية، وعلينا أن نقف أمام أعمال هذا الرجل بصدق وأمانة.. لا باستنتاجات مسبقة أو بأحكام جاهزة تسيطر على نتائج الدراسات والبحوث.

وعن أسباب خروج بن سبيت ذكر السيد عبدالله أحمد السقاف أن الأخ علي ناصر محمد كان رتب له وظيفة أمين مكتبة في كلية ناصر للعلوم الزراعية بلحج فاكتشف بن سبيت أن كتاباً فقد من المكتبة وهو أمينها وجاء إلى عمادة الكلية وقال لهم خذوا مرتبي الشهري قيمة الكتاب الذي سُرق ، وتقدم إلى علي ناصر محمد بطلب مغادرة البلاد بعد أن أحس أن العلم يسرق من مكتبته وأن هناك مكيدة تحاك في الخفاء لإيقاعه في شر من يضرمون الحقد والكره لتصفيته أو الإساءة له بتهمة تمس مكانته الرفيعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى