> مثلت ستينيات القرن المنصرم عصراً ذهبياً لكرة القدم في عدن وأنجبت تلك الحقبة نجوماً متألقة لمعت في سماء اللعبة وخلدت أسماء لاعبين كبار يتوارد ذكرهم على الألسن في كل حين ..و لسنا هنا بصدد سرد وذكر تلك الأسماء فهي كثيرة منها ماوردت في الاعلان المنشور في موضوعنا هذا، ولكن مانود قوله هنا أن الاعلان عن مباراة ما.. كان يتم عبر شخص يحمل صحناً نحاسياً نسميه في عدن (طاسة) ويقوم ذلك الشخص بالضرب عليها وهو يتجول بين مدرجات الملعب البلدي أثناء الاستراحة مردداً:«في يوم ... وفي تاريخ... سيلعب فريق شباب التواهي ضد فريق الهلال.. الحاضر يعلم الغائب.. مباراة حامية الوطيس .

كان ذلك في نهاية الخمسينيات ومطلع ستينيات القرن الماضي وقد اشتهر في هذه المهنة المرحوم (الرباطي) وتأتي أهمية هذه الطريقة في الإعلان عن المباراة في تبليغ أكبر عدد من المشجعين والمهتمين باللعبة رغم وجود أكثر من صحيفة في عدن آنذاك إلى جانب برنامج (ركن الرياضة) الذي كان يعده ويقدمه الاعلامي المخضرم الاستاذ جعفر محمد مرشد أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.

وفي اعتقادي أن الإعلان عن المباريات عبر الملصقات لم يكن منتشراً في مدينة عدن ويبدو من الاعلان المنشور هنا أن منظم المباراة هو (نادي شباب الجنوب الرياضي بلحج) أحد أعرق وأشهر فرق سلطنة لحج وبسبب قلة تداول جهاز المذياع (الراديو) آنذاك في الحوطة وشبه انعدامه في القرى المجاورة لها فقد كان اللجوء لوسيلة الملصقات هو السبيل لإبلاغ مشجعي اللعبة وهم كثر، وكما هو ولع أهل لحج بفن الغناء المتميز فهم أيضاً عشاق حتى العظم لفن كرة القدم وليس من المبالغة في شيء إذا قلنا أن مستوى كرة القدم في لحج وصل إلى حد أن تمثل سلطنة لحج في الدورة الرياضية العربية التي أقيمت في مصر سنة 1965، فيما كان بعض أندية لحج يشكل نداً قوياً لأندية عدن الرياضية الممتازة بل يتعدى الأمر إلى أن تكسب النتائج عليها في بعض الأحيان.

محسن عبده قاسم/ عدن