قري عينا إسرائيل.. التيمورلنكيون قتلوا قائد كتائب الأقصى

> نجيب محمد يابلي:

> أرض فلسطين.. أرض كنعان، أرض أنبياء الله على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.. أرض سيدنا إبراهيم (1997-1822 ق.م) وسيدنا إسحاق (1897-1717 ق.م) وسيدنا يعقوب (1837-1690 ق.م) وسيدنا يوسف (1745-1636 ق.م) وسيدنا موسى (1527-1407 ق.م) وسيدنا هارون (1531-1408ق.م) وسيدنا سليمان (989-931 ق.م) وسيدنا عيسى (1 ق. م- 32م) وغيرهم من أنبياء الله، وليست أرض القتلة المارقين.

أرض فلسطين أرض كنعان أرض رسل العلم والأدب والجهاد.. أرض محمد علي الطاهر وحسن الكرمي وموسى الحسيني وخليل السكاكيني وفدوى طوقان ونقولا زيادة واميل حبيبي ومحمود سليم المغول وادوارد سعيد وجبرا إبراهيم جبرا وناجي العلي وغسان كنفاني وعزالدين القسام وماجد ابو شرار وتوفيق زياد وخليل الوزير وصلاح خلف وعزالدين القلق وسميح القاسم ومحمود درويش وأحمد صدقي الوجاني وأنيس صايغ وهارون قاسم والقائمة طويل بطول سور الصين العظيم، إنها أرض هؤلاء الأعلام الأفذاذ وليست أرض الحثالات والأنذال.

ما أبشع الجريمة عند ارتكابها ممن يرفع راية الإسلام وحاشاه صلوات الله عليه وسلامه أن تلوثت يده بالدم، لأنه كان رمز التسامح والرحمة والمودة والكرم، واستنادا لقراءتنا المتواضعة للتاريخ وقفت أمام مشاهد مخزية وقلت (وأنا أتابع مجريات الأحداث خلال هذا الشهر): «ما أشبه اللية بالبارحة»، منها هذا المشهد المؤرخ 5 أبريل 1948م، أي قبل 40 يوما من إعلان الدولة الغاصبة (إسرائيل) عندما خرج آلاف اليهود القاطنين في الجزء الغربي من القدس في مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار مع العرب والتوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن غلاة اليهود (عصابات الهاجانا) وجهوا الرصاص إلى صدورهم وشاءت المقادير أن يخرج العقلاء من سكان غزة يطالبون بحقن الدماء الفلسطينية، إلا أن غلاة المسلمين وجهوا نيرانهم الضالة صوب أشقائهم واهتز لذلك المشهد عرش رب السموات والأرض.

وقفت أمام مشهد يندى له الجبين خجلا من العملية القرصنية الإجرامية التي نفذتها في الأمس القريب على أرض تونس عصابات يهودية اخترقت رصاصاتهم الغادرة الجسد الطاهر للزعيم الفلسطيني (أبو جهاد) صانع ملحمة «انتفاضة أطفال الحجارة» التي فشلت إسرائيل بجندها وعتادها في إخمادها ووقفت ايضا أمام مشهد مخز ومخجل ألغى الشهامة والنخوة العربية وذلك عندما أقدمت عصابات مسلمة مجرمة على قتل سميح المدهول، قائد كتائب شهداء الأقصى ومثلوا بجثته، وعند قراءتنا للتاريخ نقف أمام الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو على فراش الموت يوصي نجليه الحسن والحسين رضي الله عنهما بأن ينفذا القصاص في قاتله عبدالرحمن بن ملجم ويوصيهما: وإياكما والمثلة (التشويه بالجثة) فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور».

من المشاهد القرصنية التي تابعتها شعوب الأرض قاطبة اجتياح عصابات منزلي الراحل الكبير ياسر عرفات وشهيد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة خليل الوزير (أبو إياد) والعبث بممتلكات المنزلين المذكورين، ويرحم الله شاعرنا الكبير نزار قباني وهو يختتم قصيدته «أطفال الحجارة»:

آه يا جيل الخيانات

ويا جيل العمولات

ويا جيل النفايات

ويا جيل الدعارة

سوف يجتاحك - مهما أبطأ التاريخ

أطفال الحجارة

إن ما حدث ويحدث في غزة يندى له الجبين خجلا، لأن ما حدث ويحدث من جرائم لم يقدم عليها إلا عتاة المجرمين أمثال جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك، وصبرا أهلنا وناسنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة خاصة.. إنها سحابة صيف ستزول حتما، لأن السماء دوما مع المستضعفين، آمين يا رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى