كله من الريال يابرشلونة

> علي سالم اليزيدي:

> كل شيء على غير العادة هدأ فجأة، حركة الناس والسيارات، وبدت معظم الشوارع والحواري خالية من الشباب والفتيان، والوقت ضيق ومن عادة مدينة المكلا وربما مدن ساحلية عديدة كعدن وأبين والشحر والحديدة أن يمكث الشباب والمتجولون ساعات أطول في الأمسيات للاستماع إلى نسائم الهواء في مواجهة الرطوبة والحر الصيفي، ولكن ما سر هذا الهدوء المباغت ليلتئذ، أجابوا أن الجميع وكل المحتجين ضد انطفاءات الكهرباء والغلاء وارتفاع نسبة البطالة كل هؤلاء وكما يقولون (الفاضي واللاهي والساهي) منشغلون ليس هذه الأمسية فقط بل منذ أيام ولكنها تتوج الليلة، القضية أكبر من كل الحوارات بشأن العمل السياسي أو ما عداه من الأحاديث المنشورة حول القضية الجنوبية كما أطلق عليها، وهواجس الرفض والقبول هنا وهناك وكل ما يتبلور أمام هؤلاء الشباب والفتيان وجهوا مسار الانشغال من الأصعب إلى الأسهل، من الصمت إلى الصراخ، من الهمس إلى زعيق الصوت العالي ولكن في ماذا؟ ومن أجل ماذا أيضا؟.

قالوا إننا الليلة نشهد النهاية التي ينتظرها الآلاف عندنا والملايين غيرنا، ولكن يهمنا شأننا، كل التمنيات تنتظر نهاية المشهد، لنقل النتيجة، أوما نطلق عليه صحفيا وأدبيا آخر الكلام، وعلى أساس كل واحد يعرف ما بين يديه، بدلا من أن يظل يتحسس ما تحت أقدامه بقلق وخوف، لا شيء بعيد عن الشيء، والحلقة مترابطة وإذا ما غلى ما على النار فار وتبعثر وأحرق من حوله.

لحظتها لا تنفع (لو) ولا تغني (ياريت) بديلا للانتباه والمواجهة والعقل والواقع، إذاً أفادنا كل من في الشارع أن هناك تطلعا نحو بداية توجه اللعبة نحو الاختتام وإنهاء الوضع الذي طال انتظاره، وهنا سيلعب القدر والحظ وحده متدخلا إلى جانب النوايا والعزيمة، حيث ستنقسم النتيجة المرتقبة حتما ما بين وضعين وإن بدا أحدهما قد نال هدفه ونجح، والآخر تغير مكسبه وقال له الوقت والظروف والمعطيات كلاما بسعة حجم الحدث، وإنما الأهم هنا والظاهر على الملأ أن لا خسائر ولا سقوط.

يبقى ما بين الاثنين ما نقوله له (طيب الخاطر والجميل) ولا ضرر ولا ضرار وهو ما يعتبر قانون اللعبة دائما، إذ جاء الحديث عن المباراة الكبيرة ما بين ريال مدريد ومايوركا وأخرى لبرشلونة نحو حسم الدوري الاسباني.

ليلة صاخبة وسكت الجميع عن ما به، وكتم ما في صدره واهتم باللعب، ولكن الأصوات ترتفع وتصرخ، زعيق وتلويح بالأيادي، وطبول وأناشيد وشعارات وأبواق، لا حدود بين هذا الصوت أو الصوت الآخر، الاحتجاج والرفض واضح، يرتفع بصوت عال وواحد ضد هذا الحكم الظالم المتحيز، لماذا كل هذه البطاقات الحمراء ضدنا وكل هذه (الفاولات) أمام مرمانا من دون مرمى الفريق الآخر؟ لا لا هذا غير معقول، إنهم يشددون الضغط على فريقنا ومعروف (القصد) الهزيمة، يريدوننا مغلوبين، ها، ها ماشي منه ما هو كذا؟ ويتواصل الصراخ في كل شارع ومقهى وساحة.

إنها اللعبة والمباراة والكرة تنط وتنط إلى داخل الشبك أو خارج الشبك، إنه الصراخ وقل ما بك وكله من (الريال) يا....!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى