إنها حاضنة (الإسلام السمح)

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
حين يذكر فقهاء حضرموت وعلماؤها، تتجلى وسطية الإسلام وسماحته في أسطع صورها، ذلك أن الخاصرة اليمانية ظلت تاريخياً الحاضنة الأشهر لألق أهم وأبقى مدارس (الإسلام السمح) في العالم الإسلامي، وهي (المدرسة) التي امتلكت من الاقتدار والفاعلية ما مكنها من نشر نورانية الإسلام في أصقاع واسعة من مشارق الأرض ومغاربها، وهداية مئات الملايين من البشر إلى رحاب هذا الدين الخاتم، وذلك من خلال التزام علماء هذه المدرسة وفقهائها ودعاتها المهاجرين، بموجبات الدعوة لله بـ (الحكمة والموعظة الحسنة) والتجسيد الواعي لتعاليم الإسلام وقيمه ومنظوماته الأخلاقية والسلوكية السامية، في مضامير تعايشهم الايجابي وتعاملهم الإنساني مع مختلف الأمم والشعوب، فكان لهذه المنهجية المعتدلة والمتسامحة أعظم الأثر في (أسلمة) تلك البلدان ودخول أممها وشعوبها في دين الله أفواجاً.

لقد توالت أزمنة داهمت حضرموت بأنماط مختلفة من (العواصف) و(الأعاصير) الهوجاء التي حاولت العبث بألق تلك (المدرسة) الحضرمية، لكن تلك المحاولات الخاسرة ارتدت خائبة منكسرة، بينما ظلت حضرموت مسكونة بذاك الألق البهي رغم كل أفاعيل البطش والتضييق والتجريم، وهي ممارسات يحاول (البعض) اليوم - للأسف الشديد - إعادة إنتاجها وتوجيهها صوب حضرموت و(مدرستها) الإسلامية النيرة لمصلحة تجذير (تيارات) الغلو والتطرف الفكرية والدينية التي خبرت الأمم الإسلامية طوال تاريخها ويلات تحكيـمـها والاحتكام لها، وتبرأت منها الكثير من البلدان والشعوب العربية والإسلامية.

إن مدرسة (الإسلام السمح) الحضرمية التي استندت على ثنائية (لا إفراط ولا تفريط) لا نراها اليوم إلاّ حاجة إسلامية بالغة الإلحاح، ذلك أنها المرجعية الأبرز التي تنطوي على كل ما يجسد عظمة الإسلام الحنيف وسمو تعاليمه وقيمه، بل وما يعكس نورانيته وإيجابيته الرافضة للظلم والعنف وامتهان كرامة الإنسان والحاثة على التسامح والتعايش والتواد والتراحم والتكافل، إذ تحسب أن (مدرسة) كهذه هي الأقدر على تقديم الإسلام الحنيف بصورته الحقيقية الوضاءة، بعد أن أضرت بها وأمعنت في تشويهها أفعال بعض من يدعون تمثيله ممن لا ينهجون سوى سبل العنف والترويع والتكفير.

والله أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى