موجة غضب في إيران بسبب بدء تقنين توزيع البنزين

> طهران «الأيام» فردريك دال :

>
أضرم إيرانيون غاضبون النار في محطات للبنزين وصبوا اللعنات على حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد بعدما قال رابع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إنه بدأ تقنين توزيع البنزين أمس الأربعاء.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن مسؤول قوله إن النار أضرمت في 19 محطة للبنزين في العاصمة طهران بعدما أعلنت الحكومة في وقت متأخر يوم أمس الأول بدء التقنين اعتبارا من منتصف الليل.

وقال حسن محمدي (44 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "نحن نسبح فوق بحر من النفط وكل ما يفعلونه هو زيادة الضغوط على الناس...أنا أستخدم آخر قطرة بنزين لدى."

ورغم احتياطياتها النفطية الضخمة تفتقر إيران للطاقة التكريرية ويتعين عليها استيراد نحو 40 بالمئة من حاجاتها من البنزين وهي مسألة حساسة في وقت تهدد فيه قوى عالمية بفرض عقوبات جديدة في إطار خلاف مع طهران بسبب برنامجها النووي.

ودفعت المخاوف من تراجع الواردات الإيرانية أسعار عقود البنزين الأوروبية نزولا حسبما قال متعاملون دوليون.

وتشاجر بعض السائقين بينما كانوا ينتظرون لتعبئة خزاناتهم قبل بدء التقنين,وردد آخرون هتافات مناهضة للحكومة وانتقدوا صراحة أحمدي نجاد الذي جاء إلى السلطة قبل عامين متعهدا بتوزيع أكثر عدلا لثروة إيران النفطية.

وصرح بيجان حاج محمد رضا وهو مدير جمعية ممثلة لمحطات البنزين لوكالة أنباء الطلبة "مساء أمس أضرم أناس النار في 19 محطة للبنزين في طهران ونهبوها والقوا الحجارة وحطموا محطات أخرى."

وبغية كبح استهلاك متصاعد وواردات باهظة رفعت الحكومة في 22 مايو أيار سعر اللتر بنسبة 25 في المئة إلى ألف ريال (11 سنتا أمريكيا) لكنه لا يزال من أرخص أسعار البنزين في العالم بينما تأجل التقنين.

وهرع السائقون إلى محطات بيع الوقود بعدما قالت وزارة النفط إن البرنامج سيبدأ أخيرا بعد أسابيع من الارتباك.

وقال تلفزيون الدولة إن السيارات الخاصة ستحصل على 100 لتر من البنزين شهريا وعلى كمية أقل إذا كانت تستطيع استخدام الغاز الطبيعي المضغوط,ويحتاج كل السائقين إلى بطاقات الكترونية "ذكية" لشراء الوقود.

وأضرمت النيران في محطة بنزين في حي بوناك الفقير في العاصمة في حين احرقت جزئيا محطة أخرى في شرق طهران وقال شهود ان اثنين من مضخات البنزين بها احترقتا تماما.

وتهشمت النوافذ في محطة بوناك وحطمت ست مضخات وتفحمت الجدران,والقى راديو الدولة باللائمة على "عناصر انتهازية". ولم يتسن الاتصال بالشرطة للحصول على تعليق.

وقال سعيد ساميتي وهو موظف حكومي "أحداث الشغب مساء أمس كانت تعبيرا عن غضب أناس دخولهم متدنية" لكنه أضاف أنه يؤيد التقنين من حيث المبدأ.

واستمر السائقون في الوقوف في طوابير طويلة عند محطات الوقود أمس الأربعاء في بلد يرى الكثيرون فيه ان توافر الوقود الرخيص حق اساسي.

وبسبب نقص المواصلات العامة يعتمد أغلب سكان طهران على سياراتهم الخاصة والسيارات الأجرة في التنقل في شوارع المدينة المزدحمة التي يقطنها 12 مليون نسمة. وقالت تقارير اعلامية إن بعض سائقي سيارات الأجرة رفعوا أجرتهم بنسبة 20 إلى 80 في المئة اليوم.

وقال معلم يدعى حسن سنجاري "لا أطيق ضغطا اقتصاديا جديدا... راتبي الشهري 300 دولار. عندي ثلاثة أولاد."

وناقش البرلمان السماح بشراء الوقود فوق الكمية المقننة بأسعار السوق لكن الحكومة تعارض الفكرة خوفا من زيادة التضخم الذي يبلغ حاليا 17 في المئة.

ولم يصدر اعلان بشأن السماح للسائقين بشراء كميات اضافية من الوقود لكن محللين يقولون إن التضخم سيرتفع على أي حال.

وقال هاتف حائري رئيس آي.سي.جي لاستشارات الأعمال "إما أن يطرحوا (وقودا اضافيا) بسعر مرتفع أو تقوم سوق سوداء بسعر مرتفع."

وقال حجة الله غانمي فرد مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الايرانية في نيودلهي إنه إيران ربما تراجع الكمية المخصصة للسائقين في غضون شهرين.

وقال حائري إن إيران لا تملك خيارا في كبح الاستهلاك بسبب العبء على خزائن الدولة. ويباع الوقود بأسعار مدعومة بشدة مما يشجع الهدر والتهريب.

وتقول الولايات المتحدة التي تقود جهودا لعزل إيران بسبب خططها النووية إن واردات البنزين الإيرانية ورقة "ضغط". وتتهم واشنطن إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.

(شارك في التغطية ادموند بلير في طهران ونيدهي فيرما في نيودلهي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى