وقفة مع جمعية عدن الخيرية

> محمد فارع الشيباني:

>
محمد فارع الشيباني
محمد فارع الشيباني
قد لا يعرف الكثيرون أن فكرة إنشاء جمعية عدن الخيرية قد بدأت في صنعاء وفي منتدى «الأيام» بصنعاء، فقد نشأت فكرة إقامة جمعية خيرية تقدم الخدمات الخيرية في محافظة عدن أثناء المجالس اليومية في المنتدى، وأخذت هذه الفكرة وقتاً كافياً وناقشها أبناء محافظة عدن المقيمون في صنعاء وكذلك أبناؤها الذين يأتون إلى صنعاء في مهمات عمل أو زيارة، بعد ذلك انتقل النقاش حول الجمعية إلى منتدى الأيام في عدن حيث طورت الفكرة واستطاعت مجموعة من أبناء عدن المخلصين والمحبين للخير والمحبين لمحافظة عدن وأبنائها، وخاصة المحتاجين منهم، وبعد جهد ونقاش حاد وصل في بعض الأحيان إلى المشادات الكلامية العنيفة استطاع هؤلاء إعداد النظام الأساسي للجمعية وعقد مؤتمرها الأول وانتخاب هيئة إدارية من أنزه وأشرف أبناء عدن لإدارة أعمال الجمعية الخيرية، ولكن السياسة والحزبية الضيقة الأفق والطموحات الشخصية للبعض أدت إلى عرقلة أعمال الهيئة الإدارية، وفي موقف شبه انقلابي تم إسقاط تلك الإدارة فقد اعتقد بعض الحزبيين أن من يسيطر على إدارة الجمعية فإنه يسيطر على الأصوات الانتخابية لجميع أبناء عدن، وكان ذلك خطأ وتفكيرا ساذجا، واعتقد بعض الطامحين إلى مراكز في السلطة والدولة أن الوصول إلى تلك المراكز يمر عبر الهيئة الإدارية لجمعية عدن وكان ذلك خطأ أكبر، ونتيجة لهذه الفكرة الخاطئة تحالف هؤلاء مع هؤلاء وشنوا معركة لإسقاط الهيئة الإدارية النظيفة والنزيهة، في مؤتمر جندوا له كل شيء إلى درجة أنهم قاموا بدفع الاشتراكات المتأخرة على الأعضاء ووفروا باصات لنقل المؤتمرين من منازلهم إلى قاعة المؤتمر وباستعمال العصا الغليظة داخل المؤتمر تم إسقاط الهيئة الإدارية وفرض هيئة إدارية جديدة .

هذا ما حصل ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك لأني أحد الشهود الذين عايشوا تلك المرحلة ومن الداخل، وقامت الهيئة الإدارية الجديدة بتحويل مقر الجمعية في كريتر إلى مركز شبيه بإدارة حكومية يقف على بابه الحراس وموظفون يجلسون على مكاتب فخمة فيها المكيفات تبرد الأجواء بينما كان المحتاجون الذين أنشئت الجمعية من أجلهم يقفون في طابور أمام الباب، وإذا قدر لأحدهم الدخول فإنه يمر على جميع الموظفين ويملأ استمارة هنا ويدلي بمعلومات هناك وفي النهاية يخرج بألف أو ألفي ريال كمساعدة، هذا إذا ساعده الحظ، مع أنه في تلك الفترة بالذات وصلت المبالغ المتوفرة للجمعية حسب ما قيل 43 مليون ريال، والله أعلم.. وفي النهاية وبعد خلافات شديدة بين أعضاء الهيئة الإدارية تدخل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وسقطت الهيئة الإدارية.

أنا لا أريد من هذا نبش الماضي وتجديد الجروح بل عكس ذلك، أردت أن أروي أشياء خاطئة حصلت في الماضي لكي يعرفها الجميع ولكي لا تتكرر مستقبلاً، ولأن الذين تعبوا وبذلوا جهداً كبيراً لقيام الجمعية من أجل الأعمال الخيرية في عدن يؤلمهم ما حصل وما آلت إليه الجمعية.

فقد صارت إذا جاز التعبير أشبه بخيال المآتة يبدو كإنسان من بعيد وهو ليس بإنسان، قد يخيف العصافير ولكن تقف على كتفيه الغربان..ولقد علمت الآن أن الهيئة الإدارية الحالية للجمعية تسعى لإقامة مؤتمر جديد لانتخاب هيئة إدارية جديدة في هذا الشهر وذلك لانتهاء مدة الهيئة الحالية حسب النظام الداخلي للجمعية، ولأجل هذا فقد سمحت لنفسي كعضو في الجمعية أن أتقدم بعض المقترحات أرجو أن تجد آذاناً صاغية ممن يهمهم أمر الجمعية وممن قلوبهم على عدن وأبناء عدن وخاصة المحتاجين منهم.. وأنا أرى أن لا يكون المؤتمر القادم كالمؤتمرات السابقة حسب الأنظمة واللوائح ويقتصر فقط على الأعضاء أو على الذين سددوا الاشتراكات لكي لا تتكرر مأساة دفع الاشتراكات وتوفير الباصات لنقل المؤتمرين.

ولكن أرى أن يكون مؤتمرا مفتوحاً يحضره ممثلون عن جميع فئات أبناء عدن، مثلاً لا حصراً أن يحضره أعيان عدن وحكماؤها وأن يحضره ممثلون عن التجار العدنيين أو من قيادة الغرفة التجارية وأن يحضره ممثلون عن جميع منتديات عدن وممثلون عن ال نقابات ومنظمات المجتمع المدني وممثلون عن الناشطات في مجال الحريات من نساء عدن الفاضلات وممثلون عن أساتذة جامعة عدن والشخصيات البارزة والمشهورة في مجتمع عدن.

وعندما أقول يحضره لا أعني الناحية البروتوكولية للحضور كما يحصل في الاحتفالات والمناسبات الرسمية بل أعني حضور المشاركين الفعليين مثل الأعضاء تماماً لهم حق المنافسة والاقتراح وكذلك التصويت إذا دعت الضرورة لذلك، مع أني أفضل أن يكون اتخاذ القرارات بالتوافق وبالإقناع المستند على المنطق وليس على العصا الغليظة. وأرى أن تكون مهمة هذا المؤتمر ليست المصادقة على التقارير المملة والمكررة المقدمة من الهيئة الإدارية، ولكن أرى أن تكون مهمته نقطة واحدة « كيف يمكن انتشال الجمعية من وضعها الحالي وتقديم المقترحات لكي تقوم الجمعية بواجبها الذي أنشئت من أجله في المستقبل».

ولذلك يتم اختيار هيئة إدارية تمثل فيها جميع الفئات التي ذكرتها وبالتوافق وليس بالاقتراع.

وإذا كان عدد الهيئة الإدارية غير كاف لاستيعاب ممثلين عن الكل يمكن وبالتوافق أيضاً اختيار «هيئة استشارية» تقدم النصيحة والاستشارة للهيئة الإدارية وهذا ليس مقترحا جديدا فقد سبق وأن صرح في أحد المؤتمرات للجمعية - أقصد «الهيئة الاستشارية».

وأخيراً لقد كان ذلك من باب الاجتهاد وأقول لأصحاب نظرية «المؤامرة» إنه لم يوعز لي أو يدفع بي أحد لكتابة ما ذكرته، كما ليس هناك من يقدر على ذلك لأن أفكاري أنا أتحمل مسؤوليتها.

اللهم ارحم عدن، اللهم اجمع شمل أبناء عدن لما فيه خيرهم. آمين يا رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى