الخبير الدولي الدكتور طه إسماعيل لـ «الأيام الرياضي»:الأفضل لليمن استضافة خليجي 20 في صنعاء

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> الدكتور طه إسماعيل أو الشيخ طه كما يحلو للبعض أن يسميه هو اللقب المحبب إليه مهاجم الأهلي القاهري وقائد ومدرب المنتخب المصري سابقا يعتبر واحدا من أفضل الخبراء العرب والدوليين في مجال كرة القدم ويشغل حاليا منصب مدير مكتب الفيفا بالقاهرة..د.طه إسماعيل زار بلادنا هذا الأسبوع كمحاضر في دورة إعداد مدربي الفئات العمرية ناشئين وبراعم التي أقيمت في العاصمة صنعاء على مدى يومي الأحد والإثنين الماضيين ضمن برنامج مساعدات الاتحاد الدولي لكرة القدم لتأهيل وتطوير الكرة اليمنية..«الأيام الرياضي» التقت الشيخ الدكتور طه إسماعيل وأجرت معه الحوار التالي:

> د. طه إسماعيل أهلا بك في زيارتكم الأولى لليمن.. كيف وجدتها؟

- اليمن بلد عريق وأرض حضارات عظيمة ومشهود لأهلها بالجود والكرم ووجدت اليمن على الطبيعة بلدا جميلا وأنا سعيد بزيارتي حيث استقبلني الأشقاء اليمنيون بحفاوة وكرم كبيرين وإذا كانت هذه زيارتي الأولى فإن شاء الله لن تكون الأخيرة.

> جاءت زيارتكم لليمن كمحاضر في دورة إعداد مدربي الناشئين والبراعم فما هي الجهة التي اختارتكم لهذه المهمة وماهو انطباعك الأولي عن المتدربين اليمنيين المشاركين في الدورة؟

- المنصب الذي أشغله حاليا هو مدير مكتب (الفيفا) بالقاهرة لكنني جئت إلى اليمن كمحاضر دولي، صحيح إن عمل مكتبنا يختص بأفريقيا لكن هناك تعاون بين مكاتب الفيفا وقد تواصل معي مكتب الفيفا في ماليزيا من أجل أن أحاضر في هذه الدورة التي تأتي ضمن مساعدات الاتحاد الدولي للكرة اليمنية ووافقت..أما عن المشاركين في الدورة فهم جيدون وفاهمون ولديهم الاستعداد والحماس للاستيعاب والاستفادة لكنهم بحاجة إلى اهتمام أكثر من قبل الأندية واتحاد الكرة.

> ماذا كنت تعرف عن الكرة اليمنية قبل زيارتك لليمن؟

- عرفت الكرة اليمنية من زمان عبر سفيرها ولاعبها الفذ علي محسن الذي لعب في مصر لكن معلوماتي عنها في السنوات الأخيرة ليست كبيرة أنا تابعتها في خليجي 18 الأخيرة في أبوظبي حيث ظهر منتخبكم بمظهر جيد أثنى عليه الكثيرون لكنها مازالت بحاجة إلى المزيد من البناء والامكانيات والعمل والاهتمام لتتطور أكثر فالهدف من المشاركات ليس فقط أن يثني الجميع على عروضك الجيدة بل لابد من أن تفوز ويثني عليك الجميع وأنت تقدم عروضا طيبة وتفوز.

> هل تعتقد أن الكابتن محسن صالح هو المدرب الأنسب والأفضل حاليا للمنتخب اليمني؟ وهل هو قادر على تطوير الكرة اليمنية؟

- محسن صالح مدرب كويس ولديه خبرات وقدرات تدريبية ممتازة لكن المدرب ليس كل شيء.. وبصراحة الكرة اليمنية بحاجة إلى ثورة، والمسألة ليست مسألة مدرب فقط الموضوع يتعلق بمنظومة كاملة والبداية الصحيحة لابد أن تكون من الاهتمام بالنشء في الاندية.. كرة القدم الآن إمكانيات ومنشآت على أعلى مستوى ومدربون مؤهلون وحكام جيدون وتغذية ومعسكرات ومسابقات قوية ومنتظمة لمختلف الفئات العمرية وبالذات الناشئين،بالإضافة طبعا إلى الادارة الجيدة والتخطيط السليم ..كل هذه الامور مطلوبة للتطور، المدرب مهما كانت قدراته ومهما عمل سيبقى التطور محدودا لأن اللاعبين الموجودين إمكانياتهم محدودة على المستوى الدولي ولايستطيع أي مدرب أن يغير ويطور فيهم كثيرا في هذا السن لكن إذا تم الاهتمام بالناشئين فإن اللاعب يأتي إلى المنتخب الاول وقد تعلم وتدرب وتغذى جيدا منذ الصغر وتكتمل لياقته وقوته البدنية وسوف يكون التطور كبيرا وواضحا. كانت الدول المجاورة لكم تخسر في العقود الماضية بأكثر مما يخسر منتخبكم وأتذكر وأنا لاعب في منتخب مصر أننا في الدورة العربية بالمغرب عام 1961م فزنا على المنتخب السعودي 13/صفر، وعلى الكويت 8/صفر، لكن السعوديين والكويتيين تطوروا كثيرا بفضل الاهتمام بكرة القدم من خلال بناء المنشآت واستقدام مدربين عالميين مؤهلين وتأهيل المدربين المحليين وإقامة المعسكرات وتطوير المسابقات والاهتمام بالناشئين .. تغير الوضع عندهم ووصلوا إلى ماهم عليه اليوم.

> كما تعرف ياشيخ طه ستستضيف اليمن بطولة خليجي 20 مطلع عام 2011م فهل تعتقد أن المنتخب اليمني تحت قيادة المدرب محسن صالح قادر على الفوز بلقب هذه الدورة وهو يستضيفها لأول مرة؟

- كل شيء ممكن وممكن جدا أن يفوز منتخبكم بالبطولة على أرضه، استضافة خليجي 20 عندكم سوف تزيد من حظوظكم في المنافسة المهم أن تعرفوا كيف تستغلون كل العوامل المتوفرة لديكم لصالحكم فكما هو معروف أن اللعب في صنعاء حيث نقص الأوكسجين يؤثر على المنتخبات الأخرى وحسب ماعرفت ترددت مؤخرا أخبار عن احتمال استضافة خليجي 20 في عدن وأعتقد أن هذا ليس في صالح المنتخب اليمني وفي حديث مع الكابتن محسن صالح أبلغني أنه يفضل اللعب في صنعاء للاستفادة من كل الظروف المتاحة وصاحب الارض عندما يلعب على أرضه لابد أن يعمل للاستفادة إلى أقصى حد من العوامل والظروف المتاحة له على أرضه من أجل المنافسة الجادة والفوز، وإذا أردتم المنافسة والفوز عليكم إقامة البطولة في صنعاء أما إذا كانت إقامتها في عدن من أجل السياحة والترويج فقط فذلك شأن آخر لكني أظن أن حظوظكم في الفوز باللقب ستقل لأن كل دول الخليج تلعب في أجواء ومناخ قريب إلى حد كبير من أجواء ومناخ عدن. ودعني أذكرك أن هناك تجارب كثيرة في استفادة مننتخبكم من عامل اللعب في صنعاء حيث يكون ندا قويا في التصفيات والبطولات التي تقام بطريقة الذهاب والاياب ومثال على ذلك كما أتذكر أنه في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 1998م كان المنتخب الاماراتي هو المنافس لمنتخبكم في المجموعة وفزتم عليه في صنعاء بجدارة 2/3 وكان منتخبكم قاب قوسين من التأهل إلى التصفيات النهائية لكن المنتخب الاماراتي خطف بطاقة التأهل عن المجموعة في المباراة الاخيرة بفارق نقطة واحدة فقط عندما فاز عليكم على أرضه في مدينة العين 1/2 وكان يكفي منتخبكم حينها التعادل وكاد أن يفعلها ويحرز هدف التعادل لولا أن أحد لاعبيكم أهدر فرصة ثمينة في آخر لحظة كان تسجيلها كافيا لتخطف اليمن بطاقةالتأهل.

> شيخ طه قبل نهاية حوارنا الشائق معك ياليت لوتحدثنا عن الكابتن علي محسن مريسي الذي تجهل الأجيال الحالية الكثير عن موهبته الكروية الفذة؟

- شوف مثلما نقول بالعامية المصرية (الكابتن علي محسن ده لاعب ماحصلش) ومن الصعب أن يتكرر في الكرة اليمنية والمصرية والعربية، علي محسن الله يرحمه كان لاعبا فذا عظيما له أسلوب مميز وجميل جدا في اللعب لايشبهه أي لاعب آخر وأنا شخصيا عرفته قبل أن يلعب في الزمالك ويشتهر فقد كان يدرس في القاهرة ويسكن في السرايات ويلعب في فريق الحارة وكانوا يسمونه وقتها (علي اليمني) وكنت أنا العب في فريق المعادي ولعبت ضده كثيرا قبل أن ألعب أنا للأهلي وهو للزمالك ليصبح نجما لامعا وإسما كبيرا في مصر ومازالت أجيال الكرة المصرية السابقة والجماهير المصرية التي عاصرته وخاصة جماهير نادي الزمالك تتذكره وتذكره بكثير من الاعجاب والعرفان وآخر لقاء جمعني به كان عام 1973م عندما كنت مدربا لأهلي جدة وكان هو يدرب منتخب الصومال وجاء إلى معسكر خارجي في مدينة جدة ولعبنا أمامهم مباراة ودية وبعدها لم أره حتى سمعت خبر وفاته واسمح لي أن أقول لك إنه لو كان عندكم الآن في منتخبكم (لعيب) واحد فقط مثل علي محسن كان يفرق كثير، ولكان منتخبكم (حاجة ثانية خالص).

بطاقة تعريفية

طه محمود إسماعيل بدران

مواليد 1939/2/8م المعادي القاهرة

متزوج وله ثلاثة أبناء هاني وطارق ومدحت

حاصل على بكالوريوس تربية رياضية من معهد الهدف عام 1963 ثم درجة الماجستير عام 1977م ثم درجة الدكتوراة مدير برنامج الهدف في قارة أفريقيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى