من ينصف المضاربة؟!

> «الأيام» معين محمد الصبيحي /المضاربة - لحج

> إن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أحد مصادرته على الإنسان هو الحلم الجميل، ونحن أهالي مديرية المضاربة ورأس العارة بلحج نحلم دائماً وأبداً بحياة كريمة تتـوفر فيهـا كل الخدمات الأساسية في منطقتنا البائسة والمحرومة من كل الخدمات العصرية الحديثة باستثناء فتات الخدمات المتواضـعة التي أكل عليـها الدهر وشرب.

وفي الحقيقة إن أحلامنا الوردية المنطقية المشروعة تتكسر وتتحطم يوما إثر يوم على صخرة إهمال السلطة الفاضح والمسئولين وكل الجهات ذات العلاقة لمديريتنا المنسية.

هذا الأمر جعلنا نتساءل بكل حرقة وبراءة لماذا مديريتنا مظلومة محرومة ومنسية إلى هذا الحد المثير للمواجع والأحزان؟

هل لأنها مسالمة مسكينة وأهلها مجرد بدو رحل لا حول لهم ولا قوة، أم أن الجهات المختصة وبالذات مسئولوها والقائمون عليها هم رأس البلاء والحرمان؟

عموماً الأسئلة معقدة لكن الأجوبة واضحة و معروفة ويدركها جميع الأهالي جيداً منذ قديم الزمن ولا داعي لذكرها لأنها معلومة للكل.

وبكل صراحة لست أدري من أين أبدأ وماذا اقول ومن أخاطب ولمن أشكو!؟

فمديريتنا المضاربة ورأس العارة بلحج تحدق بها المخاطر من كل جهـة ومكان، فالفـقر يطحن أهلها طحناً ساحقاً حتى أن كثيرا من الأهـالي وصل حد اليأس من الحياة الكريمة والعيش الهنيء فاختار الانتحار وسيلة للراحة والتخلص من الهم والشقاء السرمدي، ووعورة الطر ق تنذر بالموت وتثقل كاهل المواطنين المساكين خاصة عند الحاجة إلى إسعاف حالة مرضية خطيرة، وتردي كل الأوضاع والخدمات شيء يدمي القلب ويضاعف غبن الحياة الكالحة الأليمة، وغياب المشاريع يدعو للقنوط والكفر بشعارات (يمن جديد.. مستقبل أفضل).

كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع الجهات المسئولة التي لم نلمس منها إلا عدم الوعي بالمسئوليه أمام المنطقة وأهلها ومزيداً من الفساد وتعفن الضمائر.

لقد أزرى الدهر بمديريتنا، فحتى الآن لم يصلها شيء من خيرات ومنجزات الثورة والوحدة والجمهورية، ولم تلتفت إليها السلطة والحكومة حتى بنصف عين، بالرغم من أن كل أهاليها يضعون الثورة والوحدة والوطن في حدقات أعينهم، وبالرغم من أن المنطقة قدمت قوافل من الشهداء فداء للوطن وثورته ووحدته، إلا أن كل تلك التضحيات العظيمة بالإضافة إلى احتضانها لكثير من معالم التاريخ والآثار مثل الأثر الإسلامي المندثر بتربة أبو الأسرار والآثار التاريخية في تربة شعبو وحصون قلعة قبيلة المضاربة الشامخة.

تلك الحصون التي تحكي تاريخا وحضارة ضاربة في أعماق الدهر لم تشفع لها في أن تحظى بفتات وفضلات المشاريع.

فهي حتى اليوم منطقة محرومة بكل معنى الكلمة إلى الحد الذي شبهها فيه كثير من وسائل الإعلام بأنها قرية من بقايا العصر الحجري وليست مديرية من مديريات اليمن.. في الألفية الثالثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى