كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
مثل هذا اليوم كانت هزيمة العرب عام 1967م.. كان محمد حسنين هيكل (رائعا) في تصوير الحرب مع إسرائيل سهلة وبسيطة من خلال كتاباته وتحليلاته في جريدة الأهرام.. ونشر (مانشيت) كبيرا في الصفحة الأولى من الأهرام (سنتلقى الضربة الأولى.. وبعد خمس دقائق سنكون في تل أبيب).. اقرأوا ما كانت تنشرة صحيفة الأهرام قبل وبعد الحرب.

< بشرت الأهرام قراءها في التاسع عشر من مايو بأن «القوات المسلحة المصرية احتلت مواقع مهمة تمكنها من الرد والردع.. ولا ريب أن مصر ستضرب بمنتهى القوى على يد كل من تسول له نفسه أن يبادر بعمل عدائي تجاهها».. وبعد إغلاق مضايق (تيران) كتب هيكل في السادس والعشرين من مايو :«بعد ما حدث لا مفر من صدام مسلح بين مصر وبين العدو الإسرائيلي.. لا تستطيع إسرائيل القبول بما حدث ولن تلزم جانب الصمت ولابد أن نقولها من الآن.. لابد لنا أن نتوقع أن يوجه العدو إلينا الضربة الأولى في المعركة.. ثم تكون الضربة الثانية في المعركة.. وهي ضربتنا الموجهة إليه ردا وردعا.. ضربة مؤثرة إلى أبعد حد المستطاع».

< وفي السابع والعشرين من مايو نشرت الأهرام مقالا مطولا حول الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية في مواجهة مصر وقالت: «إن صواريخ هوك الأمريكية التي تحوزها إسرائيل لا تفرق بين طائرات الأصدقاء وطائرات العدو.. كما أن سلاح الجو المصري له القدرة على الوصول إلى أكثر النقاط حساسية داخل إسرائيل خلال دقيقة واحدة.. ذلك في الوقت الذي يحتاج فيه سلاح الجو الإسرائيلي لدقائق طوال لتنفيذ مهمته.. ولا توجد وحدة عسكرية إسرائيلية واحدة متبلورة.. نظرا لأن الجيش الإسرائيلي يضم جماعات متنافرة مع بعضها بعضاً.. فكل جماعة منها أتت من بقعة مختلفة في العالم.. ولا يشعر كثير من الجنود بالانتماء للجيش وبالثقة فيه.. وهناك نقطة ضعف أخرى.. أن إسرائيل لا يمكنها تحمل حالة التعبئة العسكرية لأمد طويل».

< ولكن هيكل غير رأيه في الجيش الإسرائيلي بعد الهزيمة.. وكتب في العشرين من أكتوبر: «لمزايا الجندي الإسرائيلي قيمة حاسمة.. من الجدير أن نتناولها.. فقد كان من بين الجنود الإسرائيليين أساتذة جامعات وأطباء ومهندسون لبوا جميعا نداء التعبئة العامة.. وكانوا يعرفون الطريق إلى وحداتهم جيدا.. وبدوا مترابطين بشدة نتيجة التدريب المتواصل.. ولذلك كان الهدف واضحا في عيون جنود العدو وهو وجود إسرائيل من عدمه.. إننا نواجه عدوا عصريا ومتعلما».. ثم يقول هيكل:«إن العدو الإسرائيلي على الرغم من قدرته على استغلال ما أتيح له من إمكانيات فإنه لا يلقي الرعب في النفوس.. وقدراته لا تشذ عن الإطار العادي.. وإلحاق الهزيمة الكاملة به أمر ممكن.. بل أذهب إلى أنه أمر يسير وسهل».

< وبعد انتهاء الحرب كتب د. صلاح الدين المنجد عن مقالات هيكل في كتابه (صفحات النكبة- نقاش علمي في أسباب نكسة 5 يونيو) ما يلي:«لم نعرف أنفسنا ولم نعرف العدو.. مشينا في طريق الخداع لنضغط على إسرائيل وأمريكا والغرب حتى يخضعوا لمطالبنا.. ولكن الجهل انتصر علينا ولم يفلح الخداع في مواجهة عدونا.. هاجمنا العدو.. وسددنا ثمنا باهظا.. ثمن الجهل والكذب.. وجاء عقابنا مريرا ومريعا».

< كذب علينا هيكل وسمى (الهزيمة) نكسة.. ثم كذب مرة أخرى وقال (خسرنا معركة ولم نخسر الحرب).. (خسرنا القدس) يا هيكل!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى