كلمة طوفان العربية هي أصل «هيوريكين» و«تايفون» و«تاينو» الأجنبية

> «الأيام» عن «الوطن» السعودية:

>
فريق من شرطة الانقاذ الصينية يبحثون عن ضحايا الفيضان الذي ضرب جنوب الصين أمس وأدى الى وفاة 37 شخصا و10 في عداد المفقودين وأكثر من 260 ألفاً فقدوا منازلهم
فريق من شرطة الانقاذ الصينية يبحثون عن ضحايا الفيضان الذي ضرب جنوب الصين أمس وأدى الى وفاة 37 شخصا و10 في عداد المفقودين وأكثر من 260 ألفاً فقدوا منازلهم
«جونو»... عرفه الكل أنه إعصار هائل نشأ من بحر العرب واجتاح بلدانا عربية وإسلامية، رغم ذلك فإنه يحمل اسما يبدو غربيا. ويوضح الباحث الفلكي السعودي الدكتور خالد بن صالح الزعاق أن تسمية الأعاصير في المحيط الأطلسي بـ«هيوريكين» وفي المحيط الهادي بـ«تايفون» وفي جزيرة هاييتي الكاريبية بـ«تاينو» و«تايفون» تعود إلى كلمة طوفان العربية.

ويقول الزعاق إن الكلمة العربية انتقلت إلى إسبانيا والبرتغال لتصبح «توفاو» ثم استعملها البرتغاليون عندما أبحروا إلى الهند قبل أكثر من 500 عام ومع تقادم الزمن استقر الاسم على «تايفون».

ويوضح الدكتور خالد: في السابق، لم تكن للأعاصير أسماء بل كانت تسمى بحسب التاريخ التي حصلت فيه، مثل إعصار 1898م وإعصار 1906 م، أو بحسب المكان الذي زاره الإعصار، كإعصار ميامي وإعصار هيوسن، أو المنطقة مثل إعصار «غالفستون».

وبحسب الزعاق، فإن مشاعر الناس تتدخل هي الأخرى في تسمية الأعاصير، لتأخذ بعضها أسماء رجال دين وساسة يحبهم الناس أو يبغضونهم، ذلك مثل أعاصير هرقل وسانت بول وسنت لويس وسانتا ماريا، فيما تجري عملية التسمية بعشوائية ودون تخطيط مسبق.

ويقول الباحث الفلكي السعودي: تخصص عالم الأرصاد الإيطالي «كلمنت وراغي» بتسمية الأعاصير بأسماء الناس، واختار أسماء ذات أبعاد متناقضة فأطلقها على سياسيين كان يكرههم ونساء كان يحبهن بيد أن قوة اليد السياسية استطاعت أن تبعد نفسها عن التسمية وظلت ملتصقة بظهر العنصر النسائي الأضعف فأضحت سنة متبعة والوقود الذي يعزز هذا أن هناك تقاطعات بين الأعاصير والنساء فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار.

ومن جانب آخر يرجح البعض أن الأسماء النسائية تذكر تيمنا للمستقبل بأن تكون ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء أو أن الأسماء في البداية مؤنثة، وذلك لأن كلمة إعصار باللغة الإنجليزية «هيوريكين» مؤنثة، مثلها مثل «سفينة» مما جعل السياق اللغوي يحتم وضع «أسماء أنثوية» لجميع الأعاصير المتوقعة.

وبعد الحرب العالمية الثانية طورت القوات الأمريكية المسلحة تسمية الأعاصير لمتابعتها ورصدها ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها - ولمنع التضارب الحاصل في وسائل الإعلام حينها - فقامت إدارة الطقس الفدرالية ووضعت جداول الأسماء حسب الحروف الأبجدية النسائية الأمر الذي أثار حفيظة المجتمع النسوي الأمريكي فأخذت حركات تحرير المرأة تطالب إدارة الطقس بخلخلة هذه الأسماء وإعادة صياغتها من جديد ورفض إلصاق الأسماء الأنثوية بالأعاصير المدمرة والعنيفة. والمطالبة بالمساواة مع الرجل في التسمية فاضطرت إدارة الطقس الدولية المسؤولة عن تصنيف الأعاصير لإدخال أسماء مذكرة في ثنايا القائمة فتقرر في عام 1979 طرح قوائم جديدة في كل ست سنوات وتتضمن أسماء مذكرة ومؤنثة على التوالي فتوضع أسماء مسبقة للأعاصير المتوقعة.. وهذه الأسماء تطلق تباعاً (وبحسب قائمة أبجدية) وغالباً ما تكون الأسماء المختارة مألوفة بين الناس في المناطق التي تمر بها الأعاصير شريطة ألا يكون الإعصار مدمرا فإذا زاد تمرده يشطب الاسم من القائمة المستقبلة تشاؤما ويستبدل بآخر من النوع نفسه يبدأ بالحرف ذاته وهذا ما انطبق على الإعصار أندرو الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة في أغسطس 1992 مخلفا 23 قتيلا وخسائر بقيمة 21 مليار دولار، وإعصار ميتش الذي أهلك الحرث والنسل وإعصاري «تشارلي» و«إيفان» اللذين ضربا فلوريدا وكوبا بين أغسطس وسبتمبر 2004 فهذه أسماء أعاصير لن تتكرر مرة ثانية في القوائم المستقبلية ولا تحمل العواصف الاستوائية أسماء إلا إذا راوحت قوتها بين 8 و11 درجة على مقياس بوفورت، أي ما بين 65 و110 كلم في الساعة.

ولربما يتدخل عنصر بالقائمة فيحشي اسما جديدا من غير المكتوب فإعصار (كاترينا) أطلق على أول من اكتشفت قدومه إلى الشواطئ الأمريكية وهي موظفة عاملة في مركز بحوث الأرصاد الجوية، وبالتالي - وحسب التقاليد المرعية - أطلقوا اسم (كاترينا) على ذلك الإعصار وهكذا إعصار (ريتا) ومما يزيد الصنبور نغمة أنهن نساء.

ومع انحدار الشعوب إلى حب الاستقلالية عن الولايات المتحدة قررت بلدان الشرق الآسيوي أن تسمي أعاصيرها بنفسها وتلغي الأسماء المستوردة من أمريكا مثل إعصار «تيد» وإعصار «فرانكي» وهي أسماء أمريكية أطلقت على الأعاصير الآسيوية بحجة أنها غير مفهومة لشعوبها فاستخدمت أسماء حيوانات بدلا من الأسماء البشرية مثل إعصار «دامري» ومعناه الفيل في اللغة الكمبودية، وإعصار «كيروجي» وهو اسم نوع نادر من البط البري في كوريا الشمالية، وتتضمن القائمة أيضا أسماء من هونج كونج واليابان ولاوس وماكاو وماليزيا وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند وفيتنام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى