هيا وبعدين ولما وين

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
الناس في المحافظات الجنوبية الشرقية تعودوا أن يعيشوا على مدخولاتهم الشهرية التي عبرها يكابدون المعيشة والحياة بشق الأنفس ومعظم هؤلاء منخرطون في الوظيفة العامة للدولة. هؤلاء الناس لم يطرقوا أبواب التجارة الواسعة منذ زمن طويل لأسباب كثيرة أهمها تأثيرات النظام السابق إضافة إلى شحة إمكاناتهم وضالة الفرص المتاحة لهم.

حاليا يتعرض الناس لضربات موجعة جراء تلك الجرعات المتعاقبة: جرعات نفطية وجرعات هيكلية وجرعات مدوية وجرعات صامتة، هذه الجرعات المتلاحقة المسماة بالإصلاحات الاقتصادية تم فيها استخدام (مطارش) منتهية مسمومة فأحالت الصلاح إلى عطل واسع في كل ردوب الحياة وأزهقت أرواح الناس وعصفت بمدخولاتهم الشحيحية وأصبحوا مصابين بالكزاز لاهثين خلف لقمة العيش. إن من أهم وظائف الدولة حماية الناس ورعايتهم من الهلاك وذلك بإرساء حالة النظام والقانون والرقابة على إحلال السلام الاجتماعي ومحاربة المفسدين الذين يتلاعبون بقوت الناس، والدولة يقع على عاتقها سد الفجوات والاختلالات المعيشية التي تعصف بالناس أو على الأقل إيقاف هذه الجرعات ووضع حد لها لأن الناس لم يعودوا يعرفون إلى أين تقودهم.. ربما إلى (الداهوفة). هذه القاطرة المعيشية الثقيلة ذات العجلات المحدبة سحقت كل الأسر والعائلات.. نعم سحقتهم وجعلتهم يتذوقون المرارات وبددت كل أحلامهم الجميلة التي طالما حلموا بها طوال كل تلك السنوات المجنونة فلم يعد هناك أي توازن بين مدخولات الناس وبين احتياجاتهم مطلقاً. كم هو قاس جدا أن يحمل السياسيون راية العمل والمشعل ناشدين الخير والصلاح وعندما تحين لحظة العمل الحقيقي يقولون نفسي نفسي ولا أسألك سواها. بحق، هؤلاء الناس عظيمون جدا.. لم يبخلوا عليكم في شيء ومنحوكم الوفاء وعاهدوكم على الصبر.. ولكنكم خذلتموهم وجرعتموهم العلقم. هؤلاء الناس سينصفهم الزمن وسيوثق لهم التاريخ أنصع صفحات وبصمات العرفان والتضحيات لأنهم صامدون في أكواخهم ينتظرون البشائر.. فكافأتموهم بالمطارش والجرعات المميتة. نعم لم تعطوهم شيئا.. وأعطوكم كل شيء.. أعطوكم السخاء وحبهم وعملهم وولاءهم فصادرتم عليهم الرغيف والغذاء.. نعم لقد أجحفتم كثيرا بحقهم وهاهم اليوم يتبللون عرقاً وهلاكاً من وطأة الخذلان.. فيما أنتم في قصوركم نائمون. لا تدعوا البطون تجوع أكثر مما جاعت ولا تجعلوها تكابد الويلات.. وأوقفوا لعبة الجرعات والمطارش وإذا كان لابد منها فالأجدر أن تكون جرعات نقية ومطارش معقمة لزرع بذور الصحة والخير والنماء بدلا من اقتلاع كل شيء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى