«الأيام» ترصد انطباعات المواطنين عن مشروع طريق الراهدة - قبيطة .. الطريق أعاد لنا طعم الحياة رغم وجود عقبات أمام الشق والسفلتة

> «الأيام» أنيس منصور:

>
وسط سلسلة جبلية لمناطق ريفية فيها منازل عالقة بين صخور صماء تقع طريق الراهدة - قبيطة مروراً بمناطق ظمران، الكعبين، وثباب .. طريق متلوّية كالأفعى في جبل كثير النتوءات والتعرجات تم شقها قديما بطرق بدائية، تأكل إطارات السيارات كما تأكل النار الحطب، وكان السائرون فيها معرضين لأخطار شتى، مغامرين بحياتهم .. وكانت جهود حكومية سابقة باءت بالفشل في شق الطريق، وأخيراً تسلمت إدارة المشاريع العسكرية بتمويل مركزي أعمال تنفيذ المشروع بكفاءة واقتدار بشهاد الجميع.. “الأيام” رصدت انطباعات المواطنين والعوائق التي تقف أمام الإنجاز ومطالب أخرى .. فإلى التفاصيل.

لمحة تعريفية

تحدث في البداية م. علا صاحب خلف، مدير المشروع معطيا لمحة عن المشروع قائلاً «مشروع طريق الراهدة - نجد- ظمران - ثباب ثم طور الباحة سيتم تنفيذه على مرحلتين بطول «45 كم»، المرحلة الأولى تشمل الراهدة حتى ثباب بطول «25 كم» وتتفرع أيضاً إلى الكعبين بطول»8 كم» بتكلفة تقديرية أولية «539»مليون ريال بإشراف وزارة الأشغال العامة والطرق وتنفيذ إدارة الأشغال العسكرية (سلاح المهندسين)، ومن المؤمل أن يكون إنجاز المرحلة الأولى قبل شهر مايو للعام القادم، وتسير الاعمال على ثلاث فرق مقسمة على الطريق وعدد المعدات والآليات العاملة في المشروع (35) آلية ثقيلة إضافة إلى خلاطة اسفلت كبيرة، وعدد الكادر العامل يتجاوز (150) عاملا ما بين مهندسين وفنيين وسائقين، وهناك نسبة من العمالة من أهالي المناطق التي مر بها المشروع، وتتوزع الأعمال ما بين شق وسفلتة وردم وأعمال إنشائية لجسور وعبارات وجدران حماية وممرات مياه الأمطار، وقد وصلنا إلى نصف نسبة الإنجاز. وبالنسبة للصعوبات التي نجدها فهي بعض حالات سلبية وفردية وخلافات مع مالكي الأراضي يتم احتواؤها بالتعاون مع المجلس المحلي ونخص منهم الأخ داود عبده علي وبعض المشايخ، ويلعب النائب عبدالجليل جازم دورا مهما في تذليل الصعوبات وبعض العراقيل».

الطريق شريان الحياة

ناصر عبدالملك ياسين، أحد المستفيدين من شق وسفلتة الطريق، ابتسم ضاحكاً فقال «الطريق شريان الحياة وستأتي بعدها جميع الخدمات الأخرى، لقد كنا نعاني من متاعب عظيمة بسبب وعورة الطريق إذ كانت السيارة تقطع مسافات طويلة حتى تتجاوز الصخور والمنعطفات، ولا يمكن لأي سيارة المرور في مناطق ظمران وثباب والكعبين إلا السيارات المرتفعة والقوية، والآن نحمد الله بدأت تباشير الخير وبدأت عملية المسح والشق وأعمال السفلتة، ونشكر كل المخلصين الذين لهم فضل في اعتماد طريق الراهدة- قبيطة». وأبدى الأخ أنور عبدالعزيز ناشر إعجابه الشديد بطريقة تفتيت الصخور الصلبة، متسائلاً لماذا يسير العمل بسرعة السلحفاة.

تعاون المواطنين المستفيدين

وقال الأخ علي مقبل الصوفي في اتصال هاتفي «الجميع متفاعل مع خدمات وأعمال الشق والسفلتة، فالمواطنون تعاونوا مع القائمين على المشروع وتنازلوا عن أراضيهم وممتلكاتهم التي تقع على الطريق، فكل شيء يهون من أجل الطريق، وأدعو مسؤولي المشروع إلى مواصلة السفلتة والإسراع في أعمالهم مع الإتقان إذ لا نريد أن يتكرر ما حصل في مشاريع محافظة أب».

الأخ عبدالإله عبدالسميع الصنوي، المهندس الاستشاري للمشروع أكد تعاون المواطنين، موضحاً أن هناك عوائق أخرى كبيرة جداً ربما تحول دون استكمال الأعمال خاصة المباني التي تقع وسط الطريق وفي نفس المخطط كما في نجد السلام وظمران، وأفاد بأنه «تم تقديم مقترح بتوسيع المسافة بطول «3 كم» في خط مزدوج بعرض (20 مترا) من الراهدة حتى جوار معهد الهجر، وقد قوبل هذه المقترح بالقبول».

الطريق يربط محافظتين

وأشار الأخ نبيل القاضي إلى أن طريق الراهدة قبيطة يعد مشروعا استراتيجيا هاما يربط بين محافظتي تعز ولحج في مسار جديد يخدم العديد من القرى ذات الكثافة السكانية التي تجرعت العذاب سابقاً. وأضاف «نثمن ونقدر الجهود العالية والاهتمام المباشر من قبل الأخ محمد علي سعيد، مدير دائرة الأشغال العسكرية، كما نشكر صحيفة «الأيام» على تواجدها المستمر لنشر حقائق وعقبات المشروع، وهي الصحيفة الوحيدة التي تناولت هذا المنجز العظيم».

الحاجة مريم عبده نعمان التقيناها على حافة الطريق المزمع رصفها بالإسفلت وهي تسير على عكازين، فقالت: «كنا نسير على الأقدام وفوق الحمير وكانت حياتنا كلها سفر، أما اليوم شوف (الدركتر والشيول والكمبريشن) تدق الحجار والجبال حتى تصل إلى طور الباحة بمسافة قليلة، وأهم شيء العدل في توزيع ممرات وأعبار السيول حتى لا تتضرر الأرض والطريق».

عقبات وعوائق

تلقت «الأيام» سيلاً من الثناء على الطريق بأنها حلم كان يراودهم وأعاد للناس طعم الحياة وخفف المشقة، كما تلقينا ملاحظات كثيرة أهمها وجود مشاكل متراكمة من المقاولات السابقة بخصوص التعويضات والأعمال التي تسير بصورة بطيئة وكذلك الآثار البيئية التي تسببها خلاطة الاسفلت لمساكن عزلة الهجر وسبق لـ»الأيام» تناولها، وطرحنا بعضا من هذه العوائق على مدير المشروع المهندس علا صاحب خلف فقال «إن أهم أسباب البطء في الأعمال هو الطبيعة القاسية للجبال وصلابة الصخور التي يتم فيها الشق، وهذا الأمر يتطلب جهداً أكبر بطريقة هندسية صحيحة، وحرصت إدارة المشروع على تجنب الإضرار بممتلكات المواطنين ومنازلهم أثناء أعمال التفجير وقطع الصخور والدك لقاعدة الطريق، ومن الأسباب التي تقف عقبة كأداء أمام التنفيذ قلة الدعم المالي والفني فهو دون مستوى الطموح، وبعض الأحيان تكون الإجراءات الروتينية سبباً للتأخر في توفير السيولة المالية المطلوبة، كما تتعرض المعدات الثقيلة للعطل المتكرر نظراً لصلابة الجبال وهي بحاجة إلى إصلاح وصيانة مستمرة، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تعيق الأعمال منها وجود نقص في بعض المعدات وبالذات معدات الردم والسفلتة».

أسئلة مريرة

اسئلة كثيرة ومريرة تتردد على أفواه المستفيدين من الطريق منها: لماذا توقفت أعمال الشق والسفلتة في اتجاه طريق المغنية؟ وإلى متى ستظل هذه العوائق والعقبات دون حلول؟ وهل عجزت إدارة المشاريع العسكرية عن توفير قطعة «فلتر» لخلاطة الإسفلت التي يرتفع غبارها إلى عنان السماء وتنذر بكارثة بيئية؟ وهل يشعر مواطنو القبيطة بعظمة الإنجاز في وطن تنتزع فيه الخدمات من بين مخالب الوحوش؟نتمنى أن لا تكون الطريق عبارة عن ورقة انتخابية يتغنى بها البعض بقدر ما هي حق من حقوق كفلها الدستور اليمني للمواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى