ميركل تجري مشاورات موسعة لانقاذ القمة الاوروبية

> بروكسل «الأيام» جان لوي دو لا فيسيار :

> باشرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صباح أمس الجمعة في اليوم الثاني من قمة اوروبية تشهد توترا، مشاورات موسعة سعيا لحمل بولندا وبريطانيا على تاييد مشروع معاهدة جديدة تحل محل الدستور.

ولم تسمح المحادثات الاولية التي جرت أمس الأول بهذا الصدد باحراز تقدم على صعيد الخطوط العريضة لنص جديد ولخص المستشار النمساوي الفريد غوزنباور الوضع قائلا ان "غيوما تنذر بالعاصفة" ارخت بثقلها على مادبة العشاء بالرغم من اجواء "بنائة".

ومن المقرر ان تعقد ميركل قبل الظهر سلسلة من اللقاءات الثنائية تستهلها مع الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي الذي يطالب بتعديل نظام التصويت بغالبية الثلثين المنصوص عليه في مشروع الاتفاق الذي عرضته المستشارة، سعيا للحد من وزن المانيا ولتعزيز موقع بلاده.

وصرحت ميركل التي تترأس الاتحاد الاوروبي حتى 30 حزيران/يونيو صباح الجمعة ان الوفود "منكبة على العمل" لكن "المشكلة لم تلق حلا".

وقالت المستشارة التي سيتوجب عليها استخدام كل مهارتها التفاوضية من اجل التوصل الى اتفاق "نريد مواصلة محادثاتنا الثنائية مع وفود بولندا وبريطانيا وهولندا، وكذلك الوفد التشيكي".

والمحت الى ان المفاوضات ستكون طويلة محذرة من انه "لن تكون هناك نصوص جديدة" جاهزة بحلول موعد الغداء,وقالت "بعد الغداء سنباشر العمل على النصوص اذا امكننا ذلك".

وما زال البولنديون يطالبون باعادة مناقشة نظام التصويت بغالبية الثلثين المنصوص عليه في مشروع اتفاق اعدته ميركل، خلال مؤتمر حكومي سيكلف وضع الصياغة النهائية للمعاهدة الجديدة بحلول نهاية 2007.

ويطاول هذا المطلب البولندي موضوعا شديد الحساسية لا يريد اي طرف اخر اعادة بحثه.

وتعتبر بولندا ان نظام التصويت بالغالبية الموصوفة الذي ينص عليه الدستور يعطي الكثير من الثقل لالمانيا. ويقضي الدستور بان تتخذ القرارات بغالبية 55% من اصوات الدول الاعضاء على ان تمثل هذه الدول 65% من سكان الاتحاد الاوروبي.

ولزمت ميركل الحذر مساء أمس الأول فقالت خلال مؤتمر صحافي مقتضب "لا يمكننا حتى الان القول ان كان من الممكن" ايجاد تسوية لكن "ثمة استعدادا من كل الجهات للتوصل الى اتفاق".

واقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليل أمس الجمعة على نظيره البولندي تسوية حول هذه المسألة.

وعقد ساركوزي والمستشارة الالمانية لقاء استمر ساعة مع كاتشينسكي حضره رئيس ليتوانيا فالداس ادامكوس.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون ان ساركوزي "قدم اقتراحا تقنيا على غرار تسوية يوانينا".

و"تسوية يوانينا" تيمنا باسم جزيرة يونانية توصلت اليها الدول الاعضاء العام 1994 وهي تسمح لمجموعة صغيرة من الدول تكون قريبة من عتبة التعطيل من دون ان تصل اليها ان تطلب اعادة النظر بقرار اتخذ بغالبية الثلثين.

وذكرت مصادر بولندية ان وارسو قدمت ردا على طرح ساركوزي "بعض اقتراحات الحل" ترافقت مع عدد من الاجراءات الاضافية منها تحديد مهل للتطبيق واعطاء ضمانات اضافية وصولا الى مشروع تمديد فترة تطبيق معاهدة نيس حتى العام 2020.

وتواجه القمة الاوروبية صعوبة اخرى من جهة بريطانيا اذ تمسك رئيس وزرائها توني بلير لدى وصوله الى بروكسل ب"خطوطه الحمر" ومطالبا بصورة خاصة بان لا يكون ميثاق الحقوق الاساسية ملزما لبريطانيا وبالحد من صلاحيات وزير خارجية للاتحاد يجري البحث بشأن استحداث منصبه في المستقبل.

غير ان المستشار النمساوي استبعد ان يكون "توني بلير يريد مغادرة القمة على اشارة معادية لاوروبا" قبل ان يحل محله غوردون براون المشكك في البناء الاوروبي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى