كلام يجر كلاما

> أحمد عبدربه علوي:

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
المضحك المبكي أن الناس لا يعرفون ولم يذوقوا مرارة ألم الظلم، لأنهم يعيشون في ساحات الأنانية والبهتان والوصولية والشللية والمناطقية والقبلية الضيقة.. المعروف أن اللئام هم الذين ينشرون الظلام ويعممون الفاقة والمرض في أوساط الأبرياء والفقراء والمساكين، مستغلين عجزهم عن التمرد والشكوى لوضع حد للأقوياء الذين يفرضون جبروتهم وسلطتهم الجائرة على البسطاء والجبناء والضعفاء .. إنهم عتاولة وأرباب الفساد وغرابيب الظلم والجشع الذين يغتصبون نصيبهم الحرام على حساب الصمت والخوف اللذين يعانيهما أبناء الصبر والخذلان.

الحقيقة تقول إن هزيمة الظلام لا تتم إلا بالنور ولا يهزم الشر إلا الخير. الفقراء أدمتهم مخالب الجوع والألم والأغنياء من أرباب الفساد أسكرتهم النعم وهز الخواصر من قبل الغانيات على طبول الليالي الحمراء.. إن المترددين هم الذين يرضون بظلم المسؤول، لأن المسؤول كالطفل إن كسر آنية زجاجية وجد من حوله من يبتسم سعيداً ولو أن أحدهم ضربه على يده لما اقترب من آنية زجاجية أخرى. كل امرئ يصنع قدره بنفسه والقرارات الصعبة لا تحتاج إلا إلى إرادة وطنية وإنسانية عازمة وصادقة وجازمة ويكفينا هز الرؤوس المحشوة بالنفاق والتزلف.

إن فراش الفاسد والظالم مصنوع من الخيوط الحريرية بينما فراش البسطاء والفقراء التراب وقطع بالية من الحصير والبطانيات القديمة إن وجدت. أين اختفت فصائل أصحاب الجرأة والإرادة الذين كنا نسمع أصواتهم المرتفعة والغاضبة أمام أصحاب القرار لإحقاق الحق وتطبيق العدالة والمساواة؟

أين المؤمن النزيه الذي فيه رحمة للجهود وحرص على العطاء والوفاء. قال تعالى ?{?وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله?}? فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

اعتبروا وخذوا الحكمة الفاضلة من الفاروق، قال رجل لعمر بن الخطاب في كلام دار بينهما «اتق الله» فأنكر عليه بعض الحاضرين، وقال أحدهم: «أتقول لأمير المؤمنين اتق الله؟»

فقال عمر: «دعه فليقلها لي، فلا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها». وشتان بين ذاك الزمان وهذا البهتان والحرمان، يا أصحاب الرؤوس والأذهان وأعداء العدالة والإيمان خلف الجدران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى