استمرار القتال في المسجد الاحمر ومحاولة لإسقاط طائرة مشرف بقذائف

> إسلام أباد «الأيام» وكالات:

>
شيخ باكستاني يحتضن ابنته الطالبة بمعهد حفصة بعد خروجها من المسجد أمس
شيخ باكستاني يحتضن ابنته الطالبة بمعهد حفصة بعد خروجها من المسجد أمس
استمر القتال يوم أمس الجمعة حول المسجد الاحمر في اسلام اباد بين قوات الجيش الباكستاني والمتطرفين المتحصنين داخل المسجد كما شهد يوم أمس محاولة اغتيال الرئيس برويز مشرف بإطلاق قذائف مضاده للطائرات على طائرته بينما كانت تقلع من قاعدة عسكرية في مدينة راولبندي.

وقال نائب مدير مسجد لال أو المسجد الاحمر عبد الرشيد غازي وهو رجل دين باكستاني يتحصن داخل مسجد في اسلام اباد يوم أمس الأول الخميس انه مستعد للاستسلام هو واتباعه الطلبة الامر الذي انعش الآمال في انهاء مواجهة قتل خلالها 19 شخصا.

لكن السلطات رفضت عرضه بقولها ان محاولته وضع شروط للاستسلام غير مقبولة مصرة على ان يطلق سراح النساء والاطفال الذين تقول انه يستخدمهم دروعا بشرية.

وطوق مئات من أفراد الشرطة والجيش منطقة المسجد الأحمر وفرضوا حظرا على التجول في المنطقة المحيطة به.

كما قطعت أيضا امدادات الغاز والكهرباء عن المسجد.

وقال رجل الدين عبد الرشيد غازي متحدثا عبر الهاتف مع تلفزيون جيو انه واتباعه سيستسلمون اذا سمح لاولئك غير المنتمين لجماعات محظورة بالذهاب الى حال سبيلهم واذا سمح له ولوالدته المريضة بالبقاء في المسجد.

وقال رجل الدين بعد اعتقال شقيقه الاكبر ليل الاربعاء اثناء محاولة الهرب مرتديا نقاب امرأة “اذا كانت لهم اي صلة بمنظمة محظورة فيمكن التحقق من ذلك” مضيفا ان هناك حملة لاقناع الناس بان هناك جماعات متشددة بين الطلبة.

وقال “يمكن التحقق من ذلك ..اولئك الذين ليس لهم صلات (بأي جماعة محظورة او اي جريمة) يجب السماح لهم بالذهاب الى حال سبيلهم.”

وأضاف “يجب السماح لي انا وأمي بالعيش في المسجد الى ان ادبر بعض الترتيبات البديلة.. يجب منحي الوقت لاجراء ترتيبات.”

لكن الحكومة رفضت اي شروط.

وقال شيما في مؤتمر صحفي “اذا كان مخلصا في عرضه..فعليه اولا وقبل اي شئ ان يطلق فورا سراح النساء والفتيات والاطفال الابرياء المحتجزين رغم ارادتهم.”

واضاف “اذا كان مستعدا للاستسلام مع طلابه واذا كان ذلك بغير شروط فعليه ان يتقدمهم الى الخارج.وعليهم ترك سلاحهم في المسجد.”

ويرحب باكستانيون كثيرون بالاجراءات ضد المتشددين الذين بات سلوكهم في الاشهر الاخيرة شبيها بسلوك طالبان في افغانستان.

و قال مسئولون إن قوات الامن الباكستانية دمرت يوم أمس الجمعة أجزاء من مسجد باكستاني تحاصره ويتحصن فيه متشددون شديدو المراس خلال الايام الاربعة الاخيرة حيث يستعدون لشن هجوم أخير لاخراج المتطرفين.

وأنتشرت المئات من قوات الجيش والقوات شبه النظامية حول المسجد واستؤنف القتال الشرس بعد وقف إطلاق نار استمر عدة ساعات خففت خلالها السلطات من حظر التجول المفروض لتأدية صلاة الجمعة.

ونفذت القوات انفجارات تحت التحكم لعمل ثغرة في المبنى الذي يقطنه في الاساس الطالبات لمنحهن فرصة للهرب.

وقال ضابط بالجيش لقناة آج الاخبارية “إن جنودنا يقدمون تغطية بالنيران لقوات الكوماندوز الذين زرعوا المتفجرات قرب الجزء الامامي من مبنى معهد حفصة”.

وقال عبد الرشيد غازي إن القتال المتجدد أدى لمقتل ثلاثة من أتباعه.

عبدالرشيد غازي خلال مؤتمر صحفي في 23 يونيو الماضي
عبدالرشيد غازي خلال مؤتمر صحفي في 23 يونيو الماضي
واستهدف إطلاق نار متكرر وانفجارت مدوية مجمع المسجد الاحمر المحاصر صباح أمس الجمعة حيث استخدمت قوات الامن “قذائف هاون وهمية “ ونيران البنادق الاتوماتيكية للضغط على الاسلاميين المتحصنين داخل المسجد لدفعهم إلى الاستسلام.

إلا أن الطلبة ظلوا على وضع التحدي بعد رفض الحكومة اقتراحهم بالاستسلام مقابل منحهم ممرا أمنيا مساء أمس الأول الخميس.

وقال غازي لقناة جيوالتلفزيونية الاخبارية الخاصة عبر اتصال هاتفي “لن نستسلم على الاطلاق.

سنقبل الشهادة لكن لن نستسلم”.

وأبلغت مصادر من داخل المسجد الاحمر القناة الاخبارية أن حوالي 450 طالبا كتبوا وصيتهم بعد تأدية صلاة الجمعة أمس في المسجد.

وقال أحد الطلاب يدعى سلمان في وصيته “إن كل كفاحنا وتضحياتنا من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية في البلاد”.وأضاف “نأمل بأن يقدم شعب باكستان جهودنا لصالح نظام الشريعة الاسلامية”.

وأشارت تقارير غير مؤكدة من داخل المسجد إلى أن هناك نحو 300 متمرد يحتجزون مئات من النساء والاطفال في المجمع المحصن الذي يضم المسجد ومعهد حفصة الديني للبنات.

وتمتنع القوات الامنية التي تطوق المجمع حتى الآن عن شن هجوم شامل حيث أصدر الرئيس الباكستاني برفيز مشرف تعليمات لهم بأن يكون حجم الاضرار الناجمة عند حدها الادنى.

وتأكدت وفاة 19 شخصا حتى الآن بشكل رسمي في الحصار غير أن شهود عيان ومراقبين مستقلين يقولون إن عدد الخسائر البشرية يقدر بالعشرات.

وزعمت إدارة المسجد أن 30 طالبة على الاقل قتلن في هجوم بقذائف الهاون وقع قبل فجر أمس الجمعة على معهد حفصة الديني .

وحركة المسجد الأحمر جزء من ظاهرة معروفة باسم “الطلبنة” التي تقوم على نشر الفكر المتشدد من المناطق القبلية النائية على الحدود الأفغانية إلى مناطق وسط البلاد.

وفي راولبندي ذكر مسئولون باكستانيون أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف نجا صباح أمس الجمعة من محاولة لاستهداف طائرته باستخدام قذائف مضادة للطائرات نفذها اشخاص يشتبه أنهم متشددون إسلاميون.

وأطلقت القذائف من منزل قرب قاعدة تشاكلالا الجوية العسكرية في مدينة روالبيندي عندما أقلعت طائرة مشرف في طريقها إلى مدينة توربات التي تشهد فيضانات في إقليم بالوشيستان بجنوب البلاد.

ضابطات من الشرطة النسائية الباكستانية يراقبن عملية خروج بعض المتحصنين بالمسجد الأحمر أمس الأول
ضابطات من الشرطة النسائية الباكستانية يراقبن عملية خروج بعض المتحصنين بالمسجد الأحمر أمس الأول
وقال ضابط شرطة اشترط عدم الكشف عن هويته في تصريحات من موقع الهجوم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “عثرنا على مدفعين مضادين للطائرات مثبتين على سطح منزل مشتبه به” مضيفا أن دوي الانفجارات سمع في حوالي الساعة العاشرة والربع صباحا (05:15 بتوقيت جرينيتش). وأضاف “عثرنا أيضا على أكثر من 24 قذيفة فارغة أطلقت من المدفعين”.

وأكد مسؤول في قاعدة تشاكلالا الجوية للوكالة أن طائرة مشرف استهدفت بعدد من القذائف المضادة للطائرات لكنها لم تصب الطائرة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه “كانت طائرة الرئيس في الجو عندما أطلق عدد من القذائف المضادة للطائرات”.

وأبلغ شهود عيان من سكان المنطقة الشرطة بأنهم سمعوا دوي تفجيرات تتعالى من المنزل ، ويفترض أنها أصوات إطلاق القذائف ، وشاهدوا ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة ، يغادرون المنزل بعد وقوع التفجيرات.

ونقلت قناة آري التليفزيونية الاخبارية عن مصادر قولها إن “أحد المدافع كان ثقيلا ومتطورا للغاية ويشبه المدافع التي يستخدمها الجيش الباكستاني”.

لكن متحدثا باسم الجيش الباكستاني نفى صحة هذه التقارير. وقال المتحدث الميجور جنرال وحيد أرشد في بيان “هذا التقرير ملفق ولا أساس له من الصحة”.

وأكد أن الرئيس “ كان يزور المناطق المنكوبة بالفيضانات في إقليمي بالوشيستان والسند”.

غير أن شهود عيان صرحوا لوكالة الأنباء الألمانية بأن محققين عسكريين عمدوا إلى تفتيش المنزل الذي يقع في منطقة أصغر مال في مدينة روالبيندي على بعد كيلومترواحد من القاعدة الجوية باستخدام الكلاب البوليسية.ويقع المنزل في شارع مسدود أغلقته السلطات الباكستانية.

يذكر أن مشرف تعرض لمحاولتي اغتيال في غضون 14 يوما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 في نيويورك وواشنطن عندما استهدف متشددون تابعون لتنظيم القاعدة موكبه بالقرب من موقع عسكري بمدينة راولبيندي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى