أنور عاشور في انتظار التكريم

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> أكثر ما يعاب به لاعبو اليوم هو ولعهم الشديد بالريالات ولعبهم مقابل المادة، فيما يطالبهم غيرهم بالإبداع والحماس والمستوى أولاً ثم انتظار الجزاء ثانياً..ولن ندخل في جدليات حول ذلك فالواقع شهد ويشهد أمثلة حية لللاعب الذي يساوم (بالزلط) قبل اللعب.. وفي المقابل هناك مشاهد دامية للجفاء.. ونكران الجميل، لنجوم تلألأت وأشرقت معها رياضة الوطن.. وهي الآن تندب حظها، وتعض أصابع الندم على ماض أفنته في الجري وراء الجلد المنفوخ.. ولا عزاء لهم غير حب الناس، ولكنه لم يقهم من التسول والطلب، أو البطالة والتسكع، والبعض يحترق وهو يرى موازين التعامل تختل.

وفي وادي حضرموت لدينا عينة من أولئك..عينة من طينة الكبار والكبار جداً، والذي لا يوازيه نظير في الوادي إذا ما عددنا مشواره مع الكرة، وهو يستحق أن نفتخر به ونفاخر غيرنا أن وادينا أنجبه .. إنه الكابتن أنور عاشور سعدان الذي ولد ونشأ في(عينات) حيث لم يكن هناك ناد معترف به رسمياً ليجد نفسه في نادي وحدة تريم، النادي الوحيد في المديرية آنذاك، حيث ترعرع وبدأت نجوميته تنثر عطرها في وادي حضرموت، وما إن تم ذلك حتى تحققت الوحدة اليمنية وانفتح باب الانتقالات بين الأندية على مصراعيه، ليطير نجمنا إلى اللواء الأخضر، وبالتحديد إلى نادي الشعب الإبي، وهناك كان أنور عاشور على موعد مع الشهرة والنجومية التي امتدت من إب إلى انحاء الجمهورية كافة، لترقبه الأعين وتطلبه الأندية للانضمام إليها، ولكن سنوات العيش والملح في إب قد فعلت سحرها فيه فلم يكن انفصالهما بالأمر السهل.

قضى الكابتن أنور ما يزيد عن ثمانية مواسم من التألق والابداع والأخلاق العالية مع شعب إب، وهو ما جعل النادي الأهلي بصنعاء يستعين به في مشاركته في بطولة الأندية العربية، التي كان للأهلي فيها حضور مشرف، ثم رن ناقوس الحنين إلى البلدة وتسللت الرغبة في الاستقرار إلى قلب عاشور، فقرر العودة، مخلفاً وراءه إرثاً كروياً رفيعاً لا يزال صداه قائماً حتى اللحظة في محافظة إب .. وفي طريق عودته اصطاده التلال العدني النادي الكبير والعريق لتكون مرحلة جديدة في تاريخه تضاف إلى مسيرته الكروية، ثم يواصل الرحلة ليتوقف مرة ثانية في محطة أخرى هي الأقرب إلى مسقط رأسه ومقر إقامته (المكلا)، وهناك لعب لنادي الشعب وقضى موسمين من التألق والنجاح.

ثم يعود إلى بلدته عينات في وادي حضرموت، ويلعب موسماً في الدرجة الثانية مع نادي سيئون.. ثم يغير وجهته إلى التدريب الذي استمرت معه نجوميته، حيث استطاع أن ينقل نادي شباب عينات من ناد حديث الاعتراف إلى بطل متوج على عرش الكرة في الوادي.. وما يحز في النفس أن يتوارى هذا النجم بهذه الطريقة دون أن يكون له مهرجان اعتزال وتكريم، لتجد المواهب نفسها في حيرة متسائلة: إذا كان هذا الكابتن صاحب المشوار الطويل مع أشهر الاندية اليمنية، الذي نافس على لقب الهداف في أكثر من موسم، وحمل راية الكرة في وادي حضرموت أكثر من ثلاثة عشر موسماً في الدرجة الأولى، مصيره الأفول دون نهاية تحفظ له اعتباره كنجم، فما هو مصيرنا نحن؟؟

فهل تفطن سلطتنا المحلية، ومكتب الشباب والرياضة، وفرع اتحاد الكرة إلى ذلك؟! أعتقد أن الصورة واضحة، وأن الرسالة وصلت.. وعاشور في الانتظار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى