التعليق الرياضي بين الموهبة والتطفل

> «الأيام الريــاضـي» عبد الفتاح قائد عبده:

> لماذا يصر المشاهدون والمستمعون على الاستماع لمعلقين محددين دون غيرهم؟ .. لماذا يضطرون إلى الاشتراك في القنوات الرياضية (المشفرة) والتي تمتاز بوجود معلقين موهوبين ومبدعين أمثال عصام الشوالي، عدنان حمد، ويوسف سيف وغيرهم؟ .. وماهو سر تألق بعض المعلقين دون غيرهم؟

إن الاجابة عن هذه الاسئلة تتطلب منا التطرق والتعرف على مميزات وصفات المعلق الرياضي الناجح والمحبوب جدا لدى الجماهير حيث يمكن تلخيص هذه المميزات والصفات بالمحاور الاربعة التالية:

-1 الموهبة: وهي جانب فطري أكثر منها مكتسبة وهي قدرة يتميز بها الشخص عن غيره وتتطور الموهبة بالممارسة والتجربة، كما أنها تتلاشى وتبتعد عن صاحبها إذا قابلها بالاهمال والميل إلى ممارسة عمل آخر يختلف تماما عن الموهبة التي يتمتع بها.

-2 الصوت: إن الصوت الحسن والواضح هو الذي ينال استحسان السامعين بعد أن تستصيغه آذانهم كما أن الصوت هو الوسيلة التي يتمكن بها المعلق الرياضي الناجح من إظهار كنوز موهبته أثناء التعليق.

-3 الفن: التعليق فن كغيره من الفنون الأخرى حيث يتطلب من المعلق الرياضي دراسته ومعرفته وإتقان أساليبه وفنون تقديم الكلمة والعبارة في قالب فني تفوح منه رائحة الإبداع والإمتاع، حيث يستطيع المعلق الناجح والمحب لمهنته عن طريق الدراسة والمعرفة من الانتقال من الإبداع والإتقان المدروس والمعد مسبقا إلى الإبداع التلقائي.

-4 الثقافة: يجب أن يكون المعلق الرياضي على دراية كاملة بكل ما يتصل باللعبة التي يمارس التعليق فيها، والتي من أبرزها قوانين اللعبة كما يجب عليه التحضير المسبق للمباراة وذلك بجمع إحصائيات متكاملة قدر الإمكان عن لقاءآت الفريقين السابقين، والتي تشمل حالات الفوز والتعادل والخسارة وكذا إنجازات كل فريق كما أن التحضير الذي يسبق المباراة بلحظات مهم جداً حيث يجب على المعلق الحضور في وقت مبكر إلى الملعب لمعرفة أسماء كبار الضيوف ورعاة المباراة وكذا أسماء الحكام ومدربي الفريقين وتشكيلة الفريقين.. إضافة إلى جمع مذكرات مختصرة عن أخبار أبرز نجوم الفريقين لتقديمها أثناء سير المباراة.

ولكن هناك من اقتحم مجال التعليق وهم المتطفلون عليه والذين لا هم لهم سوى التعليق على أكبر عدد من المباريات من أجل الحصول على أكبر قدر من المخصصات المالية التي يتم رصدها على الرغم من أنهم لا يمتلكون موهبة التعليق ولا حتى أساسيات ومواصفات التعليق الناجح.

ومثل هؤلاء المعلقين للأسف وصلوا إلى منصات مايكرفونات التعليق إما عن طريق التسلق والمجاملات أو بقرار ظالم أعطاهم الحق باحتكار مهنة التعليق.

ولذلك نجدهم متمسكين بميكرفونات التعليق بأيديهم وأسنانهم وأرجلهم حتى يضيقون الخناق على الموهوبين والمبدعين الذين يبرزون بين الحين والآخر على شكل طفرات سرعان ما يجهضها الإهمال والإقصاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى