سياسة بوش التجارية في أسوأ أوضاعها بعد فشل محادثات بوتسدام

> واشنطن «الأيام» دافيد ديودون:

> يرى عدد من الخبراء ان السياسة التجارية الاميركية سجلت اسوأ اخفاقاتها بعد فشل المحادثات في اطار دورة الدوحة حول تحرير التجارة العالمية هذا الاسبوع في بوتسدام (المانيا). ويعتبر هؤلاء الخبراء ان تسجيل تقدم في منظمة التجارة العالمية وحده كفيل بان يسمح لادارة بوش بالحصول من الغالبية الديموقراطية في الكونغرس على موافقتها على تمديد صلاحياته بالتفاوض التي تنتهي مع نهاية هذا الشهر.

واكدت الممثلة الاميركية للتجارة سوزان شواب الجمعة “نريد فعلا تحقيق نجاح يمكن ان يعطينا وزنا اكبر لاقناع الكونغرس بمنحنا سلطة تشجيع التجارة (تريد بروموشن اوثوريتي)”.

وهذا القانون يسمح للبيت الابيض بالتفاوض بشأن اتفاقات تجارية ليطرحها على الكونغرس للتصويت بدون ان يتمكن الاخير من اجراء تعديلات عليها.

واعتبر ادوارد الن من مجلس العلاقات الخارجية الجمعة “اعتقد ان ليس هناك عمليا اي امل في الحالة الراهنة للامور لتجديد العمل بالقانون”.

والعائق مرتبط مباشرة برأي الخبراء بالخلافات والانقسامات السياسية التي تشهدها واشنطن منذ ان سيطر الديموقراطيون على الكونغرس.

وقالت ساره اندرسون من معهد الدراسات السياسية في هذا الخصوص ان “هناك ببساطة مقاومة حقيقية لدفع الاجندة التجارية التي وضعتها ادارة بوش في وقت اصبح فيه ذلك موضوعا حساسا ايضا لدى الناخبين” الذين عبروا من خلال تصويتهم عن قلقهم خصوصا في مجال انتقال المصانع.

وبالنسبة للبيت الابيض “لا يمكن للتجارة ان تشكل اولوية” كما يقول دانيال اكينسون من معهد كاتو للابحاث.

وقال هذا الخبير ان “الحرب في العراق استنفدت كل طاقات ورغبات هذه الادارة”.

والمشكلة مطروحة الان بشكل ملح نظرا الى انتهاء العمل بالقانون المذكور في 30 يونيو. وتوقع اكينسون انه حتى وان كان من الممكن تقنيا تجديد قانون تشجيع التجارة في اي وقت” فإن ذلك لن يحصل “بالتأكيد قبل انتهاء صلاحيته الاسبوع المقبل”.

ولفت هؤلاء الخبراء الى ان الكونغرس قد يرفض ايضا الاتفاقات الثنائية المبرمة مع كولومبيا والبيرو وبنما وكوريا الجنوبية التي تمكنت من الافادة من القانون.

ورات اندرسون ان الديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس “سيرفضون بالتأكيد الاتفاق المبرم مع كولومبيا”.

اما بالنسبة للاتفاقات الاخرى فإن ممثلي الغالبية الجديدة الذين طالبوا بضمانات لجهة المعايير الاجتماعية والبيئية، “احتفظوا برأيهم حتى الاطلاع على الصيغة النهائية للنصوص كما قالت اندرسون.

وخلصت هذه الخبيرة الى القول “لدي الانطباع بانها فوضى عارمة وان ذلك سيدوم حتى نهاية يوليو على اقل تقدير”.

وعبر دانيال اكينسون عن تشاؤم اكبر.

وقال “ان معظم زملائي المتخصصين في التجارة الدولية يعتقدون ان (النص بشأن) البيرو سيقر، لكن من ناحيتي فلا اعتقد ذلك”.

وقالت شواب الجمعة انها تأمل في توقيع اتفاق التبادل الحر مع كوريا الجنوبية قبل نهاية الاسبوع.

انه اكبر اتفاق من نوعه تبرمه الولايات المتحدة منذ اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية (الينا)”.

الى ذلك فإن الاستحقاق الانتخابي لا يلعب ايضا ورقة الانفراج في الوضع التجاري.

فالانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في نوفمبر 2008 بدأت ترتسم ملامحها وقد تشتد مواقف هذا الفريق او ذاك مع اقتراب الانتخابات التمهيدية التي تبدأ اعتبارا من يناير المقبل.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى