البلغار يعتبرون أن ليبيا استخدمت ممرضاتهم كبش محرقة

> صوفيا «الأيام» ا.ف.ب:

> يعتبر الرأي العام البلغاري ان الممرضات الخمس والطبيب البلغار الذين خفضت عقوبتهم أمس الأول الثلاثاء من الاعدام الى السجن المؤبد تم استخدامهم من قبل السلطات الليبية كبش محرقة لتبرر لشعبها تفشي عدوى الايدز.

وقال المحلل السياسي فلاديمير تشوكوف لوكالة فرانس برس «إنهم كبش محرقة. فالاتهمات التي وجهت اليهم كان هدفها اخفاء واقع ان الصحة العامة في ليبيا مسؤولة عن تفشي فيروس الايدز بسبب قلة النظافة في مستشفى بنغازي (شمال)».

ومنذ ادانتهم الاولى بالاعدام في 2004 تجاهل القضاء الليبي افادات خبراء عالميين في مجال فيروس الايدز بينهم مكتشف الفيروس الفرنسي لوك مونتانيي والايطالي فيتوريو كوليزي، اللذين خلصا كما جامعة اكسفورد الى الجزم بأن العدوى تفشت قبل وصول الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الى ليبيا.

واعتقل الفريق الطبي الاجنبي في 1999 وحكم على اعضائه الستة في 2004 بالاعدام بدعوى «القتل المتعمد» بهدف «الاساءة للامن في البلاد». ولاحقا الغت هذا الحكم محكمة الشعب في طرابلس، التي تبت في قضايا المس بأمن الدولة لعدم كفاية الادلة.

وبعدها مثل اعضاء الفريق الطبي للمحاكمة بتهمة «التسبب في تفشي وباء عبر مواد معدية» التي ادينوا بها في 2006 وخفضت الثلاثاء الى السجن المؤبد. وخلال المحاكمة اثير ايضا موضوع التسبب بالعدوى بهدف اجراء بحوث طبية.

واوضح تشوكوف ان وراء هذه الاحكام القضائية دوافع سياسية داخلية ليبية.

واضاف «بنغازي هي ثاني كبرى المدن الليبية وهي في تنافس سياسي مع طرابلس,وفي فبراير 2006 فقدت الحكومة السيطرة على هذه المدينة لمدة اسبوع عندما اعتدت الجموع على القنصلية الايطالية في بنغازي احتجاجا على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (في اوروبا)».

وتابع المحلل ان موضوع اصابة اكثر من 400 طفل بالعدوى في مستشفى بنغازي شكل «مشكلة شائكة للغاية بالنسبة الى (الزعيم الليبي) العقيد معمر القذافي».

وتعتقد اسر الممرضات بانهن «رهائن» في طرابلس في سعي الاخيرة للحصول على الافراج عن الضابط الليبي عبد الباسط المقرحي الذي ادين بالسجن لمدى الحياة في بريطانيا في 2001.

وادين المقرحي بتهمة تفجير طائرة بوينغ 747 تابعة لشركة «بانام» في 21 ديسمبر 1988 فوق لوكربي الاسكتلندية ما اسفر عن مقتل 270 شخصا.

وقال ايفالو نيكولشوفسكي نجل الممرضة سنيانا ديمتريوفا «في كل مرة يكون هناك تقدم في قضية المقرحي، يكون هناك تقدم في قضية الممرضات. فالتوازي بين القضيتين واضح للعيان».

الا ان وزير الخارجية البلغاري ايفالو كالفين نفى أمس الاربعاء «اي علاقة» بين هاتين القضيتين وقال «المقرحي تقدم بطلب استئناف، في حين ان المرحلة القضائية انتهت بالنسبة الى رعايانا»، مشيرا الى ان الضابط الليبي مدان بجريمة ارهابية في حين ان المواطنين البلغار «ابرياء».

واعتبر تشوكوف ان «قضية الممرضات هي اداة ضغط على الاتحاد الاوروبي» الذي يضم في عضويته بريطانيا وبلغاريا.

وذكرت صحيفة ستاندارت اليسارية ان «ليبيا حققت اهدافها كافة في هذه القضية».

واضافت «مع دفع التعويضات للاسر تم انقاذ السلام الداخلي (في ليبيا). وبقي امام ليبيا ثلاثة اهداف لتحقيقها هي اطلاق سراح المقرحي وتعيين سفير اميركي في طرابلس وزيارة كوندوليزا رايس» وزيرة الخارجية الاميركية لها.

من ناحيتها اعتبرت المتخصصة في علم السياسة روميانا باتشفاروفا ان الحملة الوطنية لنصرة المعتقلين التي تم اطلاقها في صوفيا ساهمت في تعزيز اللحمة بين ابناء الشعب البلغاري، واضافت «للمرة الاولى منذ انتهاء النظام الشيوعي (1989) عبر المجتمع المدني عن نفسه بحملة تضامن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى