عاجل إلى وزير التربية والتعليم .. مدارس القبيطة غارقة في بحر من الغش وسياسة التجهيل

> «الأيام» أنيس منصور:

>
كل طالبين يجلسان في مقعد واحد في إحدى قاعات  الامتحان
كل طالبين يجلسان في مقعد واحد في إحدى قاعات الامتحان
شهدت مدارس مديرية القبيطة محافظة لحج منذ الوهلة الأولى لامتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية عواصف الفوضى وأعمال الشغب ومخالفات بعدد أحرف أسئلة الامتحانات.

وهذه الفوضى تشهدها القبيطة لأول مرة، ومفرداتها هي: تسريب الامتحانات، وانتقاء ملاحظين مقربين، وإدخال الكتب المدرسية، وكتابة الإجابة على السبورة، وتخصيص مقعد لكل طالبين، وتجمعات حول قاعات الامتحان تفوق أعداد التلاميذ، وتغيير مراكز امتحانية، واعتقالات واسعة لمعلمي كرش، وتجميع مبالغ مالية فئة ألف ريال بالخفاء، وتصفية حسابات كان ضحيتها الطلاب.

أشياء مذهلة جمعناها في هذا التحقيق من أفواه الطلاب والطالبات والتربويين وأولياء الأمور والنقابات.

تشجيع للفتاة أم مؤامرة على الفتيات؟

> كانت البداية مع أعضاء المجلس المحلي (مؤتمر) لمناطق شرار والمراكشة النويحة، وهم علي الجمهوري وجمال العفير ومحمد قائد، الذين تحدثوا في شكواهم عن سياسة نقل المراكز الامتحانية وإلغائها وتحويلها إلى مناطق بعيدة كما حدث لمدارس شرار، المراكشة، عراصم، وادي السحر، النويحة، والكعتل، وهي مراكز امتحانية منذ ما قبل الثمانينات.

وأشاروا إلى أن «هذه الإجراءات كلفت طلابنا مبلغا ماليا يصل إلى ألف ريال في اليوم، وتعبا نفسيا وجسديا أدى إلى حرمان 22 طالبة من مواصلة تعليمهن ورفض حضور الامتحانات، لأن الطريق وعرة والمسافة بعيدة عن المنازل».

وتساءل الأعضاء من هو السبب؟ ولمصلحة من هذه الإجراءات التعسفية؟ وهل ما حصل هو تشجيع للفتاة أم مؤامرة على الفتيات؟

لا فائدة إلا بالغش والبرشام

> الطالبان نجيب عبدالقيوم وسامي أحمد سالم أفادا: « هناك طلاب لم نر وجوههم إلا هذه الايام. لم نعرفهم من قبل.. حضروا معنا لأداء الامتحانات، وهناك مبالغ مالية فئة ألف ريال تجمع في الخفاء من كل طالب، خصوصاً مركز رياش والشريجة وثباب، وهناك ملاحظون على الامتحانات ليسوا موظفين أو تربويين. ونحن مع الناس الدنيا كلها مغشوش وسهل النجاح، لكن نحن نريد نسبة ومعدلا مرتفعا للالتحاق بالجامعة ولا فائدة إلا بالغش والبرشام».

مواطنون اقتحموا فغششوا.. وسيارة تنقل الغش

> أحد أساتذة القبيطة (رمز لاسمه س.ر.ك) قال إنه لو أفصح عن اسمه سيتعرض لتعسفات وعقاب بالنقل أو الخصم، وتحدث إلى «الأيام» بحسرة: «لقد تحول مركز الحنكة وقت الامتحانات إلى مطعم لبيع المرق والسندويتشات. المواطنون اقتحموا القاعات وبعضهم ينقل الغش عبر النوافذ، والمجتمعون في ساحة المدرسة أكثر من الذين هم في قاعة الامتحانات.. خلافات ومهاترات بل إن مدير التربية عند زيارته تساءل عن السيارة، التي في نجد الوزف وهي تنقل إجابات الامتحانات، ومن الذي سرب لها الامتحانات؟ وأين؟ وكيف؟ ومتى؟».

التعليم في خطر

> الطالبة (ح.ع.ع) وضعت ورقة تقول فيها بعد السلام والتحية والشكر لصحيفة «الأيام»: «التعليم في خطر. نستغرب من فعل بعض الملاحظين، الذين يقومون بتسريب ورقة الامتحان إلى خارج القاعة. هذا ما يحدث في مركز السلام ظمران، وبعض الطلاب معهم الكتب المدرسية وفي بعض القاعات يتبادلون الغش بينهم البين وأحيانا تكتب الإجابات على السبورة. هذه التصرفات وعملية الغش تجعل الطالب الفاشل الكسول والمهمل أفضل من الطالب المجتهد وسببت مهاترات بين مدرسة الاشعاع والسلام ظمران».

اعتقالات واسعة وسجن لمعلمي كرش

> معلمون ومديرو مدارس في كرش أبلغوا في شكواهم لـ «الأيام» بأن عملية اختيار رؤساء لجان الامتحانات الثانوية سيطر عليها قرابة الدم والنسب والعصبية.وقال المعلمان أنيس سعيد غالب وردمان حسن علي: «لماذا يتم استهداف معلمي كرش وتشن عليهم حملة اعتقالات واسعة، وسجنهم بدون أي جناية». فيما طلاب وطالبات علصان وذر والقيفي يفترشون الأرض بدون مقاعد، وقدموا شكوى تؤكد أنهم لم يتعلموا بعض المواد ولا يوجد في مدارسهم معلمون متخصصون وتصل الكتب إليهم متاخرة.

أين التربية؟ ولماذا السكوت؟

> الحاجة سلمى عبدالله النجار وجدناها واقفة بجانب أحد مراكز الامتحانات قالت أن لديها بنتا يتيمة الأب في قاعة الامتحان، وبلهجة بدوية تكلمت سلمى قائلة: «يا ولدي كان زمان أبناء القبيطة هم أذكى الناس اصحاب علم ومعرفة وعباقرة في كل شي واليوم بهذلوا بالتعليم وبهذلوا بأولادنا.. أفسدوا التعليم.. خربوه.. شوهوا سمعتنا.. الامتحانات الثانوية وحق ثالث اعدادي غش في غش.. حتى القرآن الكريم قطعوه ورق براشيم. استغفر الله العظيم! أين التربية؟ وليش ساكتين؟».

إنها مؤامرة ضحيتها جيل المستقبل

> الأستاذ القدير عبدالحميد عبدالناصر معمر قال: «ما يحدث هذه الأيام في الامتحانات هو مهزلة ومؤامرة على المستقبل وسياسة لتجهيل الأجيال. جميع مدارس القبيطة غارقة في الغش. لقد شاهدنا خلافات بين أمين عام محلي المديرية مختار الحربي وأحد الملاحظين والسبب هو الغش، وتم رشق مدرسة المهجر وتكسير زجاج النوافذ، وإطلاق نار وشغب ومواجهات حامية في الشريجة وكرش والرما والحنكة، وشاهدنا كل طالبين وأحياناً ثلاثة جالسين في مقعد واحد كما في كرش وظمران وثباب، وتفاجأنا بوجود معلمين قاعدين لأداء الامتحانات بدلا عن الطلاب والطالبات غير الموجودين أصلاً، خصوصاً مركز رياش والجوازعة. وتبادل الغش بالتلفونات في عيريم والكعبين. إنها مؤامرة ضحيتها جيل المستقبل. لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام؟ وكيف ستكون النهاية؟».

الغش وصمة عار في جبين المسئولين

> غالب محمد غالب، مسئول نقابة المعلمين في محافظة لحج قال: « الغش وصمة عار في جبين المسئولين عن التعليم في عموم الوطن، ومن ضمنها مديرية القبيطة، وهي ظاهرة خطيرة تعمل في كل عام على تدمير ما تبقى من العملية التعليمية وتنتج هذه الظاهرة مخرجات ضعيفة تكون عبئاً ثقيلاً على البلاد لا يستفيد منها الوطن. وأرى أن هذه الظاهرة هي نتائج لاختلالات العملية التعليمية وتستدعي الإسراع بإيجاد إصلاحات شاملة في جانب التعليم وإيجاد إدارة كفؤة وتأهيل المعلمين، وإعطاءهم حقوقهم كاملة كي يقوموا بصناعة مخرجات ذات كفاءة عالية تكون ذخرا للوطن».وبعد حديث مسؤول نقابة المعلمين حاولت اشراك مسئول نقابة المهن التعليمية بالقبيطة فيصل الفقيه، إلا أنه اعتذر نظرا لحساسية الموضوع في الوقت الراهن.

> المعلم عماد أحمد غانم قال «من أسباب الغش ومسبباته: إهمال الاسرة، الوضع المعيشي الصعب، عدم وجود المعلمين المتخصصين، غياب الإدارة الذاتية ومتابعة التلاميذ، هشاشة وركاكة المنهج، تحميل الطلاب ما لا طاقة لهم به من أعباء».

> محمد محفوظ سليم بشر، خريج جامعي قال: «الغش جريمة شنعاء وشريعتنا الإسلامية تقول «من غشنا فليس منا». ومخطئ من يتعذر بأسباب واهية غير منطقية كي يغش. ونبدي استياءنا الشديد من بعض محلات تصوير المستندات الذين يساعدون على الغش بتصغير المقررات».

> مدير عام القبيطة لحسون صالح مصلح قاسم قال: «من خلال زيارتي لمراكز الامتحانات وجدت الأمور تسير بشكل طبيعي وإن كانت هناك بعض الأخطاء والمخالفات، لكن حسب معرفتي فإنه لا توجد مبالغ مالية مقابل الغش وابتزاز الطلاب، والامور تحسنت أفضل من العام الماضي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى