الإسلام بين الوسطية والاعتدال

> «الأيام» توفيق يحيى الحكيم/ عدن

> الإسلام هو الدين السماوي الرائع الذي تتلهف القلوب والأفئدة اليه طواعية دون إكراه أو إجبار من أحد، لأن القلوب أحبته وعاشت معه بكل كيانها.. كيف لا؟ وهو دين رب العالمين الذي اختاره للبشرية كلها وجعله نظام حياة لهم يحيون ويعيشون ويموتون عليه.. ولا حاجة لنا اليوم إلى أن نبرهن عليه أو أن ندل عليه فإن النهار لا يحتاج إلى دليل أبداً، ولكن نتحدث عنه لأن البعض ابتعد عنه والبعض الآخر غالى فيه وفئة أخرى تشددت وتنطعت تحت مسماه، والاسلام من كل هؤلاء براء، فهو دين الاعتدال والوسطية بعيداً عن الإفراط والتفريط وبعيداً عن الغلو والتطرف أياً كانت أسبابه ودواعيه، وسطيته واعتداله جعلت منه طوداً شامخاً يستعصي على أعدائه ضربه كلما حاولوا جاهدين أن يؤذوه حياً فما استطاعوا.

هذه الوسطية الاعتدال نجدها في تعاليم الاسلام السهلة الميسرة التي لا تحتاج الى كثير عناء، وسطية في الفهم ووسطية في التفكير ووسطية في العبادة، ووسطية في الحوار واعتدال في الحياة بكل صورها.. هذا الإسلام لا يحتاج اليوم إلى رهبان أو قساوسة أو كهنة ليدلوا الناس عليه بل وسطيته واعتداله دليل عليه حتى جعل الآخرين من غير المسلمين يدخلون فيه افواجاً دون تردد أو شك لتجد أن القلوب آمنت به وصدقت أحكامه وشرائعه.

الاعتدال والوسطية في الإسلام ليس في العبادات والطاعات الظاهرة فحسب بل حتى في أخص خصائص الإنسان الداخلية بعلاقته مع الناس وعلاقته مع مجتمعه وعلاقته مع أهله وأقاربه وزوجته وأبنائه «إن لكلٍّ حقا فأعط كل ذي حق حقه» حتى اتخاذ القرار أياً كان يحتاج إلى وسطية واعتدال لئلا يكون بعده ندم وانتحاب.. لذا علينا أن نعيد فهم الاسلام حقيقة في ضوء أحكامه وشرائعه بعيداً عن كل ما يخدش رونقه وروعته وصفاءه، علينا أن نتخذ منه مطية للاعتدال والوسطية ??وكذلك جعلناكم أمة وسطا?? وستظل هذه الأمة المسلمة باقية لأنها أمة البقاء وأمة الاعتدال والوسطية مهما تطرف أبناؤها وغالوا في فهمهم لهذا الدين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى