البحر والبشر .. وثروة تهدر!

> نعمان الحكيم:

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
وكأننا نعيش في أطراف الربع الخالي حيث قساوة الحياة وشظف العيش وقلة الإمكانيات وندرة متطلبات الغذاء اليومي من لحوم وأسماك.. وغير ذلك.

نحن لسنا كذلك ولن نكون.. وشتان بين ما أسلفنا ذكره وبين عيشتنا في مدينة عريقة جذبت إليها الأنظار.

فالناس فيها في تناغم وانسجام.. حتى تقاسمهم لقمة العيش التي هي أساسا معتمدة على البحر وخيره الوفير.

إذاً.. هي مدينة عدن التي نتحدث عنها والتي توجد في بحر كبير وكأنها جزيرة.. يعيش سكانها على السمك والأحياء البحرية قبل كل شيء، وهي شهرة عدن قبل دخول البريطانيين إليها واحتلالها عام 1839م، فقد كانت التجارة والبحر صنوان لحياة المدينة وأهلها، واستمر الحال حتى آل إلى هذا المآل الذي شبهناه بصحراء قاحلة.

عدن تمتلك ثروة ضخمة من الثروة السمكية بأصناف عديدة وكانت صادراتها من هذه الثروة تجلب للدولة العملة الصعبة إلى جانب ثروة الملح، ولم تشهد عدن أزمة سمكية طيلة تاريخها القديم أو الوسيط، بل كانت منطقة جذب ومصدر رزق لكل الناس الطيبين، ومن أسماك عدن برزت حياة لأجيال متعاقبة وصار بعضهم في مراكز عليا في الدولة يدينون لعدن وبحرها وشواطئها بحياتهم برمتها.

وبعد توحيد الوطن استبشر الناس خيرا من حيث أن الوطن يمتلك ساحلا ثريا يمتد من شرق البلاد إلى غربها،مؤملين تعاظم الثروة في ظل دولة واحدة يعم خيرها على أبناء الوطن كله، وكانت عدن هي الضحية.

فثروة السمك بدأت في التلاشي والاستحواذ عليها من جهة، وبدأت المغالاة في أسعارها من جهة ثانية.. لكن في سنوات الوحدة الأولى لم تكن المعاناة قد برزت بشكلها الحالي اليوم، والتي يصعب إيجاد مبررات لها.

نحن فقط نتساءل: أين الثروة وإلى أين تذهب ولماذا المغالاة في سعر الكيلو منها بحيث وصل إلى 2000 ريال لسمك الديرك و1500 ريال للثمد الممتاز، وربما يكون الثمد المتوسط بـ 800 ريال ولا استقرار لها فكل يوم لها سعر وكأن الأمر لا يعني أحداً؟

الناس يتساءلون: من وراء هذه الأزمة ولماذا يباع كيلو السمك في مناطق من محافظات أخرى غير عدن بـ 400 ريال أو أقل من ذلك وبنوعية ممتازة وطازج؟

لماذا الأسرة العدنية تعاني وغيرها لا يشعر إلا بالاطمئنان وثبات أسعار هذه الأسماك؟ هل الخلل في البحر أم في البشر؟

أين نحن من الرقيب الذي لا تخفى عليه شاردة ولا واردة؟ أين الضمائر الحية التي تراعي دخول الناس وحالاتهم المعيشية؟

أين دور السلطة المحلية في هذا الأمر الذي شتت حياة الناس وحرمهم من قطعة سمك؟ أين وأين وأين؟
ذلك ما نريد إجابة له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى