فتح الاسلام تبدي استعدادا للتفاوض لانهاء القتال في نهر البارد

> بيروت «الأيام» ليلى بسام :

>
اعربت جماعة فتح الاسلام التي تخوض معارك مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان أمس الأربعاء عن استعدادها لاستئناف المفاوضات لانهاء القتال في خطوة اعقبت خسارتها على الارض في الحرب المستمرة منذ شهرين.

ودخلت قوات الجيش اللبناني مخيم نهر البارد في شمال لبنان وسيطرت على مزيد من المناطق بداخله في محاولة لمحاصرة مسلحي فتح الاسلام الذين يستهلمون نهج القاعدة وإجبارهم على الاستسلام.

وقال المتحدث باسم فتح الاسلام ابو سليم طه الذي لم يدل باي تصريحات علنية منذ اكثر من شهر عبر الهاتف لقناة الجزيرة انه لا مانع لدى الحركة من العودة الى المسار السياسي لايجاد حل لقضية نهر البارد.

وقال "الكرة في ملعب الطرف الاخر. في ملعب الاطراف التي تقف خلف الجيش اللبناني ليس في ملعب الجيش اللبناني... بيدهم مفتاح الحل."

واضاف "الان لا مانع من ان تعود المفاوضات والحلول السياسية الى ارض الواقع مرة اخرى. (هذا) ليس ببعيد."

ولكن لا يبدو ان هذه الدعوة ستؤخذ مأخذ الجد لان الجيش اللبناني اصبح على بعد ايام من سحق المسلحين في المعارك المستمرة منذ نحو شهرين وادت الى مقتل نحو 231 شخصا.

وقال مصدر عسكري "لا نريد الا ان يستسلموا... هذه كلها بروباجندا اعلامية لان الخناق يضيق عليهم." وتساءل المصدر "بعد كل هذا القتال الشرس واصبح لدينا نحو 107 شهداء هل ما زال لديهم نوايا سلمية.. استغرب هذا الامر."

وسقط في المعارك ما لا يقل عن 109 جنود منذ بدء القتال في 20 مايو ايار بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الاسلام في مخيم نهر البارد ومناطق اخرى.

ويعد القتال في نهر البارد أسوأ معارك داخلية منذ انتهاء الحرب الاهلية قبل 17 عاما,كما قتل أيضا ما لا يقل عن 81 مسلحا و41 مدنيا.

وكانت وساطات عدة معظمها كانت تقوم بها فصائل فلسطينية ورابطة علماء فلسطين فشلت في ايجاد حل للازمة.

وقال طه ان معظم المدنيين فروا من مخيم نهر البارد لكن البعض منهم ظل يقاتل الى جانب فتح الاسلام.

وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان في بيان ان "الجيش ..اتاح العديد من الفرص امام عناصر تنظيم فتح الاسلام لتسليم انفسهم من دون اراقة دماء."

واضاف "الا ان هؤلاء المجرمين استمروا في عنادهم العبثي ...الامر الذي لم يترك امام القيادة سوى اتخاذ القرار بانهاء هذه الظاهرة الشاذة بالقوة."

ويمثل دخول الجيش اللبناني المخيم خطوة مهمة في المعركة للقضاء على المتشددين وهو تحرك محفوف بالمخاطر حيث يندر دخول قوات الجيش الى مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتحظر اتفاقية عربية أبرمت عام 1969 على القوى الامنية اللبنانية دخول المخيمات التي تأوي مئات الالاف من الفلسطينيين الذين اجبروا على ترك ديارهم خلال الصراع ابان قيام دولة اسرائيل عام 1948 وفي حرب عام 1967.

وألغى مجلس النواب اللبناني الاتفاقية في منتصف الثمانينات لكنها بقيت سارية من الناحية الفعلية.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان جنديين لبنانيين قتلا خلال الليل في مبنى مفخخ في المخيم في حين تم سحب جثة جندي ثالث من تحت الركام أمس الأربعاء,وقالت ان الجندي كان احد أفراد وحدة كوماندوس وقتل الاسبوع الماضي.

وقال شهود ان اشتباكات اندلعت في الطريق الرئيسي في المخيم أمس الأربعاء,وأطلق الجيش نيران المدفعية وقذائف الدبابات ورد المقاتلون بنيران الاسلحة الالية واطلاق اكثر من 12 صاروخ كاتيوشا لكن لم تحدث اصابات.

وقال الشهود ان مدنيا لبنانيا قتل ايضا برصاصة طائشة على بعد بضعة كيلومترات من المخيم.

وتضم جماعة فتح الإسلام بضع مئات من المقاتلين غالبيتهم عرب يقرون بأنهم يسلكون نهج تنظيم القاعدة لكنهم يقولون إنه ليست هناك أي صلة تنظيمية بينهم وبين القاعدة. وشارك بعضهم في معارك بالعراق أو كان في طريقه الى هناك.

وفر اغلبية سكان نهر البارد البالغ عددهم 40 الف لاجيء في الايام الاولى من القتال الذي دمر معظم اجزاء المخيم.

وادى القتال الى تفاقم عدم الاستقرار في لبنان الذي تعصف به أزمة سياسية مستمرة منذ ثمانية أشهر أصابته بالشلل بالاضافة إلى تفجيرات شهدتها بيروت والمنطقة المحيطة بها واغتيال عضو في مجلس النواب مناهض لسوريا وهجوم أوقع قتلى بقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة.

(شارك في التغطية نزيه صديق ويارا بيومي) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى