> «الأيام» محمد محفوظ القباطي /الراهدة - تعز

إنها لجريمة شنعاء بكل ما تعنيه الكلمة بحق العلم والدين، أن يسمح أولو الأمر وذوو المناصب والآباء لأبنائهم الطلاب بالغش أثناء تأديتهم الاختبارات.

إننا نستنكر بشدة ما يقوم به بعض أصحاب محلات تصوير المستندات الذين يشجعون الطلاب على عملية الغش ولا يبالون بمصير طلابنا ومستقبلهم، فقط جل همهم الكسب المادي، وأي كسب مقابل تصوير أوراق الغش (البراشيم)!؟ إنه حرام.. حرام.. ودون أدنى شك إن شريعتنا الإسلامية تقول إن «من غشنا فليس منا» ومخطئ من يحاول تبرير عملية الغش وأنه لايمت لمفهوم الغش الحقيقي بصلة ويبرره بأسباب واهية وغير منطقية، ونقول له ارجع ودقق جيدا في أسس وأصول شريعتنا الإسلامية واحكم ولا تأخذك العواطف والحسابات الدنيوية ولتعلم أن الدكتور والمدرس والوزير والمهندس والمدير والرئيس كل هؤلاء سيكونون نتاج هذا الغش، وفي هذه الحالة تترسخ في عقولهم فكرة الغش فماذا تنتظر منهم سوى الرشوة والمحسوبية وطغيان الجانب المادي على كل شيء آخر فينعدم الضمير والاخلاص والشعور بالمسئولية لدى أغلبهم.

وكذا الطالب الذي يلقى التسهيلات في الغش من الاهل ومن بعض ذوي النفوس الضعيفة وذوي المناصب فإن فكرة الغش تترسخ في عقله ويدخل في حسبانه أن الغش حق من حقوقه فتراه يسب ويلعن من يقف ضده حتى لا يغش لأنه جائر في نظره وماذا بعد هذا إلا التيه والضياع لهذا لجيل المخدوع، ولنقرأ على الامة السلام.

ولذا يجب على كل فئات المجتمع من تربويين وحقوقيين ومسئولين ومنظمات مدنية أخذ الامور بجدية وواقعية اكثر وأخذ العظة من الواقع الأليم والتنبه مما سيحدق بالامة في المستقبل من شتات وضياع لا تحمد عقباه، ولا ننسى دور خطباء المساجد الذي لا أراه كما ينبغي والتنبيه بأن من يغش ومن يشارك ويعين فيه فهو ليس منا لأن الغش بطبيعته حرام حرام حرام.