وقعت مصادمات بين الشرطة الالمانية ومئات المتظاهرين في ميناء روستوك الالماني أمس السبت بعد مظاهرة سلمية أكبر كثيرا ضد اجتماع قمة مجموعة الثماني الذي يعقد هذا الاسبوع في منتجع قريب يطل على بحر البلطيق.

وألقى نحو 2000 متظاهر وصفتهم الشرطة بأنهم نشطاء يتسمون بالعنف الزجاجات الفارغة والهراوات والحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي حاولت تفريق الحشد في منطقة الميناء باستخدام مدافع المياه والغازات المسيلة للدموع.

ورأى شهود من رويترز الشرطة وهي تعتقل عشرات الأشخاص لكن الشرطة امتنعت عن الادلاء بتصريحات بشأن عدد المعتقلين.

وقعت أحداث العنف التي أصيب فيها 146 ضابط شرطة بجروح بعد سلسلة مسيرات في أنحاء المدينة. وقالت الشرطة إن حوالي 25 ألف شخص شاركوا في المسيرات وهو عدد أقل كثيرا مما توقعه المنظمون الذين توقعوا مشاركة 100 ألف شخص,وقال المنظمون إن 80 الف شخص شاركوا في المسيرات.

وقالت متحدثة باسم الشرطة ان "ضباط الشرطة تعرضوا لهجمات عنيفة وجرى إلقاء الحجارة واستخدموا العصي أيضا." ولم يتسن لها إعطاء تفاصيل بشأن الإصابات أو عدد المحتجزين.

وفي وقت سابق خرجت مجموعات متنوعة من المتظاهرين في روستوك وهم يحملون لافتات مكتوبا عليها شعارات مثل "اوقفوا الخصخصة" و"السلام العالمي الان" و"الماء حق انساني".

وارتدى كثيرون أقنعة على هيئة الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويشارك بوش وبوتين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وغيرها من زعماء مجموعة الثماني في القمة التي تعقد في هليجندام على بعد حوالي 25 كيلومترا غربي روستوك في الاسبوع الجاري وتناقش تغير المناخ والفقر في افريقيا,وكان أفراد احدى المجموعات يرتدون ملابس على هيئة ملوك العصور الوسطى.

وقال سيجورد جاكوبسين وهو طالب دنمركي توجه إلى روستوك على متن زورق من كوبنهاجن "نحاول اظهار أوجه الشبه بين ملوك العصور المظلمة والطريقة التي تتصرف بها مجموعة الثماني الآن."

وتشارك جماعات من الكنائس ونشطاء مدافعون عن البيئة وجمعيات ثقافية وانصار المراة في المظاهرات اضافة الى المتظاهرين التقليديين المناهضين لمجموعة الثماني الذين يقولون ان العولمة والراسمالية يؤديان الى استمرار الفقر في الدول النامية.

وتفرق غالبية المتظاهرين المسالمين بسرعة عندما بدأ مثيرو الشغب الذين يرتدون ملابس سوداء تغطي الجسم بالكامل في إلقاء العصي والحجارة على الشرطة في وقت متاخر بعد الظهر.

واستعد اصحاب المتاجر في المنطقة التجارية الرئيسية في روستوك للتعرض لعمليات تخريب. وقاموا بتعزيز واجهات المتاجر.

ويلقي النشطاء باللائمة على الشرطة متهمين اياها باستخدام أساليب جائرة أثارت استياء المتظاهرين.

وحذر ويرنر رايتز وهو منظم مظاهرات في وقت سابق من أن عمليات التفتيش الصارمة قد تثير غضب المحتجين.

وقال قبل المظاهرة "ما نخشاه هو أن اجراءات الشرطة في الايام القليلة القادمة قد تثير غضب الناس لدرجة (تدفعهم) لان يفعلوا أشياء لم يخططوا لفعلها."

وشيد سياج طوله 12 كيلومترا حول المنتجع وسيعمل حوالي 16000 ضابط شرطة هذا الأسبوع في أكبر عملية أمنية بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وتجمع نحو 140 من مؤيدي حزب الديمقراطيين القوميين عند بوابة براندنبرج وهي معلم بارز في وسط برلين بعد أن رفضت السلطات اعطاءهم تصريحا بتنظيم مظاهرة في مدينة شويرين بشمال البلاد.

وقالت الشرطة انها اعتقلت حوالي 13 شخصا في برلين وحوالي 150 اخرين في شويرين.

ومن المتوقع ان يسد المتظاهرون الطرق المؤدية الى هليجندان اثناء القمة,وقد يعرقلون وصول بعض الوفود بخططهم لسد طرق مطار روستوك لاجي العسكري القريب هذا الاسبوع. رويترز