اوكرنيا: كسل غربي في مواجهة حمق روسي

> كييف «الأيام» ستيفان كورشاك :

> يمكن القول بان المعركة حول النفوذ الجيوسياسي في منطقة الاوراس في القرن الـ 21 تعيش أجواء جمود في اوكرانيا حيث يكاد يتوازن الكسل الاوروبي مع الحمق الروسي.

يقول اوليكسي تكاش استاذ العلوم السياسية في كييف " بعد أن صرنا مستقلين صارت بلادنا عرضة لمحاولات السيطرة. لكن بعد عقد ونصف العقد من الزمان تنافست فيه القوى العظمي على الهيمنة علينا فان اوكرانيا ليست في معسكر أحد".

يقول محللون إن أسلوب الغرب في التعامل مع أوكرانيا قام على التبشير بالديمقراطية وعرض الدخول في وقت ما في المستقبل البعيد في عضوية حلف شمال الاطلسي (ناتو) والاتحاد الاوروبي ومنظمة التجارة العالمية.

ويقول مراقبون إن الدبلوماسية النشطة التي اعتمدتها بعض الدول الاوروبية اقتصرت على تحديد المهام البسيطة لاوكرانيا تلك التي اعتبرت هامة من قبل صانعي القرار في بروكسل أو واشنطن.

وثمة بعض الانقلابات في وضع "تحديد أهداف" الغرب تجاه اوكرانيا التي أعلنت طواعية رفضها لترسانتها النووية مطلع التسعينات.

ثم ابرمت اتفاقات ناجحة أخرى شملت إغلاق مفاعل خطير عام 2000 بمحطة الطاقة النووية في تشيرنوبل وقيام كييف بنشر لواء مشاة في العراق عام 2003.

لكن هناك أكاديميين اوكرانيين يسلطون الضوء الان علي الجانب الاخر من هذا الاقتراب الغربي المحدود.

يقول المؤرخ اوريست لالنيك " إن سياسة الغرب هي أن اوكرانيا بلد فاسد وغير ديمقراطي ولذا فان النهج البراجماتي (العملي) هو الافضل في التعامل مع كييف".

وشكا المؤرخ قائلا " من الناحية المادية لم يفعل الغرب شيئا لمساعدتنا.. فهو لم يقدم لنا مشروع مساعدة كمشروع مارشال بل لم يعرض علينا الامر من الاصل".

وفي المقابل فان الاسلوب الروسي تجاه اوكرانيا هو أي شئ إلا أن يكون الامتناع عن دس انفها في شئونها الداخلية. والهدف النهائي - الذي ينفيه الكرملين رسميا لكن يناقش في التليفزيون القومي الروسي علانية - هو الابقاء على اوكرانيا داخل دائرة النفوذ الروسي.

ولا تزال الصناعة الثقيلة في كل من روسيا واوكرانيا مرتبطة ببعضها البعض برباط وثيق كما ان الصناعات الروسية الحديثة مثل صناعة الهواتف المحمولة والتسويق متوغلة بعمق في الاسواق الاوكرانية وأسطول البحر الاسود الروسي لا يزال يتخذ من ميناء سيفاستبول الاوكراني قاعدة له.

لكن صورة " الروسي القبيح " تراجعت بشدة في اوكرانيا. وبعد مرور سنوات طوال علي استقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي فان المسئولين الروس لا زالوا يوبخون مسئولي كييف لاصرارهم علي أن تكون الاوكرانية وليست الروسية هي لغة البلاد الرسمية .

وأحيانا تنفجر الدبلوماسية الروسية الحمقاء في وجه الكرملين,ومن أحدث الامثلة على ذلك قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأييد احد مرشحي الرئاسة الاوكرانية عام 2004 علانية.

وقد تبين ان الانتخابات قد زورت وانتهي الامر بوجود رئيس موال لاوروبا في سدة الحكم بعد أن نزل ملايين الاوكرانيين إلى الشوارع احتجاجا على تزوير الانتخابات.

بيد أن الضرر الاكبر حدث فيما يسمي " حرب الغاز" تلك التي اندلعت مطلع عام 2006 عندما فشلت محادثات بين كييف والكرملين بشان أسعار الغاز الطبيعي وقامت روسيا بقطع إمدادات الغاز عن كييف.

وتراجعت كل من روسيا واوكرانيا بسرعة عن مواقفهما التفاوضية المتشددة واتفقتا على سعر جديد في غضون اقل من شهر واحد.

بيد انه في حينها بدأت واشنطن وبروكسل في التساؤل عما إذا كان استخدام روسيا لـ " سلاح الطاقة" قد اضر بشدة بمحاولة الكرملين تصوير نفسه في صورة الشريك الذي يمكن الوثوق به.

وهذا التطور على الرغم من أنه بدا كما لو كان فشل للدبلوماسية الروسية فإنه وفر شيء من الراحة النفسية للاوكرانيين حيث قال الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو "ولكن أحدا لن يحمي المصالح الاوكرانية سوى نحن أنفسنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى