اسرائيل تتجنب الحرب مع حماس في الوقت الراهن

> القدس «الأيام» دان وليامز :

> قال مسؤولون اسرائيليون ومحللون أمس الأحد ان اسرائيل تعد خطط طواريء لهجوم عسكري كبير في مواجهة دويلة حماس بقطاع غزة لكن ليس من المرجح البدء في خوض مواجهة.

ورغم ان مبدأ الضربات الاستباقية الذي تنتهجه اسرائيل يملي على ما يبدو سحق ما يصفه الكثير من الاسرائيليين "حماستان" المدعومة من ايران الا ان هناك في المقابل نوعا من التفاؤل فيما يتعلق بالاولويات السياسية لحركة المقاومة الاسلامية حماس.

واسرائيل مترددة ايضا رغبة منها في تجنب الخسائر البشرية والدبلوماسية المشوشة والانتقادات الدولية التي واكبت الحرب التي خاضتها العام الماضي ضد حزب الله وهي جماعة لبنانية يتبنى نهجها مقاتلو حماس الذين يقدر عددهم بنحو 20 الف مقاتل.

وقال مسؤول دفاعي اسرائيلي "غزة كلها يمكن اعتبارها دولة معادية وربما يتحتم علينا في نهاية المطاف غزوها. ستكون منطقة حرب يتمتع المدافعون عنها بمزايا تكتيكية كبيرة ولهذا فاننا نخطط وفقا لذلك."

وتشير تقديرات اسرائيل الى انها ستفقد عشرات الجنود حال شن هجوم شامل على غزة وذلك مقابل سقوط عشرة امثال في صفوف الفلسطينيين معظمهم من المدنيين.

غير ان مسؤول الدفاع الاسرائيلي قال ان طرد حماس لحركة فتح المنافسة لها خلال حرب اهلية في غزة يمنح اسرائيل الامل ايضا في حدوث تهدئة.

وقال "انها مفارقة ولكن مع سيطرة حماس على الاوضاع فليس هناك المزيد من الاعذار او المزيد من اطلاق الصواريخ او هجمات مسلحة تشنها ..جماعات منشقة.. يمكن ان تتنصل منها القيادة الفلسطينية. وحماس يجب ايضا ان تركز مجددا على احتياجات السكان في غزة."

وحتى في اوج المناوشات مع فتح التزم مقاتلو حماس الابتعاد عن المعابر التي تعتمد عليها وكالات الاغاثة على الحدود مع اسرائيل للحيلولة على ما يبدو دون اثارة اشتباكات مسلحة مع دوريات الحدود او فرض حصار عقابي على الواردات الحيوية.

وأكد محمود الزهار المسؤول البارز في حركة حماس ان حماس تلتزم بوقف اطلاق النار على الدولة اليهودية وتسعى بالتوازي للمصالحة مع فتح. وترفض حماس الاعتراف باسرائيل.

وقال الزهار في حديث مع مجلة دير شبيجل الالمانية "يتحتم علينا في الوقت الراهن التعامل مع عدوين في نفس الوقت."

وانسحبت اسرائيل من غزة في عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما,ولا يريد سوى عدد قليل من الاسرائيليين العودة مجددا لحكم الفلسطينيين في القطاع والبالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.

واثار تعيين ايهود باراك الاسبوع الماضي وزيرا للدفاع توقعات باتخاذ اجراءات اكثر قوة تجاه حماس. وباراك هو اكثر العسكريين السابقين حصولا على اوسمة في اسرائيل.

لكن باراك راضيا الان على ما يبدو بسياسة اسرائيل المتمثلة في شن ضربات جوية انتقائية وشن غارات على الفلسطينيين الذين يشتبه في قيامهم باطلاق صواريخ عبر الحدود.

وقال الون بن دافيد المحلل الاسرائيلي لدورية جين الدفاعية الاسبوعية " الاولوية الاساسية لباراك هي اعادة تأهيل القوات المسلحة بعد حرب لبنان."

لكن احد المحللين الذين لديهم سبيل وصول الى معلومات يفصح عنها بشكل غير رسمي زعماء سياسيون وعسكريون يقول "انها مسألةوقت قبل ان يتعين على اسرائيل الدخول وتفكيك هذه البنية التحتية العسكرية في غزة."

وتقوم اسرائيل ايضا بمساعي لنشر قوات حفظ سلام اجنبية في غزة ربما كحامية صغيرة على الحدود الجنوبية مع مصر وهي المنطقة التي تشهد بشكل متكرر عمليات تهريب اسلحة.

ومصر التي تزعجها معارضة اسلامية داخلية لها مصلحة في مساعدة اسرائيل على احتواء حماس ولهذا كثفت جهودها ضد مهربي الاسلحة على الجانب الحدودي من اراضيها.

لكن توسط القوى العربية ربما لا يكون كافيا لتهدئة اسرائيل اذا رأت ان غزة ستصبح جبهة في اي صراع في المستقبل مع ايران.

وكان من اسباب شن اسرائيل هجومها على حزب الله وهو مؤيد اخر لايران هو مواجهة ذراع استراتيجية لايران في لبنان. وتعهدت اسرائيل التي يعتقد انها القوة النووية الوحيدة في المنطقة بمنع ايران من الحصول على قدرات مماثلة واذا كان ذلك يعني الحرب فان حماس قد تتعاون مع ايران من منطقتها.

وقال بن دافيد "ايران هنا في الفناء الخلفي لاسرائيل. لا يوجد الان على الاقل تهديد استراتيجي." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى