الخصوم .. ورهان التغيير من بين الخرائب!

> د. فارس السقاف:

> ارتفعت وتيرة المواجهات بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي وخصومه في المشترك منذ الانتخابات الرئاسية وصلت مؤخراً حد الاشتباك والالتحام، وتجاوزت الحدود الآمنة، لم يعد أي منهما يتذرع بالكنايات، أو يتوسل بالاستعارات لم يستبق أحد من الطرفين في جرابه سهماً إلا ورمى به، ما عاد كلاهما يواري أو يداري.. يهادن أو يداهن مواجهة لا تهاب ولا ترتاب، كأنما المهمة المحددة الوحيدة إلغاء وإزاحة.

لقد استثار خصوم الحاكم عداوات الناس، ونكأوا الجراح، وحرّضوا من عمق الألم ضد الحاكم لتنفذ إلى المركز دون الأطراف والحواشي، ولتختزل تراكمات عهود سلفت في المآل الأخير الراهن.. بينما المؤتمر الحاكم يستنجد بقواعد الشعب يستدعي مآثر إنجازاته، ويستعرض قدراته وإمكاناته في تجربة الحكم الممتدة، وبالرئيس بشخصيته الموهوبة، والموصوفة من الجميع بـ (صمام الأمان). المشترك يبشر بقرب الانهيار، ومن ركام الانهيار وأنقاضه يبشر مرة أخرى بتغيير هو قائده.. في مفارقة غريبة مستحيلة وهو الممتحن المجرب يتنكب الطريق.

الصورة في تجلياتها اليوم تتشكل من خلال تموقع القوى السياسية في مواضع تجعلها جاهزة لتغييرات تتوقعها بأثر من تحولات خارجية، ومن تآكل متوهم للداخل، فتتلقف هي الزمام حينذاك.

إن توقعاً كهذا دفع بخصوم الحاكم إلى تقديم كل الشواهد والادعاءات للانهيار في محاولة للتعجيل بمشروعها المخلّص فها هي تلقي بكل المشكلات عثرات في الطريق، وتركب موجة الأزمة (القائمة حقاً ويجب الاعتراف بها لتجاوزها) كثيراً من الخاسرين في المعارك السياسية مستغلين فساد وفشل بعض من المحسوبين على المؤتمر الحاكم، والرئيس براء منهم رغم اقتضاء الموقف الفاصل معهم ودون تأخير أكثر مما هو حاصل.

رغم كل المعوقات أمام رئاسة الرئيس الانتخابية الثانية إلا أن أحداً لا يمكنه أن يقرر أن الرئيس أرادها أو ساهم في إنتاجها أو يرتضيها كما أن لا أحد ينفي اهتمامه بالمعالجات.

بل إن هؤلاء الذين يصدحون اليوم بمشكلاتهم ويطالبون بحقوقهم وتسوية أوضاعهم (وهم على حق في ذلك ما دامت المطالبة قانونية وبطرق سلمية) حتى هؤلاء يثقون بأمانة المسؤولية لدى الرئيس، ويعقدون عليه الرجاء، وفي المقدرة على المعالجة على يديه.

لقد أثبت الرئيس لنا جميعاً- كعهدنا به- أن في صدره متسعاً لمواجع المواطنين وأنينهم فيسارع إلى إصدار قرارات عملية لحل مشكلة المتقاعدين، ومعالجة مشكلات أخرى كثيرة كامنة قبل استفحالها هي قيد العمل في أجندته- أو هكذا يفترض.

في خضم هذه الموجة الصاخبة يعلو الزبد الغثاء لتقذف به إلى العدم ليمكث ما ينفع الناس، والماكث النافع يدلل الرئيس بما سينجزه أنه يملك الخير للوطن الواحد، وللمواطنين كافة.

أما الزبد الذي يذهب جفاء فهو من صنف ذاك الخطاب الذي يجأر بالشكوى من الوحدة متنكراً لها نادماً على تحققها بعد أن غادرته السلطة، وقد قدمته مقام الصدارة في حكومتها عند استهلالتها الأولى.. كأنما يريد أن يتوب عن (منكر) الوحدة، ويندم على إمضائها، ويستغفر عن ذنب اقترفه وخطأ ارتكبه.. وقد قال الشعب كلمته، ولو عاد بها التاريخ فلن تجد لكلمته تبديلاً ولا تحويلاً، وحتى يومنا هذا لا يقول بغير نعم للوحدة أحد، وإنما هي نفثات حانقة على ممارسات ينبغي أن تزول حتى لا تمتد يد التشويه إلى صورة الوحدة العظيمة.

في مقابلة كل هذا الخطاب يظهر تميز الرئيس الحريص على الوحدة والمحب للوطن والمواطنين، إنه تمايز الأضداد. وعندما تبتلى أمتنا بالفتن فإنه ينحاز للمواطن وينتصر للقيم الرفيعة، وعظمة خصائص اليمن.

إن أوضاع اليمن ليست بهذا السوء الذي توغل فيه هذه الأصوات فتتغول الأزمات في نظر أصحابها، لكن ذلك لا يعني أن حياتنا صفواً من الأكدار فهو لا ينكر، ولكننا نؤكد أنه لا يزال في مقدورنا تجاوز الأزمات، والنفاذ من الانسدادات، وأن الرئيس لا يزال قادراً على الإمساك بمفاتيح الحل، وتحريك مؤسسات الدولة لأداء دورها ووظائفها، فهو يمتلك إجماع الشعب وثقته.

نحن بحاجة إلى إظهار هذه الثقة به، ليحقق لنا كما وعدنا بالآتي الجديد الأفضل وهذا هو تحدي الحاضر والمستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى