رئيس تحرير «الأيام» في محاضرة ألقاها على طلاب الصحافة والإعلام بجامعة عدن:«الأيام» اختطت لذاتها نهجا لا تحيد فيه عن المصداقية والدفاع عن قضايا المظلومين

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

>
ألقى الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل، رئيس تحرير «الأيام»، محاضرة على طلاب الصحافة والإعلام في جامعة عدن صباح أمس عن النشأة والواقع والخطة المستقبلية للصحيفة على وجه الخصوص ومقومات الصحفي وأخلاقيات الصحافة الحرة النزيهة بشكل عام.

وأتت المحاضرة، التي أدارها باقتدار الأساتذة د. حسين باسلامة عميد كلية الآداب، د. عبدالله الحو رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب، د. هشام السقاف بمشاركة الأساتذة د. محمد عبدالهادي، د. محمد علي ناصر، د. عوض العشن، د. سليم النجار، د. رائد البياتي، تدشينا لبرنامج (لقاء مع رئيس التحرير) الذي ستقوم فيه عمادة كلية الآداب ورئاسة قسم الصحافة والإعلام باستضافة رؤساء تحرير الصحف والمؤسسات الصحفية والإعلامية بهدف إفادة طلاب الصحافة والإعلام من خبراتهم وتجاربهم ورؤاهم.

وابتدأ الأستاذ هشام باشراحيل المحاضرة بتعريف صحفيي الغد بمرحلة التأسيس لمؤسسة «الأيام» للصحافة والطباعة والإعلان بجهود ومثابرة عميد «الأيام» ومؤسسها الشخصية الوطنية الرائدة محمد علي باشراحيل رحمة الله عليه، موضحا لهم تاريخ هذه الشخصية الوطنية كأحد أقطاب التطور السياسي والاجتماعي في مدينة عدن ابتداء من خمسينات القرن الماضي بالتحاقه بـ (حلقة شوقي) التي تأسست حينذاك في مدينة التواهي ثم التحاقه بنادي (الإصلاح العربي) ايضا في التواهي وبلوغه مرتبة نائب رئيس النادي خلال مدة زمنية وجيزة بفضل جهوده المتفانية لخدمة مجتمعه لتأتي عقبها مرحلة مفصلية في تاريخ العمل السياسي في عدن بتأسيس عميد «الأيام» بمعية شخصيات وطنية فذة حزب (رابطة أبناء الجنوب) عام 1951م أعرق أحزاب الجزيرة العربية، واضطلاعه باقتدار بمنصب نائب رئيس الحزب، ولم يمض العام مذ ذاك التاريخ حتى أصبح محمد علي باشراحيل عضوا في المجلس البلدي لمدينة عدن للفترة 1955-1952م ثم رئيسا لأول مجلس بلدي منتخب في مدينة عدن للفترة 1958-1955م كما تبوأ عضوية المجلس التشريعي ليرسي مع زملائه نظام حكم محلي متطور.

وتطرق الأستاذ هشام باشراحيل بعد ذلك إلى مرحلة ولادة صحيفة «الرقيب» كثاني صحيفة في الجزيرة العربية تصدر باللغتين العربية والانجليزية حمل الشق الانجليزي منها اسم «RECORDER».

وعن هذه المرحلة قال: «في العام 1956م أصدر والدي رحمة الله عليه صحيفة باللغتين العربية والانجليزية حمل الشق العربي منها اسم «الرقيب» أما الشق الانجليزي فحمل اسم «RECORDER» وارتبط اصدار هذه الصحيفة بإقدام والدي على خطوة تجلت فيها أهم مقومات العمل الصحفي المستقل وهي اعتزاله مجال العمل السياسي مع ما تنطوي عليه هذه الخطوة من تخليه عن كافة المناصب السياسية التي بلغها بجهود مضنية واقتدار واستقلاله بالعمل الصحفي عن كل ما عداه، وذاك هو صلب شخصية الصحفي ومصدر مصداقية الصحيفة الهادفة إلى تنوير المجتمع ومعالجة قضاياه بحيادية تضع نصب عينيها خدمة الوطن والمواطن من خلال الحقيقة ولا شيء غيرها، فكانت «الرقيب» صحيفة رائدة لم تلبث أن قفزت بعد عامين من العمل الجاد والجهود المخلصة قفزة نوعية تمثلت بولادة صحيفة «الأيام» في العام 1958م كصحيفة يومية مستقلة بكيانها تصدر باللغة العربية واستقلال الـ «RECORDER» بذاتها كصحيفة أسبوعية تصدر باللغة الانجليزية».

وعن مكونات العمل الصحفي أكد الأستاذ هشام باشراحل في سياق محاضرته القيمة لطلاب الصحافة والإعلام أن «العمل الصحفي يرتبط ارتباطا وثيقا بمعرفة الصحفي بالمطبعة ومكوناتها وعملها لخلق ارتباط وثيق ما بين الصحفي والصحيفة عبر الوسيلة التي تخرجها إلى النور ألا وهي المطبعة، و «الأيام» مرت بمراحل عدة في هذا المجال منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الراهن حيث كانت المطبعة المستخدمة عند إصدار «الرقيب» و«RECORDER» تستخدم القوالب المصنوعة من الرصاص فيما كان يعرف بالطباعة البارزة حيث تجمع القوالب التي يمثل كل منها حرفا من أحرف اللغة العربية أو الانجليزية بحيث تشكل الكلمة المطلوبة .

وهكذا فإن الطباعة كانت في ذلك الوقت شاقة وذات مخاطر صحية أيضا فقوالب الرصاص بعد استخدامها يتم تذويبها ومن ثم إعادة صقلها واستخدامها مجددا ثم تطورت العملية وأصبح قالب الرصاص يمثل سطرا أو جملة متكاملة، وقد كانت أول مطبعة نستخدمها عبارة عن مطبعة يدوية ولا تسمح سوى بطباعة صفحة واحدة، وقد كانت «الأيام» تصدر نحو 20 ألف نسخة يوميا في ذلك الوقت وهو رقم كبير يدل على مدى انتشارها الواسع.

وحاليا انتقلت «الأيام» إلى أحدث أنواع الطباعة الموجودة في العالم حيث باتت الصحيفة تمتلك أحدث مطابع الأوفست وهذا النوع الحديث من المطابع يعتمد كليا على الكمبيوتر وأحدث التقنيات الطباعية بما مكننا من الارتقاء بطباعة «الأيام» وما زلنا ماضين في مواكبة التطور في مجال الإخراج الصحفي والطباعة أولا بأول، كما أن لـ «الأيام» موقعا إلكترونيا متطورا على شبكة الانترنت يحظي بمتابعة قراء «الأيام» من مختلف دول العالم إلى جانب تصدر صحيفة «الأيام» من حيث التوزيع والانتشار ولله الحمد».

وحول مقومات الصحفي دعا الأستاذ هشام باشراحيل طلاب وطالبات الصحافة والإعلام بجامعة عدن إلى عدم الاكتفاء بالتعليم النظري في قاعات المحاضرات بل الجمع ما بين التعليم النظري والعمل الميداني خلال فترة ما قبل التخرج لاكتساب المهارات والخبرات المطلوبة والاستفادة من التجارب العملية، وأن الصحفي لابد وأن يتحلى بالمصداقية وأن يعتمد في كتاباته في مختلف الفنون الصحفية على تحري الدقة وتوخي الحيادية والارتكان إلى أخلاقيات الصحافة الهادفة إلى نشر الحقائق والأحداث لتنوير المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوق مواطنيه.

وأكد لعمادة كلية الآداب ورئاسة وطلاب قسم الصحافة والإعلام بأن مؤسسة «الأيام» على استعداد تام لإقامة دورات تدريبية للطلاب، موضحا أن «الأيام» تضع في أجندتها المستقبلية القيام بذلك من خلال قاعة التدريب التي سيضمها المبنى الجديد لمؤسسة «الأيام» الذي يجري العمل حاليا على إنشائه.

وردا على مداخلات لأساتذة وطلاب وطالبات الصحافة والإعلام أكد الأستاذ هشام باشراحيل أن «الأيام» اختطت لذاتها منذ عهد عميدها الأستاذ محمد علي باشراحيل رحمه الله وحتى عهد الأستاذين الناشرين هشام باشراحيل، رئيس التحرير، وتمام باشراحيل مدير التحرير، نهجا لا تحيد فيه عن المصداقية والاستقلالية في نقل المعلومات والحقائق والدفاع عن قضايا المظلومين رغم ما يترتب على ذلك من عناء إيمانا بأخلاقيات المهنة، كما أكد في جوابه عن سؤال حول تقييمه لقانون الصحافة الحالي بأن القانون الحالي يعد الأفضل على مستوى المنطقة ما يستوجب الإبقاء عليه، منوها بأن نسبة حرية الصحافة في اليمن منذ عودتها في العام 1990م تعد الأفضل في المنطقة إلا أنه يجب أن تحظى الصحافة والإعلام بالحرية المطلقة للوصول إلى التطور المنشود.

واختتم رئيس تحرير «الأيام» محاضرته بتوجيه الشكر إلى الأستاذين د. حسين باسلامة، عميد كلية الآداب، ود. عبدالله الحو رئيس قسم الصحافة والإعلام، اللذين وجها بدورهما الشكر لرئيس تحرير «الأيام» لحرصه على تقديم هذه المحاضرة القيمة لأبنائه طلاب وطالبات الصحافة والإعلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى