مصر ترفض قول بوش إن السياسي المعارض أيمن نور سجن ظلما

> القاهرة «الأيام» أبيجيل هاوسلونر :

>
ايمن نور
ايمن نور
رفضت مصر قول الرئيس الأمريكي جورج بوش إن السياسي المصري المعارض أيمن نور سجن ظلما وقالت إن ما قاله في مؤتمر عقد في العاصمة التشيكية براج هو تدخل "غير مقبول" في شؤونها الداخلية التي يجب أن تنأى واشنطن بنفسها عنها.

وقالت جميلة إسماعيل زوجة نور لرويترز إن تعليقات بوش التي تدعو للإفراج عن زوجها يمكن أن يكون لها أثر سلبي على دعوى قضائية أقامها طالبا الإفراج عنه لأسباب صحية بعد أكثر من عام في السجن من خمسة أعوام محكوم عليه بها.

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط نشرتها صحف مصرية أمس الأربعاء إن "ما ذكره الرئيس بوش خاصا بمصر يعد تدخلا غير مقبول في شؤوننا الداخلية ومساسا لا نقبله بأحكام أصدرها القضاء المصري."

وأضاف "أن عمق العلاقات المصرية الأمريكية يتسع على نحو ما ذكره الرئيس الأمريكي لأن تعبر مصر عن دهشتها واستيائها من هذه التصريحات."

وقال بوش في المؤتمر الذي عقد أمس الأول احتفالا بتقدم قضية الديمقراطية في العالم إن واشنطن تستخدم نفوذها لحث دول مثل مصر على "التحرك نحو الحرية".

ودعا أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن نور وسجناء سياسين آخرين في بورما وفيتنام وروسيا البيضاء وكوبا.

وقال "هناك منشقون آخرون كثيرون لم يتمكنوا من الانضمام إلينا لأنهم سجنوا ظلما أو حددت إقامتهم."

وأضاف "أتوق إلى اليوم الذي يحضر فيه مثل هذا المؤتمر... أيمن نور من مصر."

وتسببت تصريحات بوش في هجوم آخر لاذع عليه من لجنة في مجلس الشعب المصري.

وفي بيان صدر أمس الأربعاء قالت لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم إنها تستنكر ما قاله بوش.

وقالت إن تصريحاته "تناولت الأوضاع الداخلية في مصر وهي شأن يعني المصريين وحدهم."

وأضافت "كان الأولى بالرئيس الامريكي أن يتحدث عن سجناء جوانتانامو المحرومين من أبسط حقوق الدفاع القانوني الذي كفلته كل مواثيق حقوق الإنسان."

وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات قاسية بسبب معاملتها للمتشددين الأجانب الذين تشتبه بهم واشنطن وكذلك للطريقة التي قدمتهم بها للعدالة.

وحكم على نور وهو مرشح سابق للرئاسة ويتزعم حزب الغد المعارض في ديسمبر كانون الأول عام 2005 بالسجن خمس سنوات بتهمة تزوير أوراق تأسيس الحزب.

ويقول نور وأنصاره إن القضية لفقت له لإبعاده عن الحياة السياسية لكن الحكومة تقول إن القضية جنائية.

وحصل نور (42 عاما) على حوالي ثمانية في المئة من أصوات الناخبين في أول انتخابات رئاسية بين أكثر من مرشح أجريت عام 2005 وجاء في الترتيب الثاني بعد الرئيس حسني مبارك الذي حصل على 89 في المئة من الأصوات,وطالبت الولايات المتحدة مصر عدة مرات بالإفراج عن نور.

جميلة إسماعيل زوجة نور
جميلة إسماعيل زوجة نور
وتقدم نور بالعديد من الطلبات إلى النائب العام للإفراج عنه لأسباب صحية لكن محكمة جنايات القاهرة قالت الإسبوع الماضي بعد جلسة قصيرة لم يتمكن المحامون من حضورها إنه يتحمل قضاء العقوبة دون أن تتعرض حياته أو صحته للخطر.

وستنظر محكمة القضاء الإداري يوم 12 يونيو حزيران دعوى أقامها نور للإفراج الصحي عنه.

ويعاني نور من داء السكري ومرض في القلب وقالت منظمات حقوقية وتقارير طبية إن حياته معرضة للخطر إذا استمر سجنه.

وقالت زوجة نور وهي أيضا مسؤولة كبيرة في حزب الغد في اتصال هاتفي "حين يحدث شئ كهذا يستخدمه النظام ضدنا وضد نور. أنا قلقة للغاية الآن وخائفة."

وأضافت أن الصحف التي تديرها الدولة يمكن أن تستعمل التصريحات ضد نور وتصفه بأنه "عميل أمريكي".

وتوافق صعود نور في السياسة المصرية مع ضغط قوي من واشنطن على مصر لتسمح بالمزيد من المشاركة السياسية وحماية الحريات المدنية.

وسمح الضغط بمزيد من المعارضة السياسية وتسبب في ارتفاع صوت المنتقدين للرئيس مبارك وحكمه.

وفقدت الحملة الأمريكية قوة الدفع بعد ذلك بعام حين تحولت واشنطن إلى حلفائها في الشرق الأوسط طالبة دعمهم لها ضد الإسلاميين ومساندتهم لها في العراق الذي تعمقت المشكلات فيه.

وقال المحلل السياسي محمد السيد سعيد "تصريح بوش لن يؤدي لشئ. كل من مصر والولايات المتحدة لديها مساحة واسعة من الاتفاق مع الأخرى. مصر تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة وواشنطن تمنح القاهرة دعما سياسيا."

(شارك في التغطية علاء شاهين) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى