العقد الوطني الجديد

> بدر سالمين باسنيد:

> قرأت للزميل الدكتور هشام محسن السقاف مقالاً تحدث فيه عن عقد وطني جديد لمواجهة واقع الحياة المتدهورة في الجنوب وقد استطاع الأخ هشام أن ينفذ بكلماته إلى قلوب القراء وكسب عقولهم.. أنا أراهن أن البعض من إخواننا الآن سوف يطلق ابتسامة السخرية على كلامنا هذا.. لأننا انفصاليون، وعندما قال د. هشام إننا مسحوقون حتى النخاع لم يكذبه الجالسون وتعالت أصوات التأييد لقول حق.. حتى أن الأصوات تعالت تأييداً لما يقوله عندما وضع نهب الأرض هنا في مرحلة لم يسبقه فيها نهب واغتصاب للأرض إلا في إسرائيل.. نعم.. والله.. لأن بجاحة المتعجرفين وهم يدافعون عن أعمال اغتصاب الأراضي والبيوت قد فاقت كل بجاحة وجرأتهم تستفز الناس.. فقد أصبحوا لا يشعرون بالحرج من تصرفاتهم وإيذاء المواطنين هنا في الجنوب الأمر الذي أصبح فعلاً واقعاً مخيفاً منذراً بكثير من الأخطار وفوق ذلك من يتألم بصوت عال.. ومن يستنكر بصوت عال فهو إما خائن أو مناطقي وانفصالي.

كل هذه الحقائق.. تجعلنا نرى أن فكرة عقد وطني جديد قد أصبحت ضرورة وحاجة للجنوب ولأبنائه لأن هؤلاء المغتصبين لحقوقنا وأرضنا والذين سحبوا وثائق ملكيات المواطنين الأصلية على أراضيهم وممتلكاتهم العقارية والمحتكرين للوظائف والفرص ..و..و.. هؤلاء لم يأتوا إلينا بالوحدة ولم يأتوا من أجلها.. هؤلاء جاءوا وقد امتلأت عيونهم بأطماع النهب للأرض الواسعة.. ونهب ثرواتنا واحتكار فرص العمل.. ولذلك أصبحوا هم القيادات في التجارة والاستثمار والوظائف والمنح والتأهيل وكل شيء.. ونحن يذهب أبناؤنا للمعاش والتقاعد والضياع.. إنهم يصرخون بصوت عال (نحن نسعى للقضاء على البطالة..) هكذا يقولون نعم ولكن يصبح الأمر في أغلبه إن لم يكن كله لفريق دون آخر.

المواطنة المتساوية.. مع كافة حقوق المواطنين في الجنوب.. بقيت مجرد نصوص ميتة.. لا تفيد إلا منافقاً يقوم فقط باستعراضها في مناسبة أو حفل.

المنتصرون في حرب 1994م ظلوا في موقع المستفيد الوحيد.. وأين؟؟ في أرضنا ومن حقوقنا ومن ثروثنا.. حتى أصبح شعب كامل في الجنوب.. ضحية السيل العارم من جرائم النهب وخطط الإفقار الجماعي.. والاستعباد غير المباشر.. بسبب حرب عدوانية قذرة.. شنها فريق كان ضمن فريق موحد لترتيب وضع (الوحدة اليمنية) فانقلب واحد على الآخر وبجدارة أو بدون جدارة هذا أمر آخر يمكن الحديث عنه في موضع آخر أما الآن فما يهمنا نحن أبناء الجنوب أن دولة الجنوب أرادت الاتحاد مع دولة الشمال وحدة على أساس متكافئ ومتساو.. ولم يتحدث أحد ولم يكتب أحد أي شيء أو أمراً يتعلق بالأغلبية السكانية أو الأقلية ولكننا نفاجأ اليوم بأن البعض يتحدث ويكتب عنا بأننا (الأقلية) ويأخذ المنافقون- وهم كثر- هذا الأمر في كشوفات حساباتهم ويرتزقون منه وجاهة ووظائف وأموالاً وتجارة ومهناً.. أوضاع ضاعت فيها حقوقنا.. وأضاعوا الأخلاق في تعاملاتهم معنا.. ولهذا نحن في خطر.. نحن في الجنوب نعيش في خطر محدق بنا قد ضرب كثيراً منا.. ويبدو أن عام 2007م قد خطط له كخاتمة للقضاء على الهوية والانتماء بعد أن سحبوا منا الشرعية في دولة الجنوب.

قرأت مقالات لبعضهم من أصحاب الكشوفات البنكية والكروش المنتفخة ويتحدث مهاجماً كتاباً أنا أحدهم، تتحدث هذه المقالات عن حرب 94م باعتزاز وتصفها بأنها (حرب الردة والانفصال) وهي التسمية التي يعتقد المنتصرون في حربهم في 1994م أنها صيغة للأذكياء لتبرير الحرب وهي وصفة كاذبة.. يعيش أصحابها ولايزالون في عصور قديمة استعملت فيها هذه التهم السمجة.. وكانوا يعتقدون أنها ستمر على شعبنا.. وما تقبلها أحد عن قناعة إلا ممن كانوا في رعيتهم.. وزايدوا على أبناء الجنوب.. أصحاب الوحدة ودعاتها حقاً هم فقط من نادوا بها ولم تكن هناك بيننا لا ردة ولا انفصال وكذب على الله من قال هذا.. ويكذب من يردد اليوم هذا فنحن في الجنوب أصحاب الوحدة ومن فرض مشروعها وغيرنا من عارضها وسحقها وأسقط اتفاق مايو.. إنهم الذين يفسدون ويستثمرون اليوم ويدوسون على الجنوب وأبناء الجنوب ويلحقونهم بجيوش الفقراء.. ومن أموالنا أثروا ومن أموالنا وثرواثنا بنوا مدنهم وقصورهم ومن حقوقنا أخذوا الفرص والتجارة والوظائف والتأهيل ومن ثرواثنا يعيشون ويعتاشون بعد أن قضوا على العملة في الجنوب واستولوا على الأرض والعمل ووضعوا أيديهم على كل الثروة.

الجنوب بعد الحرب.. له قراران من مجلس الأمن واليوم لاتزال حرب 1994م مستعرة ونحن أسرى الظلم.. وسوف يقضى علينا باسم ديمقراطية اليمن واليمن ليس لها ديمقراطية.. ولم يعرفوا شيئاً عنها وهي التي مارسها أبناء الجنوب منذ منتصف القرن الماضي ولا علم لهم بشؤون الحكم والإدارة إلا بعد انتصارهم على الجنوب واليوم نحن بحاجة إلى تغيير كبير، تغيير جوهري يحقق تعديلاً للأوضاع للطرفين الجنوب وطرف الحكم.. نحن بحاجة إلى اتفاق جديد إذا كنتم حريصين على الوحدة، نحن بحاجة إلى عقد وطني جديد يكون واضحاً للطرفين يبين حقوقنا (الطرفين) كاملة في كل شؤون الحياة في الحكم والتشريع المحلي والقرار السياسي والثروة والسيطرة عليها كلٌ على ثروته.. ويبين لنا طريقة وآلية ونسبة اقتسامها والمواطنة في المنطقتين الدوليتين السابقتين والتوظيف وكل أمور الحكم المحلي الواسع.. الواسع.. الواسع الصلاحيات ويبين لنا كيف يستعيد الجنوب وأبناؤه ما جرى اغتصابه ونهبه منا من قبل (المنتصرين) المهزومين.

وأود أن أختم هنا بكلمة لمن يصفوننا بالانفصاليين وأقول له يا أخ كوشاب.. لقد تعديت كثيراً قدراتكم والأصول.. فبدا نهجكم في الحديث هابطاً.. بالضبط إلى مستوى أبطالكم المستثمرين.. أرضنا سوف تعود حتماً.. ومبانينا الحكومية ومباني المواطنين سوف نسترجعها حتماً.. وهذا وعد مني.. لكم ولأبطالكم ووعد من كل جنوبي لهؤلاء (الأبطال). هنا في عدن أو حضرموت.. لم يكونوا يوماً حينها في حرب 1994م في مواقع تشرف الإنسان وما جاءوا إلا من أجل هذه الأرض الواسعة التي هي أرضنا وللثروة الواسعة التي هي ثروتنا نحن.. لم يأت أحد منهم من أجل الوحدة.. افتحوا أعينكم فوالله لن يدوم هذا الأمر وهذا الظلم إلى مدى أحلامكم.

إنكم تأكلون أموالنا بالباطل واستبحتم أرضنا بالباطل.. وأخذتم حقوقنا ووظائفنا ظلماً وقوة.. فالدور اليوم لنا أن نستغيث وندعو الله أن يزيل ظلمكم ويزلزل الأرض من تحت أقدامكم.. ونحن بإذن الله تعالى قادمون لاستلام كل حقوقنا.. ورغم ذلك فإننا سوف نلجأ للحق.. فإن أبيتم فإننا سنلجأ للعالم.. وسنقاضيكم أنتم وأبطالكم.. وسترى حينها أننا نحن الذين سنحافظ على الوحدة وعلى الحق في آن واحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى