اطلاق سراح مراسل هيئة الاذاعة البريطانية في غزة

> غزة «الأيام» نضال المغربي :

>
آلان جونستون يتحدث في مؤتمر صحفي بعد الافراج عنه
آلان جونستون يتحدث في مؤتمر صحفي بعد الافراج عنه
أطلق سراح مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي.سي) الذي كان مخطوفا في قطاع غزة آلان جونستون أمس الأربعاء بعد اتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة جيش الإسلام التي تسير على نهج تنظيم القاعدة والتي خطفته في مارس آذار.

وقال جونستون لهيئة الإذاعة البريطانية بعد محنة استمرت 114 يوما "أروع شيء ان يكون المرء حرا" مضيفا أن الأمر كان "أحيانا مروعا تماما."

وتابع إنه مرض في بعض الأوقات ولكن "ضربوني" في النهاية فقط وهو في طريقه في منتصف الليل إلى الحرية. وأضاف أن خاطفيه كانوا يبقونه في غرفة مغلقة ولم ير الشمس لمدة ثلاثة شهور. ولم يكن معه إلا حارسه المزاجي.

وكان جونستون يتحدث من منزل إسماعيل هنية أحد قيادي حماس التي طردت قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمدعومة من الغرب الشهر الماضي لتسيطر تماما على قطاع غزة.

وقال هنية إن هذه النتيجة تأكيد على أن حماس "جادة في فرض الأمن والاستقرار والنظام."

وأشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في المنفى بالافراج عن جونستون وقال لرويترز إن ذلك "عكس الفارق بين فترة مضت كانت فيها مجموعة تعمل على انتشار الفلتان الأمني والفوضى وبين الحالة الراهنة التي تسعى حماس فيها لاستتباب الأمن."

ولكن مساعدا بارزا لعباس رفض تصريحات حماس وشبهها "بفيلم" عندما يختلف اللصوص فيما بينهم في إشارة إلى حماس وجماعة جيش الإسلام.

ورحب عباس ذاته بانتهاء محنة الخطف التي قال إنها أضرت بكل الفلسطينيين مضيفا أنه يتحتم حل الجماعات المسلحة.

وقال "اختطاف جونستون على يد جماعة مسلحة خارجة عن القانون... يجعل من مهمة حل هذه الميليشيات والجماعات مهمة لا تقبل التأجيل."

واستطرد "واقعة اختطاف الصحفي جونستون والإفراج عنه تؤكد حقيقة لا تقبل السجال وهي أن وجود الميليشيات المسلحة ومهما كانت المبررات والذرائع واليافطات التي تعمل باسمها وتنتحل صفاتها لا يمكن إلا أن تؤدي إلى العبث بأمن المواطنين وتنال من استقرارهم وتدمر سلطة القانون وتعمم حالة الفلتان وتقوض السلم الأهلي والاجتماعي."

وقال جونستون المراسل الأجنبي الوحيد الذي كان متمركزا طول الوقت في قطاع غزة إنه شعر أن خاطفيه شعروا بضغط جديد عندما سيطرت حماس على غزة منذ ثلاثة أسابيع. وتابع "عندما سيطرت حماس غير ذلك الأجواء تماما."

وأضاف "أنا متأكد من أنه لو تأت حماس وتصعد الأمر بشكل كبير لكنت ما زلت في تلك الغرفة."

ووصف خاطفيه بأنهم "جماعة جهادية صغيرة" مهتمة أكثر بالاضرار ببريطانيا عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت إسرائيل إن حماس عليها الآن الافراج عن جندي إسرائيلي خطفه نشطاء حماس في غزة قبل عام.

وساند الوسطاء الذين تفاوضوا من أجل الافراج عن الصحفي مقاتلو حماس الذين حاصروا معقل عشيرة دغمش والتي يقول مسؤولون إن بعض أفرادها يقفون وراء جيش الإسلام.

وقال المفاوضون إنه تم التوصل للاتفاق النهائي بعد فتوى أصدرها رجل دين بارز بالافراج عن جونستون ولكنهم أشاروا أيضا إلى أن قوات حماس احتجزت شخصيات بارزة في العشيرة ثم أفرجت عنهم مقابل الإفراج عن الرهينة.

وأضافوا أنه لم تدفع فدية ولم تكن هناك شروط أخرى. وكانت جماعة جيش الإسلام طالبت من قبل باطلاق سراح إسلاميين محتجزين في بريطانيا ودول أخرى.

وقال الاسكتلندي جونستون الذي بلغ عامه الخامس والأربعين وهو في الأسر "حلمت مرارا بأني أصبحت حرا وكنت أستيقظ دائما في نفس هذه الغرفة. الآن انتهى الأمر بحق ومن الرائع أن أصبح حرا."

ووصف في مؤتمر صحفي فترة الأسر بأنها أسوأ 16 أسبوعا في حياته "كما لو كنت دفنت حيا." وتابع "يصعب تخيل أني لن أستيقظ في هذه الغرفة."

وأوضح أنه شعر بالخوف على حياته فور خطفه في 12 مارس آذار وكذلك عندما صوره خاطفوه وهو يرتدي سترة ناسفة وحذروا حماس من محاولة الافراج عنه.

ولكنه قال في وقت لاحق في مؤتمر صحفي في القنصلية البريطانية في القدس "إن أكبر خوف هو الخوف من أن أطوى في النسيان.. تلك كانت معركة علي فيها أن أبقي عقلي في مكانه."

وقال "أشعر بأنني نلت كفايتي من غزة بالفعل.. وربما أعود إليها حينما تصير عضوا في الاتحاد الأوروبي."

وبريطانيا مثل قوى أخرى تعترف فقط بحكومة الطواريء -التي شكلها عباس في الضفة الغربية بعد أن أقال حكومة الوحدة بقيادة هنية- على أنها السلطة الشرعية الوحيدة للفلسطينيين ودعت ثانية حماس إلى نبذ العنف.

ولكن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعترف أيضا "بالدور المهم" الذي لعبه هنية وحماس في قضية جونستون,ويرفض هنية قبول إقالته الشهر الماضي من منصبه كرئيس للوزراء.

ووجه جونستون الذي قال إنه كان يتابع الأحداث عبر الراديو الشكر إلى زملائه في هيئة الاذاعة البريطانية والناس في أرجاء العالم لما قدموه من مساندة.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان إنها "تشعر براحة كبيرة" وأبدت عائلة جونستون في اسكتلندا "فرحتها الغامرة" بعد انتهاء "الكابوس". ورحب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بالافراج عن جونستون.

(شارك في التغطية محمد السعدي ووفاء عمرو في رام الله وجوليان ريك عند معبر اريز والاستير ماكدونالد وأفيدا لانداو في القدس وشمس عودة وصهيب سالم في غزة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى