كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> القضايا التي لها علاقة بمعيشة الإنسان اليمني كثيرة ومتداخلة.. ولكن يبدو أن السلطة ليس عندها متسع من الوقت للنظر فيها والاهتمام بها.. وكأنها لا تهمها ولا تريد أن تعرفها.. وإذا حاولت أن تعرفها.. ربما تظاهرت بأنها في حالة عدم معرفة.. أو عدم رغبة في المعرفة.. بل تذهب أحياناً إلى أبعد من ذلك.. أنها قد عرفت وفهمت كل شيء.. وهي مقتنعة تماماً بأنها تقوم بالواجب.. أو تقول إنها تفعل ذلك وأكثر من أجل حياة أرقى وأسمى للإنسان المعذب والكادح في اليمن.

> هل نستطيع أن نقول إن السلطة قد استغرقت جهدها ووقتها في أشياء ليست لها علاقة برفع مستوى المعيشة للإنسان؟.. فالمشاكل التي تؤثر على الإنسان والوطن كثيرة.. والسلطة تعرف هذه المشاكل تماماً.. ولكنها تخدع نفسها إذا تظاهرت بأنها لا تعرفها.. وتغلط كثيراً إذا هي اعتقدت أنها تستطيع مغالطة الآخرين.. وكأنها لا تدرك أنها إذا استطاعت أن تغالطهم بعض الوقت.. فهي ليست قادرة على أن تفعل ذلك كل الوقت.. ولذلك تحرص دائماً على ترحيل الكثير من المشاكل إلى أوقات أخرى.. قد تجيء وقد لا تجيء..وكأن لسان حالها يقول:(وأنا مالي).

> هل تعتقد السلطة أنه من الأفضل أن تكدس هذه المشاكل أمامها.. فإذا تجمعت هذه المشاكل وتضاعفت استطاعت أن تجد لنفسها عذراً بأنها غير قادرة على حلها أو أنها عاجزة فعلاً عن الحل؟.. ولذلك ليس عندها حل أفضل من ترحيلها إلى وقت آخر.. إلى أن تجيء حكومة جديدة.. لأن هذه المشاكل سوف تنتقل إليها.. فإذا كانت جادة وصادقة في أقوالها وأفعالها.. فلابد لها من تحديد هذه المشاكل.. لأن تحديدها هو بداية فهمها.. وفهمها هو بداية تحليلها.. وتحليلها هو بداية حلها.

> ولكن إذا كان الأمر عكس ذلك.. فقولوا لنا ماذا فعلت الحكومة غير تنفيذ برنامج سياسي واقتصادي وإداري خاطئ من أساسه.. وماذا فعلت من أجل الإنسان اليمني؟.. لا شيء.. غير زيادة معدل البطالة ورفع الأسعار بين الحين والآخر.. وتقليص فرص العمل أمام الشباب الذين يتخرجون كل عام في المدارس الثانوية والجامعات.. وهكذا بدلاً من أن تحل السلطة مشاكل الناس.. فإنها تضاعفها أكثر وأكثر.

> ثم قولوا لنا ماذا فعلت السلطة من أجل توفير لقمة العيش للمواطن اليمني بأسعار تتناسب مع راتبه الشهري الضئيل.. إن الغلاء مازال يطحن الفقراء والبائسين والكادحين في بلادنا.. والدكتور الإرياني قال: (ليس هناك عصا سحرية لنملأ بطون الناس).. ولكن قولوا لنا ماذا فعلت من أجل أصحاب الأفواه المفتوحة بالقياس إلى أصحاب الجيوب المفتوحة.. وكيف تساوي بين الذي يعمل والذي لا يعمل؟.. وكيف تبقي على المؤسسات الخاسرة وتدعو إلى خصخصة المؤسسات الناجحة؟.. وكيف انحط مستوى التعليم والصحة؟.. وكيف تسكت على التاجر الذي يغش؟.. والموظف الكبير الذي يرتشي؟.. والدواء الذي يباع بأسعار خيالية بدون رقابة؟

> إن مصيبتنا أننا نطيع طاعة عمياء.. لا نهش ولا ننش.. لا نناقش ولا نعترض.. وكأننا نتلذذ بالتعذيب والقسوة علينا.. هل نحن لسنا مالكين لأنفسنا.. ومن دون إرادة؟.. وأن قوة أخرى تتحكم فينا.. وهذه القوة قد وجدتنا مثل أراضينا سهلة المنال فقررت أن تسكن فيها أو تسكن إليها.

> لا تطفئوا آخر شمعة في هذا البلد!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى