فيما يتمسك الحوثيون ببعض الشروط منها علاج جرحاهم بمستشفيين بصعدة وتصر السلطة على نقلهم إلى صنعاء .. اللجنة تواصل التباحث مع جميع الأطراف لإنهاء الأسباب المعرقلة تنفيذ تسليم الحوثيين أسلحتهم

> صعدة «الأيام» خاص:

> علمت «الأيام» من مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر الحوثي وجنود الجيش في مديرية غمر يوم أمس الأول حاول خلالها عناصر الحوثي السيطرة على أحد الجبال الذي يتمركز فيه جنود الجيش منذ استعادة قوات الجيش تلك المديرية مباشرة بعد سقوط مديرية رازح تحت سيطرتها الشهر الماضي، وخلال تلك الاشتباكات تمكن عناصر الحوثي من تحقيق سيطرتهم على ذلك الجبل لكنها لم تدم سوى ساعات قليلة حيث عاود الجيش شن هجومه على عناصر الحوثي هناك واستعاد الجبل، وأدت تلك الاشتباكات إلى مصرع اثنين من عناصر الحوثي وإصابة عدد آخر منهم بجروح بالإضافة إلى إصابة عدد من جنود الجيش بجروح.

كما علمت «الأيام» أن تلك المديرية ومديريات أخرى بمحافظة صعدة قد أضحت فيها الأمور أكثر تعقيداً، وملامح أوضاعها في الوقت الحاضر تشير إلى وقوع المزيد من الأحداث، وهو الأمر الذي قد ينعكس سلباً على جهود الوساطة، التي لا تزال اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ بنودها تبذل قصارى جهودها وتواصل مساعيها لتنفيذ بنود الاتفاقية بعد النجاح الكبير الذي تحقق على أرض الواقع في وقف إطلاق النار وتبادل الهجمات بين الجانبين وفتح معظم الطرق والمنافذ وتأمينها في أغلب مناطق المحافظة، حيث يحاول أعضاء اللجنة المشرفة على التنفيذ منذ أكثر من أسبوع الوصول مع قياديي عناصر الحوثي إلى اتفاق نهائي وجاد لتنفيذ بند تسليم الحوثيين أسلحتهم ما فوق الخفيفة وذخائرها، لكنها لم تصل بعد إلى تنفيذ ذلك البند لأسباب عديدة تجرى مباحثتها في الوقت الحاضر عن طريق التواصل مع جميع الأطراف (السلطة، الحوثيين، قطر).

وأفادت «الأيام» مصادر مطلعة بأن سبب تأخير عملية تنفيذ بند الاتفاق الذي يقضي بتسليم أسلحة الحوثيين يعود إلى تمسك الحوثيين ببعض الشروط الثانوية ووفق الآلية التي يرونها والتي تتضارب مع رؤية السلطة لها، في الوقت الذي يؤدي ظهور الخلاف إلى فتح الباب أمام بعض الأطراف المعارضين للوساطة لاستغلال الفرصة وصب الزيت في النار.

وكان بعض قادة الجيش قد أبدوا امتعاضهم الشديد بسبب الإعلان عن وجود وساطة، وظهر ذلك في اجتماع عقده أعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق في مبنى القصر الجمهوري بصعدة قبل عدة أيام، بحضور كبار قادة وحدات الجيش، وخلال مناقشة بعض الأمور المتعلقة بالتنفيذ أظهر أحد قادة الجيش عدم رغبته بالصلح معللاً ذلك بأن الوساطة جاءت متأخرة بعد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من صفوف وحدته العسكرية، ما دفع بأحد أعضاء اللجنة المشرفة على الاتفاق للرد على ذلك القائد بلهجة شديدة وقاسية، حيث أفصح له أن السلطة سبق لها أن عفت عنه (أي ذلك القائد) بل وأعادته إلى منصبه السابق ولم تعاقبه على صواريخ (سكود) التي أطلقها على صنعاء وقتل فيها مدنيين، بحسب ما جاء على لسان عضو اللجنة.

كما علمت «الأيام» أن عناصر الحوثي اشترطوا مقابل تسليم أسلحتهم على اللجنة أن تلزم السلطة بالسماح لأكثر من مائة وسبعين من جرحاهم بالعلاج في مستشفيي السلام السعودي والجمهوري بمدينة صعدة، وقبلت السلطة ولكن بعلاجهم في العاصمة صنعاء، وهو ما رفضه الحوثيون.

وأفادت معلومات لـ «الأيام» بأن الجنديين اللذين أسرهما عناصر الحوثي يوم الأربعاء الماضي في مدينة ضحيان قد أُطلق سراحهما بعد يومين من الأسر، وبعد خروجهما من الأسر تم حجزهما لدى وحدتهما العسكرية التي ينتميان إليها وذلك للتحقيق معهما، ولم يعرف زملاؤهما بعد إلى أين تم إرسالهما.

وخلال يومي أمس وأمس الأول بدأ بعض المواطنين بالتنقل بسياراتهم من مدينة صعدة إلى مديرية بانو واخرور داخل مدينة ضحيان والعكس، بعد فتح تلك الطريق خصوصاً في مدينة ضحيان وعلى مداخل مديرية باقم، كما علمت «الأيام» أن بعض المسافرين بدأوا بالدخول والخروج من وإلى اليمن والسعودية باستخدام منفذ علب البري بمديرية باقم، الذي يربط اليمن بالسعودية عبر طريق بري يمر بصورة رئيسية داخل مدينة ضحيان. كما انتشرت قوات الجيش داخل الشارع الرئيسي لمدينة ضحيان وأقامت نقاط تفتيش كثيرة على طول ذلك الطريق، لكن عشرات الآلاف من سكان تلك المدينة الذين نزحوا منها خلال الحرب الأخيرة لم يتمكنوا من العودة إليها بعد بسبب حجم الدمار الكبير الذي طال منازلها ومبانيها ولم يبق داخلها ما يصلح للحياة، حيث تعد مدينة ضحيان الأولى من حيث مستوى الدمار الذي طالها في الحرب الأخيرة وتأتي بعدها مناطق بني معاذ والطلح وآل الصيفي.

أما بالنسبة لحجم الأضرار التي خلفتها الحرب الأخيرة بشكل عام فإنها ضعف الأضرار التي خلفتها حربا صعدة الأولى والثانية، ويقدر حجم الخسائر التي سببتها الحرب الأخيرة بشكل عام ما يعادل نصف مليار دولار على أقل تقدير، وقد تفوق أعداد القتلى الذين سقطوا من صفوف الجيش الألف ومائتي قتيل، وأكثر من ألفين وخمسمائة جريح المئات منهم أصيبوا بعاهات، وأكثر من ثمانمائة قتيل من عناصر الحوثي وما يزيد على الألف جريح منهم.

من جانب آخر علمت «الأيام» أن إحدى نقاط الجيش عثرت يوم أمس الأول عند تفتيشها لإحدى السيارات المدنية على كميات كبيرة من الذخيرة داخلها وكانت في طريقها إلى مديرية ساقين، وتم احتجازها في إدارة البحث الجنائي لعدة ساعات ثم أطلق سراحها بحجة أن تلك الذخائر تابعة لأحد مشايخ محافظة صعدة، ويدعى الشيخ حسين حسان.

كما عبر العديد من مواطني محافظة صعدة عن سعادتهم الكبيرة بوقف المعركة وعودة الهدوء إلى محافظة صعدة، جاء ذلك أثناء لقاءات واسعة قامت بها «الأيام» يوم أمس واستمعت لأحاديثهم بمن فيهم النازحون الذين لا يزالون يقيمون في مدينة صعدة، لكن البعض منهم أبدوا مخاوفهم من مسألة العودة إلى مناطقهم حيث قالوا إن خوفهم ليس بسبب فقدانهم منازلهم وممتلكاتهم بقدر ما تخيفهم الألغام التي ربما لا تزال في مناطقهم، خصوصاً تلك الألغام المحلية الصنع التي تم زراعتها بطريقة عشوائية لا تستند على أي خرائط ليتم في ضوئها نزعها من مناطقهم إذا ما نجحت الوساطة القطرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى