وراء كل موظف ثري .. ساحر

> صالح علي السباعي:

> في عالم الغابات تتأقلم الحيوانات مع ظروف البيئة التي تعيش فيها، وتقوم الغزلان في كل صباح بأداء تمرين الصباح اليومي المعتاد وهو الجري بأقصى سرعة ممكنة حتى لا تكون فريسة سهلة للأسد أو أي حيوان آخر.

في المقابل يقوم الأسد بالتمرين نفسه ليكون أسرع من أسرع غزال في الغابة، وإذا لم يفعل ذلك فلن يستطيع اللحاق بفريسته وقد يموت جوعا.

هذا يحدث في عالم الغاب الذي فيه البقاء للأسرع والأقوى، لكن المؤسف أن هذا السلوك الحيواني انتقل من الغابة إلى عالم الحضارة بين البشر، حيث أصبحت الغالبية في صحوة تتسابق بسرعة جنونية مستخدمين كل الوسائل من أجل الحصول على الثروة والنفوذ.

وبالرغم من أن الأمور في الغابة مستقرة عند نقطة البقاء والحاجة للغذاء، تغير الوضع كثيرا لدى البشر وأصبح أكثر شراسة من الغابة، حيث يهاجم القوي الضعيف ويأكل حقوقه دون أن يكون في حاجة إلى ذلك بل لمجرد إظهار القوة والحصول على المزيد من المكاسب المادية.

وبعد أن كانت المنافسة في السابق محصورة بين أهل الثروة من الأسماء والبيوت التجارية الشهيرة وامتداد نفوذهم على كل شيء لقرون عديدة تغيرت الأمور اليوم بعد أن دخلت على الخط فئة جديدة أكثر شراسة هي فئة كبار موظفي الدولة وقادتها من الذين يجيدون فن اللعب بالبيضة والحجر، حيث استثمر هؤلاء الوظيفة العامة خير استثمار وحولوها إلى دجاجة تبيض ذهباً ليصبح الموظف الميري صاحب الراتب المحدود من كبار الأثرياء، يملك مئات الملايين في فترة وجيزة من حياته العملية، وهو أمر لم يستطع تحقيقه أي موظف آخر في العالم حياً أو ميتاً، لأن الموظف في نهاية الأمر هو موظف مهما كانت درجته الوظيفية، وما حققه بعض كبار موظفينا حسب النظام والقانون كما يقولون دائما يدل على قدراتهم غير العادية، لكنها قدرات شيطانية مدمرة للاقتصاد الوطني الذي يزعمون أنهم يسهرون عليه.

ويتساءل العامة عن سر بقاء مثل هؤلاء الموظفين في مراكزهم الحكومية رغم كل ما قيل ويقال عنهم، ويهمس البعض بأنهم يدفعون مقابل السكوت عنهم وعن أفعالهم، وأن قوى خفية تحرسهم وتحميهم من رياح التغيير، ولا يستبعد أن يكون وراء كل واحد منهم ساحر!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى