> صوفيا «الأيام» آنا موديفا :
شقيقة احدى الممرضات
ويمكن للرئيس البلغاري ان يصدر عفوا عن الممرضات والطبيب الذين امضوا ثماني سنوات في السجن بمجرد ان يصلوا الى صوفيا بموجب اتفاقية لتبادل السجناء وقعت في عام 1984 مع ليبيا.
وخففت طرابلس احكام الاعدام أمس الأول بعد محادثات دبلوماسية محمومة ودفع مئات ملايين الدولارات لاسر 460 ضحية من الاطفال الذين اصيبوا بالايدز في خطوة تمهد الطريق للافراج عنهم.
وأعربت بلغاريا التي انضمت حديثا الى الاتحاد الاوروبي وحلفاؤها في واشنطن وبروكسل الذين يقولون ان الممرضات والطبيب ابرياء والذين بذلوا مساعي من اجل الافراج عن ارتياحهم للحكم الذي صدر في طرابلس لكنهم حذروا من ان هذا لا يمثل نهاية المحنة التي استمرت ثماني سنوات.
وقال رئيس الوزراء البلغاري سيرجي ستانيشيف "انني ادعو الى الهدوء وقليل من الصبر."
واضاف "اننا نتخذ وسنتخذ جميع الخطوات لوضع نهاية لهذه القضية في أقرب وقت ممكن ولكي نرى مواطنينا قريبا جدا على الاراضي البلغارية."
وقال رئيس الادعاء بوريس فيلتشيف انه سيرسل الى ليبيا طلبا بنقل الممرضات والطبيب بحلول نهاية اليوم. لكن مكتبه قال لاحقا إن الاوراق سترسل يوم الجمعة.
وقال الاتحاد الاوروبي الذي شارك في التفاوض على اتفاقية التعويضات مع اسر ضحايا الاطفال الذين اصيبوا بالايدز انه كان يأمل في صدور عفو لكنه يركز الان على المساعدة في ارسال الممرضات والطبيب الى بلغاريا.
وقالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي لرويترز "نأمل الان في ان تبدأ الاجراءات القانونية على الفور لنقل الممرضات والطبيب الى اوروبا."
وحكم على الستة بالاعدام العام الماضي بعد ادانتهم بتعمد بدء حقن فيروس مرض الايدز لأطفال في مستشفى في مدينة بنغازي الساحلية.
وقالت الممرضات والطبيب انهم ابرياء وان الاعترافات التي تتعلق بالقضية انتزعت تحت التعذيب.
وردت محكمة ليبية تهما بالافتراء أمس الأربعاء ضد خمس ممرضات وطبيب اتهمهم ضابط بالشرطة بالافتراء عندما قالوا إنه عذبهم في قرار اعتبر خطوة جديدة باتجاه الافراج عنهم.
ورجح الحلفاء الغربيون لبلغاريا ان عدم الافراج عن الممرضات سيضر بجهود الزعيم الليبي معمر القذافي للخروج من عزلة دبلوماسية استمرت عقود والتي بدأت بالتخلي عن برامج اسلحة الدمار الشامل المحظورة في عام 2003.
وقال وزير الخارجية البرتغالي لويس ارماندو الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي إن رد طرابلس في قضية الممرضات والطبيب سريعا من شأنه ان يحسن علاقاتها مع الاتحاد بشكل كبير.
وفي باريس قال متحدث باسم الرئاسة الفرنسية إن الرئيس نيكولا ساركوزي الذي تعهد بأن يضع قضية الممرضات والطبيب ضمن اولويات سياسته الخارجية قد يزور الزعيم الليبي معمر القذافي قريبا جدا اذا كان هذا سيساعد في تسريع الافراج عن الممرضات والطبيب.
وذكر موقع على الانترنت تديره وكالة الجماهيرية الليبية للانباء أن ساركوزي ابلغ القذافي في اتصال هاتفي أمس الأول بأن ليبيا ستكون أول محطة له في رحلته لافريقيا الاسبوع المقبل,ولم يحدد المتحدث باسم الزعيم الفرنسي تاريخا دقيقا لاي زيارة إلى ليبيا.
وفي بلغاريا ارتدى الناس شارات وقالوا في حملة دعم للممرضات والطبيب " لستم بمفردكم" وتراوحت المشاعر ازاء الحكم الذي صدر امس بين الارتياح والاحساس بخيبة الامل.
وقالت كاتيا بوبوفا (50 عاما) مديرة احد المسارح "توقعت ان يصدر عفو عن الممرضات وان يطلق سراحهم بالكامل. انني واثقة من انهم ابرياء. الليبيون أخذوا كل ما يمكنهم اخذه وانا اشعر حقا بالحزن بشأن ممرضاتنا."
لكن اسر الضحايا التي حصلت على تعويض يبلغ مليون دولار عن كل طفل مصاب قالت ان هذه القضية جزء من محاولة غربية لتقويض المسلمين وليبيا. وتوفى 56 طفلا مما اثار غضبا عارما هناك.
وقال المتحدث باسم اسر الاطفال ادريس الاغا ان اموال التسوية المالية جاءت من صندوق بنغازي الدولي الذي يشترك فيه الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبلغاريا وليبيا.
وينفي الاتحاد الاوروبي ان يكون قد دفع أي مبالغ نقدية وقال إنه قدم فقط رعاية طبية طويلة الامد للمصابين ودعما للخدمات الصحية بالمستشفى.
وأدلى خبراء اجانب في علاج الايدز بأقوالهم في القضية اثناء نظرها وقالوا إن الاصابة بالفيروس حدثت قبل وصول الممرضات والطبيب الى المستشفى بفترة طويلة ومن المرجح ان تكون ناجمة عن سوء الاحوال الصحية.
وفي الشهر الماضي منحت بلغاريا الطبيب الفلسطيني الجنسية البلغارية للمساعدة في اخراجه من ليبيا اذا تم تخفيف احكام الاعدام.
(شارك في التغطية تسفيتليا ايليفي وكريمينا ميتيفا من صوفيا و دارين انيس من بروكسل و كارول بونتيس من لشبونه وايمانويل جاري من باريس و صلاح سرار من طرابلس) رويترز