إجراءات أمنية مشددة في منتجع هايلينغدام الألماني لقمة مجموعة الثماني

> هايلينغندام «الأيام» جان لوي دي لا فيسيير:

>
رجال الأمن الالمان يلقون القبض على أحد المتظاهرين أمام المنتجع أمس
رجال الأمن الالمان يلقون القبض على أحد المتظاهرين أمام المنتجع أمس
يعقد اصحاب القرار في الدول الكبرى في العالم بدءا من الاربعاء اجتماعات في منتجع هايلينغندام الالماني الصغير الذي نشر فيه نحو 16 الف شرطي واقيم سياج معدني ضخم بلغت كلفته 5،12 مليون يورو لضمان امنه,وقد اعدت ست فلل بيضاء تطل على البحر، لاستضافة اللقاءات.

ويحيط السياج بهذه البلدة التي تبلغ مساحتها 6،11 كلم مربع,ويتألف هذا السياج الي تسميه الشرطة “الحاجز التقني”، من 4860 كتلة اسمنتية تزن كل منها 900 كيلوغرام. ويبلغ ارتفاعه 50،2 متر وتعلوه اسلاك شائكة وكاميرات واجهزة لرصد اي تحركات.

واختارت الحكومة المجمع الذي يقع على بعد 16 كلم شرق روستوك و40 كلم جنوب غرب فيسمار وتجسد مبانيه عددا من مدارس الفن المعماري من الكلاسيكية الحديثة الى الرومانسية، في مقاطعة نائية في المانيا الديموقراطية الشيوعية السابقة. وهذه المقاطعة التي تحمل اسم ماكلنبورغ بومارانيا الغربية ويطلق عليها اسم مختصر هو «ماك بوم»، تقع على ابواب بولندا ويجهلها معظم الالمان انفسهم.

تبلغ مساحة المقاطعة 23 الف كيلومتر مربع وتضم 7،1 مليون نسمة. ويأمل سكانها في ان تشكل هذه القمة فرصة لجذب السياح الاجانب والالمان.

وكان الدوق الكبير فريدريش فرنتز الاول ماكلمبورغ شفيرين افتتح عام 1793 هذا المنتجع الصغير واستورد فيه من انكلترا موضة السباحة في البحر.

وقد زارته شخصيات كبيرة من قيصر روسيا نيكولاس الاول الى الكاتب الفرنسي مارسيل بروست بينما لجأ عديدون الى “دار الشفاء” (كورهاوس) فيها المبني بالطراز الكلاسيكي المستوحى من المعماريين الايطالي بالاديو والالماني شينكل.

وفي هذا المبنى الذي حفرت على واجهته عبارة «الفرح يستقبلك هنا بعد حمام منعش»، سيعقد قادة المانيا والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا واليابان قمتهم.

وسيقيمون مع وزرائهم ومستشاريهم في الفندق الذي يضم 225 غرفة بينها 107 اجنحة، في عزلة تامة بين البحر وغابة من شجر الزان، يقطعهم عن العالم والمتظاهرين السياج الامني الذي يمتد 12 كيلومترا.
ويشكل السياج حدود المنطقة المحظورة التي يعيش فيها حوالى 291 نسمة منحوا شارات خاصة تسمح لهم بالعودة الى بيوتهم,كما منح 700 موظف من مترجمين وعمال في الفندق وفنيين وعناصر امن، شارات مماثلة ايضا.

وكذلك الامر بالنسبة للصحافيين الذين جاؤوا من جميع انحاء العالم. وفي الخارج، سيحاول آلاف من مؤيدي العولمة البديلة اسماع صوتهم ويتوقع ان يقوم نحو 12 الفا منهم باغلاق الطرق المؤدية الى هايلينغندام.

وتتطلب هذه القمة المضادة ايضا تدابير لوجستية خاصة تتمثل في ثلاث مخيمات تتسع لنحو 25 الف شخص اقيمت في الايام الاخيرة في منطقة قريبة.

ويربط قطار قديم يسير على البخار بين هايلينغندام والمنتجعات الساحلية الاخرى.

وتختزل هايلينغندام تاريخ المنطقة من انهيار الى نهضة. ففي 1950 وبعد الحرب تحول المجمع الى «مصح عمالي».

وفي 1996 قررت مجموعة «فوندوس» الاستثمارية شراء الفلل لترميمها.

ووقع اتفاق مع سلسلة «كيمبينسكي» في 1998 وفتح الفندق الفاخر في 2003 .

وينتقد الشيوعيون السابقون الذين يتمتعون بوجود قوي في المقاطعة والنازيون الجدد، بشدة اختيار حكومة التحالف بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمسيحيين الديموقراطيين، لهذا المنتجع مشيرين خصوصا الى ما يسببه الاجتماع من ازدحام واجراءات امنية ونفقات للشرطة.

لكن مجموعة الثماني سمحت بتجديد شبكة الطرق,واستأنف الاقتصاد نموه في المقاطعة حيث تراجعت نسبة البطالة لكنها بقيت مرتفعة (6،16% مقابل 9،18% في امايو 2006).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى