توقف القتال في مخيم فلسطيني ثان في لبنان

> عين الحلوة «الأيام» توماس بيري :

>
جنود لبنانيون يقومون بدورية امام احد المداخل
جنود لبنانيون يقومون بدورية امام احد المداخل
قتل مسلحون اسلاميون أمس الإثنين جنديين لبنانيين عند مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان في اول قتال دموي يمثل امتدادا للمعارك بين الجيش اللبناني ومقاتلين يسيرون على نهج القاعدة في الشمال.

وقالت مصادر أمنية وعسكرية ان اثنين من مقاتلي جماعة جند الشام قتلا ايضا في الاشتباك على مدخل مخيم عين الحلوة وهو اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان ويقع قرب مدينة صيدا الجنوبية.

وجرح ثلاثة جنود ومدنيان في الاشتباكات المتقطعة التي بدات ليل أمس الأول وهدأت لاحقا أمس الإثنين.

وهذه الاشتباكات هي أحدث هزة لاستقرار لبنان الذي يعيش بالفعل في ظل أزمة سياسية عميقة بين الحكومة المدعومة من الغرب والمعارضة ومن بينها حلفاء لسوريا,وقد أصابت تلك الازمة مؤسسات الدولة بالشلل منذ الحرب التي نشبت العام الماضي بين اسرائيل وحزب الله.

وفر مئات المدنيين من مخيم عين الحلوة الواقع على تلة تطل على مدينة صيدا على بعد نحو 42 كيلومترا جنوبي بيروت. وتسيطر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المخيم لكن جماعات اسلامية صغيرة تتمركز في المخيم و في عدد آخر من مخيمات اللاجئين في لبنان.

ويهاجم الجيش اللبناني جماعة سنية من هذه الجماعات هي فتح الاسلام منذ اكثر من اسبوعين في مخيم نهر البارد قرب طرابلس على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة اللبنانية.

واشتباك عين الحلوة هو اول قتال يندلع في مخيمات فلسطينية اخرى في لبنان لا يؤيد فيها كثيرون جماعة فتح الاسلام التي تتباين عقيدتها الخاصة بالجهاد على النطاق العالمي مع النضال الوطني لحركة المقاومة الاسلامية حماس وأيضا مع الافكار العلمانية لفتح والفصائل اليسارية.

وأجرت الفصائل الفلسطينية محادثات طارئة مع قادة الجيش اللبناني في صيدا لازالة التوتر. وبعدها أخلى مقاتلو جند الشام مواقعهم لمسلحين من جماعات اسلامية اخرى.

وقال مصدر فلسطيني حضر الاجتماع "الجيش طلب من الفصائل الفلسطينية السعي لوقف الهجمات على الجيش وقال انه اذا لم تتوقف الهجمات سيتحرك بحزم."

ولجأ نحو 500 مدني فلسطيني ولبناني فروا من القتال الى مبنى تابع لبلدية صيدا.

وقال هاني برناوي (31 عاما) "نخشى ان يتكرر هنا ما حدث في نهر البارد. انهم (جند الشام) مجرد عصابة أتت الى هنا لافساد الامور والقضاء على أمننا."

وقالت امال عباس وهي امرأة فلسطينية فرت من عين الحلوة "الدولة التي ادخلتهم يجب ان تتعامل معهم. نحن لسنا ضد الجيش نحن معهم."

امرأة فلسطينية تبكي أثناء هربها من القصف
امرأة فلسطينية تبكي أثناء هربها من القصف
وجند الشام جماعة صغيرة جدا تضم بضع عشرات من المتشددين الفلسطينيين واللبنانيين وانحازت الى فتح الاسلام التي تقاتل الجيش في نهر البارد على الرغم من عدم وجود صلات تنظيمية بين الجانبين على ما يبدو.

وهاجم مسلحوها الجيش بعد مرور ساعات قليلة على مقتل قائد في فتح الاسلام يدعى ابو رياض في مخيم نهر البارد والذي كان سابقا ينتمي الى جند الشام.

ويعد القتال الذي اندلع في نهر البارد يوم 20 مايو ايار الماضي أسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها في لبنان بين عامي 1975 و1990.

وقتل 114 شخصا على الاقل وفر نحو 27 ألفا من بين 40 ألف لاجيء في مخيم نهر البارد من منازلهم بسبب تدهور الاوضاع الانسانية.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ان الوضع يتدهور بصورة كبيرة ووجهت مناشدة عاجلة لجمع 12.7 مليون دولار لتغطية احتياجات الذين نزحوا جراء الحرب عن المخيم.

وسمع أمس الإثنين دوي اصوات الاسلحة الالية والانفجارات من مخيم نهر البارد حيث يرفض مقاتلو فتح الاسلام حتى الان القاء سلاحهم او الاستسلام ويبدون مقاومة شرسة على الرغم من تفوق الجيش عليهم في العتاد والعدد,لكن القتال خف بالقياس الى الايام الثلاثة الماضية حيث دكت قوات الجيش مواقع المسلحين على اطراف المخيم.

وقال شهود ان عددا من المدنيين شقوا طريقهم خارج المخيم بينما استقدم الجيش مزيدا من التعزيزات من الجنود والعتاد في تحضير فيما يبدو لتوجيه ضربة جديدة لفتح الاسلام.

وتنظر الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الى القتال على انه "معركة ضد الارهاب" المدعوم من دمشق التي رفضت التهم. وتقول سوريا ان زعيم فتح الاسلام شاكر العبسي مدرج على قائمة المطلوبين لديها.

وقتل 12 جنديا في نهر البارد منذ يوم الجمعة ليرتفع اجمالي عدد قتلى الجيش الى 46,وقتل اكثر من 20 من المتشددين والمدنيين في المخيم منذ ذلك الوقت,وقالت فتح الاسلام انها فقدت خمسة مقاتلين في تلك الفترة ونحو 36 إجمالا.

وفي حين لم يدخل الجيش الحدود الرسمية لمخيم نهر البارد فقد سيطر على مواقع المتشددين على اطرافه محاصرا اياهم في نقاط محددة.

ويمنع اتفاق عربي أبرم في عام 1969 الجيش اللبناني من دخول 12 مخيما فلسطينيا في لبنان تضم 400 الف لاجيء. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى