تلك الرائحة

> «الأيام» سعيد علي نور:

> إليك.. باقةَ الوردِ

التي أَهدى إليها اللهُ رائحةَ السماءْ

وصفَّفتْ منها الزهورُ حديقةً،

يزهو الربيعُ، إذا مَشَتْ

والليلُ يخلعُ، في الظلام سوادَهُ

تِيهاً ويلبسُ من مفاتِنها الضياءْ!

???

هل تذكرينَ- عزيزتي- ذاكَ المساءَْ،

حديقةً كانتْ ورائحتي وكلَّ أُنوثةِ الدنيا

وكنتِ أنتِ سيدةَ النساءْ

???

كُنَّا إذا حدَّثْتِني عن نارِها

تَهَبُ الحياةُ لمقعَدينا رايةَ العشّاق

حتى الصمتُ، كان الصمتُ بعضاً من غناءْ

???

أقامتْ باقةُ الوردِ احتفالاً

فوق جثَّتِها، وأهْدَتْ جُثَّتِي للنارِ

كانتْ كُلَّما تبكي النساءُ على الرمادِ

تُعيدُ ذاكرةَ الغناءِ

كانتْ تفِرُّ من البكاءِْ،

???

سألتُها، يوماً، عن القبرِ الذي حفروهُ،

والحبِّ الذي كسروهُ،

قالت: قلبُ أمِّي صخرةٌ وأبي «رقيقٌ»،

أُخوتي لا يعرفون الشعرَ

لا يبكونَ حينَ تجفُّ ساقيةٌ

ولا يرثون من ماتت على قيد الحياةِ

لأنهم مِثلي، نُجيد الموتَ من غيرِ رثاءْ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى