ثلاثة قتلى واكثر من 40 جريحا في اطلاق نار في تظاهرة فلسطينية في شمال لبنان
> البداوي «الأيام» نقولا طعمة :
متظاهرون فلسطينيون اصيبو في الاشتباكات
وافاد مراسل وكالة فرانس برس مساء ان التوتر لا يزال مسيطرا في مخيم البداوي,وقام عدد من سكان المخيم بعيد الساعة 18:00 (15:00 تغ) باحراق اطارات خارج المخيم,وتدخلت على الاثر فاعليات المخيم وعمدت الى سحب السكان الغاضبين وفتح الطرق,وتباينت الروايات حول كيفية حصول اطلاق النار.
وكان عدد من اللجان الاهلية والجمعيات دعا الى تظاهرة شارك فيها حوالى خمسة الاف متظاهر، بحسب مصدر فلسطيني، من النازحين من مخيم نهر البارد للمطالبة بالعودة الى منازلهم.
وسار المتظاهرون في شوارع مخيم البداوي بعد صلاة الجمعة، ورفعوا شعارات بينها "اوقفوا قصف المخيم" و"لا نريد نكبة ثانية، نريد حلا سلميا".
واصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيانا جاء فيه "تظاهر عدد من الاشخاص انطلاقا من مخيم البداوي واقدموا على قطع الطريق العام بالدواليب والعوائق مطالبين بالعودة الى مخيم نهر البارد".
واضاف "عملت قوى الجيش جاهدة لانهاء هذا التحرك سلميا لكنها لم تلاق اي تجاوب من المحتجين الذين حاولوا اجتياز الحواجز العسكرية من دون الامتثال للانذارات المتكررة من عناصر الجيش، كما لم يهابوا اطلاق النار التحذيري بعدما شكل اندفاع المتظاهرين المزودين بالعصي والآلات الحادة تهديدا اكيدا لسلامة تلك القوى".
وقالت رشا ناجي، وهي متطوعة لبنانية في مجال العمل الانساني في مخيم البداوي شاركت في التظاهرة، ان التظاهرة كانت سلمية وان قسما من المتظاهرين خرجوا من المدخل الشرقي للمخيم، بينما حاول الآخرون ثنيهم عن ذلك.
وسار مئات المتظاهرين نحو كيلومترين بعيدا عن المخيم متجهين الى نهر البارد، ووصلوا الى الطريق العام حيث دعاهم حاجز للجيش الى عودة ادراجهم.
واضافت رشا ناجي "رفض المتظاهرون العودة، رغم اطلاق نار تحذيري من جانب الجيش,وجلسوا ارضا، فعمد الجيش الى اطلاق النار عليهم".
وافاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان ثلاثة قتلى سقطوا في اطلاق النار,وافاد عن اصابة اكثر من اربعين شخصا آخرين بجروح، عدد منهم اصيب في اشتباكات بالايدي حصلت بين المتظاهرين ولبنانيين من سكان البداوي ارادوا اجبار المتظاهرين على العودة الى المخيم.
وقال المسؤول الاعلامي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب لوكالة فرانس برس ان بين الجرحى عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديموقراطية اركان بدر الذي اصيب في ظهره اثناء محاولته اقناع المتظاهرين بعدم الخروج من المخيم.
وقال فتحي كليب ان هناك جهة ثالثة اطلقت النار على الارجح من احد الابنية، ما استفز الجيش اللبناني.
واكد ان التظاهرة عند انطلاقتها كانت سلمية، وان الفصائل الفلسطينية في المخيم عملت على التاكد من ان ايا من المتظاهرين لا يحمل سلاحا. واشار الى ان سبب القيام بالتظاهرة هو الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون الى البداوي من دون عمل وفي مساحة جغرافية ضيقة للغاية.
وعلق ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي من جهته على ما حصل في مخيم البداوي، فقال ان "عناصر فوضوية قاموا بتصعيد مفتعل في الشمال، وتسللوا الى مسيرة سلمية، فاخرجوها من البداوي الى الشارع".
واتهم "البعض في مخيم البداوي بمحاولة اشعار +حثالة العبسي+ بان لهم انصارا خارج نهر البارد".
وجاءت احداث البداوي في وقت اعلنت "رابطة علماء فلسطين" تعليق مساعيها لحل ازمة مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، مشيرة الى فشل المساعي التي قامت بها لوضع حد للمعارك الجارية بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام منذ 41 يوما.
وجاء في بيان تلاه اعضاء في رابطة علماء فلسطين خلال مؤتمر صحافي عقدوه في بيروت ان "اي حل للازمة ينبغي ان يضمن احترام سيادة لبنان وامنه واستقراره وضمان تثبيت المخيم واعماره وعودة النازحين الى بيوتهم وعدم استخدام المخيم لزعزعة السلم الاهلي في لبنان".
واشار البيان الى ان "انسداد افق الحل السياسي حال دون الوصول الى الحل المنشود".
ويشترط الجيش اللبناني لوقف المعارك في مخيم نهر البارد استسلام عناصر فتح الاسلام.
وتوفي جنديان لبنانيان متأثرين بجروح اصيبا بها أمس الأول في معارك نهر البارد، بحسب ما افاد متحدث عسكري الجمعة.
وبذلك يرتفع الى 169 عدد القتلى الذين سقطوا في المواجهات في شمال لبنان بين الجيش اللبناني ومجموعات اسلامية بينهم 84 جنديا لبنانيا و65 مسلحا على الاقل، كونه يصعب احصاء عدد هؤلاء الذين لا تزال جثث العديد منهم داخل مخيم نهر البارد.
واستمرت أمس الجمعة الاشتباكات متقطعة في المخيم نهر البارد استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والمدفعية.
وحصلت تظاهرات للمطالبة بالعودة الى مخيم نهر البارد في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا الفلسطينيين في بيروت بعد صلاة الجمعة شارك فيها عشرات الاشخاص. (أ.ف.ب)