الثأر وخطره على الأطفال

> «الأيام» سالم أحمد حسين:

> حكاية مأساوية غرسها الجهل في زمن الأجداد على مر العصور، وما زلنا نجني ثمارها حتى يومنا الحاضر، داء توارثوه جيلا بعد جيل حتى وصل إلينا، وها نحن اليوم نتجرع ذلك الداء بنفس الكأس التي شرب منها الأجداد فهلا وقف أحدنا مع نفسه وسألها ما الذي جلب لنا الثأر وما هو الشي الذي استفدناه منه سوى الويل والخراب لأسرنا ومجتمعنا.

إن من يتجول بين تلك المحافظات الملتهبة بالثأر يرى ما يحزن القلب وتدمع العيون من شدته، فهناك يولد الطفل وهو لا يسمع إلا الحديث عن الثأر والانتقام من قبيلة كذا وكذا مما يولد عن ذلك الطفل الحقد والكراهية لتلك القبائل حتى يصبح ذلك الطفل وحشاً كاسراً لا يحمل قلبه إلا تلك الأحقاد التي زرعوها في قلبه منذ نعومة أظفاره.

وما أن تتاح الفرصة بعد وصوله مرحلة الشباب حتى يستل سلاحه ويبدأ بترجمة تلك الأحقاد على أرض الواقع، بل قد تكون أمنيته التي كان ينتظرها منذ أيام طفولته.

إنه واقع تنفطر له القلوب فبدل أن نربي أطفالنا تربية حسنة على حب الخير ونشر العلم في أوساط المجتمع نقوم بزرع العداء والكراهية في ما بينهم.

فرسالتي الأولى إلى كل شيخ ادعى الحكمة والدهاء أقول لكم إن زمن الجهل ولى وذهب وانتم تدركون ذلك جيداً ونحن اليوم أمام زمن التقدم في العالم والاكتشاف ولسنا بحاجة إلى العودة إلى الوراء، فأنتم المعنيون بالأمر أولا، فعليكم بذل قصارى جهدكم في معالجة هذه القضايا التي راح ضحيتها الكثير من الابرياء وإلا فإنكم أنتم من أشعل تلك الفتن وأنكم مستفيدون من ورائها وتدفعون بأبناء الناس ليقعوا ضحية لمطالبكم وسياساتكم الشخصية.

ورسالتي الثانية إليكم أيها الشباب فعليكم أن تدركوا حقيقة الثأر وتتطلعوا إلى مستقبلكم وتدفعوا بإخوانكم إلى الكليات لمواصلة دراساتهم ونشر الوعي في مجتمعاتكم والتقليل من الاحقاد فيما بينكم، فأنتم من ينتظر منكم الخير.

ورسالتي الثالثة إلى الذين أعماهم التطاول بالأنساب وغيرها من العادات الزائفة إن مدائح الدنيا فضائح الآخرة، فإذا تمكنت يوماً من إغماد خنجرك أو إطلاق رصاصك في صدر أخيك ودعتك قدرتك على ظلمه فتذكر قدرة الله عليك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى