التعرف على مومياء الملكة حتشبسوت وفقدان مومياء والدها

> القاهرة «الأيام» رياض ابو عواد :

> قال الأمين العام للمجلس الاعلى للاثار في مصر الدكتور زاهي حواس أمس الأربعاء إن سنا واحدة اكدت هوية مومياء أثرية للملكة حتشبسوت التي حكمت مصر قبل نحو 3500 عام.

وقال زاهي حواس في مؤتمر صحفي عقده للاعلان عن الكشف إن المومياء الصحيحة تؤكد انها كانت سيدة بدينة في الخمسينات من عمرها توفيت وهي مصابة بسرطان في العظام وقد تعفنت أسنانها.

ومن جهة اخرى توصل علماء مصريون الى التعرف على مومياء الملكة الفرعونية حتشبسوت التي عثر عليها قبل اكثر من مئة عام في وادي الملوك في الاقصر بفضل مطابقة قطعة من سن لها وفحوص الحمض النووي والاشعة المقطعية، لكن هذه الفحوص نفسها كشفت ان المومياء التي كان يعتقد انها لوالدها تحتمس الاول لا تمت اليه.

وامام عشرات الصحافيين والمصورين في المتحف المصري وسط القاهرة، ازاح الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس أمس الأربعاء، علمين مصريين كانا يغطيان صندوقين من زجاج وقال مشيرا الى احدهما "هذه هي مومياء حتشبسوت".

واعلن حواس في حضور وزير الثقافة فاروق حسني وعدد من كبار المسؤولين عن الاثار ان فحوص الاشعة المقطعية التي اجراها فريق مصري يضم اربعة علماء برئاسته وتحاليل الحمض النووي اثبتت وجود تشابه بين المومياء التي كانت متروكة في المقبرة رقم 60 في وادي الملوك في الاقصر جنوب مصر ومومياء احمس نفرتاري والدة حتشبسوت.

واضاف ان "تطابق جزء صغير من سن وجد في صندوق نقش عليه اسم حتشبسوت مع سن مكسورة في الفك العلوي من الجهة اليسرى للمومياء اكد ان المومياء التي تركها هوارد كارتر في المقبرة عام 1903 هي مومياء الملكة، وان المومياء التي نقلها الى المتحف المصري عام 1907 هي مومياء مرضعتها ست رع ان".

وعندما عثر عليهما، كانت مومياء المرضعة داخل النعش اما المومياء التي تم التعرف عليها بوصفها لحتشبسوت فكانت موضوعة على الارض. وظلت مومياء حتشبسوت في مكانها الى ان نقلت قبل عام الى متحف القاهرة.

وقال حواس ان المومياء "لامرأة في الخمسين، سمينة وكانت مصابة بامراض عدة منها السكري الذي اثر بشدة على تلوث اسنانها الى جانب اصابتها بالسرطان كما تشير عظام المومياء".

ولم يكن حواس حتى فترة قريبة مقتنعا بان المومياء للملكة حتشبسوت، لكنه باعلانه اكد الفرضية التي وضعتها عالمة الاثار المصرية الاميركية الراحلة اليزابيث توماس في منتصف ستينات القرن الماضي.

وحكمت حتشبسوت، ابنة الملك تحتمس الاول القائد الفاتح، لمدة 21 عاما، من 1479 الى 1458 قبل الميلاد، في فترة الاسرة الثامنة عشرة المزدهرة,وكان فقدان موميائها حلقة مفقودة في تاريخ صاحبة معبد الدير البحري المتفرد بين الاثار الفرعونية في هندسته وجماليته والذي صممه لها حبيبها المهندس سنموت مربي ابنتها نفرو رع.

ولكن في غمرة العثور على حتشبسوت، اعلن فقدان مومياء والدها بعدما بينت الاشعة المقطعية ان المومياء التي كان يعتقد انها له، انما تعود الى رجل ثلاثيني اصيب بسهم في صدره ولا تتفق مع مواصفاته,وقال حواس لفرانس برس "بات تحتمس الاول الان مفقودا".

واكد ان الفحوص التي اجريت على المومياء التي كان يعتقد انها لوالد حتشبسوت، تحتمس الاول الذي حكم مصر من عام 1503 حتى عام 1483 قبل الميلاد، اكدت انها ليست له.

واضاف "بينت الاشعة المقطعية ان صاحب المومياء مات مقتولا لوجود سهم في صدره،كماان ذراعيه كانتا ممدوتين، بما يخالف وضع الذراعين على صدر المومياء الملكية كما هو معروف في مومياوات ملوك الاسرة الثامنة عشرة".

وكان عثر على هذه المومياء داخل تابوت يعود الى الاسرة 18، والتابوت والمومياء وجدا داخل تابوت اكبر يعود الى الاسرة 21.

وركز فريق العمل المصري على ست مومياوات نسائية ملكية عثر على اثنتين منها في المقبرة 20 التي عثر فيها على تابوت حتشبسوت والتابوت الذي نسب لوالدها وعلى اثنتين في المقبرة رقم 60 والباقيتين في خبيئة القرنة التي اكتشفت عام 1881.

وقال حواس ان "احدى المومياوات الست فارقت الحياة وهي تصرخ وبقي فمها مفتوحا على وضعية الصراخ ما يشير الى انها ماتت مقتولة".

وبدأ الفريق المصري عمله قبل عام بحثا عن المومياء المفقودة الى ان تقرر نقل المومياء المتروكة في المقبرة رقم 60 قبل شهرين الى المتحف المصري والتي ثبت انها مومياء الملكة.

وبذلك ازيل الغموض عن تاريخ مومياء بحث عنها علماء الاثار طويلا في اماكن كثيرة، وكان بعضهم يعتقد ان خليفتها وابن زوجها تحمتس الثالث قد يكون ازال اثر موميائها انتقاما منها لعزله عن عرشه لنحو 20 عاما، حكمت خلالها حتشبسوت مصر استنادا الى اسطورة اخترعها لها الكهنة تشير الى انها ابنة الاله رع الذي بشر بان امرأة ستحكم مصر خلال هذه الفترة المزدهرة.

والى جانب معبدها الجنائزي، كان من اهم ما تركته حتشبسوت عدد من المقصورات الملكية في معابد الكرنك الى جانب مسلتين بقيت احداهما حتى الان بين الصرح الرابع والخامس في المعبد، وكذلك قصص رحلاتها ورحلات اسطولها وما احضرته سفنها من عجائب البلدان التي زارتها.

ويبدو ان رحلة البحث الناجحة عن مومياء الملكة ستتبعها رحلة بحث جديدة عن مومياء والدها تحتمس الاول الذي تزوج عمته احمس للحصول على شرعية الحكم، ووصلت الجيوش المصرية في عصره الى منطقة الفرات حيث تركت لوحة فرعونية تشير الى ذلك، كما اخترقت جيوشه منطقة النوبة.

وهو اول من حفر مقبرة في وداي الملوك تبعه ملوك الاسرتين 18 و19، وبنى الصرح الرابع ضمن تجمع معابد الكرنك الى جانب تشييده صالة الاعمدة الكبرى. وفي عصره عاشت مصر في رفاه وسلام مهد لتولي حتشبسوت سلطة مريحة طوال سنوات حكمها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى