«الزعيـم» ما زال فـي أذهان العـراقيين بعـد أكـثــر من أربعين سنة .. حلاق عراقي:لن يأتي قائد للعراق مثل الزعيم أبدا

> بغداد «الأيام» عمار كريم ورحيم صاحب:

>
الحاج كامل الكامل يتحدث إلى زبون له في محله ببغداد السبت الماضي
الحاج كامل الكامل يتحدث إلى زبون له في محله ببغداد السبت الماضي
يرى الحلاق الحاج كامل الكامل البالغ من العمر 75 عاما والذي تعلو جدار محله صورة كبيرة للرئيس العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم المعروف بـ”الزعيم” والذي حكم العراق بين 1958 و1963، انه “لن يأتي قائد للعراق مثل الزعيم ابدا”.

ومنذ حوالي نصف قرن، قاد الزعيم قاسم مع مجموعة من الضباط الشيوعيين والقوميين والناصريين ثورة 14 تموز/يوليو 1958 التي اطاحت بالعهد الملكي ونقلت العراق الى مرحلة الحكم الجمهوري.

وقال الحاج كامل “لقد شهد العراق اياما مظلمة منذ ذك الحين، لكنها لم تكن اسوأ من الايام الحالية التي ضرب بها العنف الطائفي البلد”.

ويوم السبت، اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مناسبة 14 (تموز) “محطة ايجابية في تاريخ العراق، لكنها لم تدر بشكل صحيح وتحولت الى محطات سلبية نعيش آثارها الى اليوم”.

ونظم الحزب الشيوعي العراقي الذي كان احد اقوى الاحزاب السياسية في تلك الفترة، حفلا في المناسبة السبت دعي الكثيرون من السياسين للمشاركة فيه.

واضاف الحاج كامل “كنت في يوم الانقلاب في بلدة الخالص التابعة لمحافظة ديالى ازور بعض الاصدقاء وكان يوم جمعة في شهر رمضان، (...) سمعنا بيان الزعيم القائد العام للقوات المسلحة حول الاطاحة بالحكم الملكي وبدء الحكم الجمهوري”.

وتابع الحاج متحدثا لمراسل فرانس برس “عدت في اليوم نفسه الى بغداد ووجدت الشوارع مكتظة والفرح يعم البلد والسيارات تطوف الشوارع احتفاء بالعصر الجديد”.

ويعتبر الحاج كامل ان الرئيس الاول هو افضل من توالوا على الحكم بعد ذلك.

ولد عبد الكريم قاسم في 21 نوفمبر عام 1914 في محلة المهدية ببغداد من أب سني كان يعمل نجارا ويدعى قاسم محمد البكر وأم شيعية من مدينة الصويرة جنوب بغداد وتدعى كيفية حسن يعقوبة التميمي.

ويضيف الحاج كامل بحزن شديد شاكيا من ثقافة العنف في العراق “قتل احد اولادي واثنان من ابناء شقيقتي واثنان من احفادي بسبب التفجيرات والاغتيالات في بغداد (...) نحن لم نعرف مثل هذا العنف من قبل”.

اطيح بحكم عبد الكريم قاسم في 8 فبراير 1963 واعدم في اليوم التالي من قبل حزب البعث الذي تولى السلطة مذاك.

واطاحت الولايات المتحدة في 2003 بالنظام البعثي ودخل بعدها العراق في دوامة من العنف الطائفي.

بدوره، اعرب الضابط المتقاعد نوح الربيعي (71 عاما) احد الضباط الاحرار الذين شاركوا في ثورة “14 تموز” في 1958، عن سعادته بالذكرى التاسعة والاربعين لها.

ويذكر الربيعي بان “ثورة تموز لم تولد بالصدفة بقدر كونها ثمرة نضال شعب كامل ضد الظلم الذي امتد من ثورة العشرين ومعاناة افرزت تشكيل (الجبهة الوطنية)عام 1957”.

وتابع “تخرجت في الكلية العسكرية عام 1956، وانتميت آنذاك الى التنظيمات السرية للضباط الاحرار في معسكر جلولاء في الفوج الاول التابع للواء العشرين حيث كنت احد ضباطه”.

واشار الى “عدة محاولات للقيام بثورة ضد النظام الملكي لكن الفرصة لم تكن مواتية” كما قال.

واضاف “اذيع البيان الاول للثورة في الساعة السادسة صباح 14 تموز/يوليو، وتمت السيطرة على كافة مراكز النظام الملكي واعلن النظام الجمهوري”.

واوضح ان “الجيش سيطر بعد ذلك على القصر الملكي الذي يسمى (قصر الرحاب) وكان آمر الحرس الملكي العقيد طه البامرلي آنذاك قد ابدى تعاونا وتعهد بعدم صدور اي مقاومة من الحرس الملكي”.

وقال الحاج كامل الكامل الذي ما زال يزاول مهنة الحلاقة في منطقة الكرادة مريم وسط بغداد بحسرة “لن يأتي احد مثل قاسم ابدا، لقد حكم اربع سنوات ونصف وغير الكثير ولو بقي اكثر لأصبح العراق افضل دول العالم”. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى