> لندن «الأيام» مايكل هولندن :

أدين أربعة رجال أمس الإثنين بالتآمر لشن هجمات على شبكة النقل في لندن يوم 21 يوليو تموز 2005 في محاولة فاشلة لمحاكاة تفجيرات انتحارية نفذها اسلاميون قبل ذلك باسبوعين وأدت الى مقتل 52 شخصا.

وقالت الشرطة إن الرجال وهم مسلمون من أصل أفريقي كانوا سيحدثون مجزرة على نفس مستوى الهجمات التي وقعت قبل اسبوعين من هذه المحاولة لكن العبوات الاساسية لقنابلهم البدائية لم تنفجر رغم اشتعال الفتيل.

وتسببت الهجمات الفاشلة في اثارة المزيد من الفزع والخوف في انحاء بريطانيا التي كانت لا تزال تعاني من هجمات انتحارية نفذها اربعة بريطانيين في لندن في السابع من يوليو تموز 2005 ووصفت بانها أشد الهجمات تدميرا وقت السلم وهي اول تفجيرات انتحارية لاسلاميين في غرب اوروبا.

وأدانت محكمة وولويتش كراون في لندن الرجال الاربعة وهم مختار سعيد ابراهيم وياسين حسن عمر ورمزي محمد وحسين عثمان بالتآمر للقتل بعد محاكمة استمرت ما يقرب من ستة اشهر.

وكانت كاميرات المراقبة بالدوائر التلفزيونية المغلقة التقطت صورة ابراهيم ومحمد اثناء محاولتهما تفجير قنابل. وشوهد محمد وهو يقلب حقيبته التي تحتوي على القنبلة ليجد امامه ام شابة مع طفل صغير وقت محاولة تفجير القنبلة.

ولا تزال هيئة المحلفين تدرس اصدار احكام ضد اثنين آخرين يواجهان نفس الاتهامات.

وتشهد بريطانيا زيادة كبيرة في المؤامرات المتعلقة بالارهاب منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة وقرار انضمامها للقوات الأمريكية في غزو العراق.

وجاءت الإدانات بعد اسبوع من العثور على سيارتين ملغومتين في لندن وبعد اصطدام سيارة جيب محملة بالوقود ببوابة مطار جلاسجو في اسكتلندا واشتعال النيران فيها في هجمات فاشلة وصفها رئيس الوزراء جوردون براون بأنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وادعى المدان الرابع بان التفجيرات كانت غير حقيقية ولم يكن الهدف منها القتل بل الاحتجاج على تدخل بريطانيا في العراق. وكان منفذو تفجيرات السابع من يوليو تموز قالوا في تسجيلات فيديو انهم يعاقبون بريطانيا بسبب سياسات توني بلير رئيس الوزراء السابق.

وقال ابراهيم الاريتري المولد والذي اعترف بانه صانع القنابل والعقل المدبر للمؤامرة بان القنابل لم تصمم للانفجار ولكن لاحداث فرقعة فقط.

وكان الرجال يحملون خمسة كيلو جرامات من القنابل المحلية الصنع المصنوعة من 442 لترا من ماء الأكسجين وطلاء الاظافر والدقيق الذي استخدم لصنع نوع من الخبز. وكان المفجر يحتوي على ثلاثي الاسيتون وثلاثي البروكسيد وهي مادة مشتعلة وشديدة الانفجار.

ووضعت القنابل في دلاء واحيطت بمسامير ودبابيس وحلقات معدنية صغيرة وصواميل كي تكون شظايا وتحدث اكبر قدر من الاصابات والخسائر في الارواح.

وقالت الشرطة وممثلو الادعاء ان الحظ وحده هو الذي جعل القنابل لا تنفجر إما لان الرجال خلطوا المكونات بطريقة خاطئة او ان المفجر لم يكن قويا بدرجة كافية او ان الحرارة الشديدة اثرت على المتفجرات.

ورغم ان المؤامرة كانت قد دبرت قبل عدة اشهر الا ان الرجال اختاروا قطارات الانفاق وحافلة كأهداف لهم لتكرار هجمات السابع من يوليو تموز.

وشنت الشرطة اكبر عملية ملاحقة في البلاد بحثا عن المفجرين المفترضين الذين هربوا جميعا في الفوضى التي اعقبت ذلك وتمكنت من العثور عليهم خلال اسبوع تقريبا.

وكان عمر الذي هرب الى برمنجهام بوسط انجلترا مرتديا نقاب حماته قد عثر عليه في حمام ويحمل حقيبة على ظهره. وسيطرت قوات الشرطة المسلحة عليه بعد صراع عنيف وقال انه محظوظ لعدم اطلاق النار عليه.

واعتقل محمد وابراهيم في شقة بغرب لندن وكانت كاميرات التلفزيون تصور اعتقالهما المثير على يد ضباط مسلحين استخدموا قنابل الصوت حيث اضطرا الى الخروج للشرفة وهما بملابسهما الداخلية فقط.

وكان عثمان فر من البلاد على قطار يوروستار مستخدما جواز سفر شخص اخر والقي القبض عليه في نهاية الامر في ايطاليا. رويترز