الملعب الرياضي .. عدن اختيار لمصداقية السلطة!

> «الأيام الرياضي» عاد الأعسم:

> كانت مؤسسة «الأيام» التي يتهمونها بالمناطقية ويكيلون لها صفات العمالة والتخوين، سباقة قبل غيرها لنشر الآراء التي تقول بأفضلية إقامة (خليجي 20) في العاصمة صنعاء.

- مؤسسة «الأيام» ممثلة بصحيفة «الأيام الرياضي» كانت قد نشرت في عددها (323) الصادر في 27 يونيو 2007 حوارا صحفيا مع الخبير الدولي المصري د. طه إسماعيل، الذي قال أن الأفضل للمنتخب اليمني إقامة البطولة في صنعاء للاستفادة من عامل ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حيث نقص الأوكجسين.

- ونشرت «الأيام الرياضي» في عددها (324) الصادر في 2007/6/30م في هذا العمود نفسه ما قلناه، إستنادا إلى آراء فنية ودراسات علمية ومعطيات موضوعية ترجح إقامة البطولة في صنعاء.

- إذا تحدثنا عن الرغبات الشخصية فإننا كأشخاص و«الأيام» كمؤسسة صحافية مقرها في عدن نرغب كلنا في أن تقام البطولة في مدينة عدن، لكن الرغبة شيء والمهنية الصحافية شيء آخر، لذلك تعاملت صحيفتا مؤسسة «الأيام» مع الحدث بمهنية عالية وحيادية كعادتها دائما ونشرت «الأيام الرياضي» آراء قد لا تتفق معها، لكنها لم تحجبها بل تناولتها وتعاطت معها على قاعدة حرية الرأي والرأي الآخر.

- د. عزام خليفة كان أحد الذين أدلوا برأيهم (فنيا) حسب المعطيات الفنية والعلمية المتوفرة لديه ووفقا لقناعته، ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يزايد أو ينكر على الدكتور خليفة حبه بل وتعصبه لمدينة عدن، وهو أحد الكوادر الكفؤة التي دفعت وربما ما زالت تدفع ثمن مواقفها مع عدن ومع الكرة العدنية.

- لقد استغربت، وأحسست بالأسى من الحملة الصحفية التي تعرض لها الدكتور عزام خليفة، وأستطيع القول أنها ظالمة لمجرد أنه قال رأيا (فنيا) ولم يقلل من أهمية عدن ولا مكانتها ولا في قدرتها على استضافة (خليجي 20).

- د. خليفة رد على سؤال معين بكلمات معينة، لم يسئ لعدن أو يقلل من مكانتها لا من قريب ولا من بعيد، بل إنه أكد في أكثر من مناسبة وحديث شخصي معه، وما زال يؤكد أنه إذا كانت المسألة ميولاً وانتماء ورغبات شخصية فإنه أول واحد يؤيد إقامة البطولة في عدن.

- لا أجد مبررا لأن تقوم القيامة على الدكتور عزام، فما قاله هو مجرد رأي (فني) ليس إلا ولا يستحق كل هذا الهجوم، وكما من حقنا كصحفيين أن نقول رأينا فمن حقه أن يقول رأيه، ومن حقنا أن نتفق أو نختلف مع رأيه دون تجريح أو إساءة أو قذف بالتهم.

- ولا يفوتني أن أشير إلى أن د. عزام قال رأيه ونشر بعد اتخاذ قرار نقل البطولة إلى عدن، بمعنى أوضح أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر في مسألة اتخاذ القرار بنقل البطولة إلى عدن أو الإبقاء عليها في صنعاء.

- المثير للاستغراب أن اللجنة الوزارية لخليجي 20 لم تتعامل مع الموضوع بوضوح وشفافية ومصداقية بل تركونا ندخل في جدل أشبه بـ (السفسطائي) حول إقامة البطولة في صنعاء أو نقلها إلى عدن، وأوحت لنا اللجنة بأن همها اختيار الافضل وأنها تحاول أن تعمل مقارنة ومفاضلة بين المدينتين، وفي حقيقة الأمر أن اللجنة الوزارية كانت تعرف مسبقا أن القرار قد اتخذ بنقل البطولة إلى عدن ولا رجعة ولا نقاش فيه بل ولا حول ولا قوة لها فيه، لأنه جاء بتوجيهات وأوامر عليا، وكان بإمكان اللجنة أن توضح لنا من البداية أن قرار نقل البطولة إلى عدن هو قرار فخامة الرئيس وكان الجميع سيقبل وسيرحب به وسيصفق له، وكفى الله المؤمنين حمى الخلاف والاختلاف.

- المهم.. الآن وبعد اتخاذ قرار إقامة البطولة الخليجية في عدن دعونا نتجاوز الجدل والنقاش (السفسطائي) ونلتفت إلى الأهم.. وهو كيف نساهم ونتعاون جميعا في إنجاح استضافة وتنظيم خليجي 20 وكيف ستستفيد مدينة عدن بـ (الفعل) وليس بـ (الكلام) فقط، من استضافة هذا الحدث والعرس الرياضي الكبير؟!

- علينا أن نتجاوز (الكلام) و(التصريحات) إلى (الأفعال) وأن نشمر السواعد من اليوم وليس غدا للبدء في الخطوات الفعلية للإعداد والتحضير لاستضافة البطولة، وأولى الخطوات نحو العمل الجاد هي الاعتراف بصدق وبدون تجميل أو رتوش أن مدينة عدن بوضعها الحالي ليست مؤهلة لاستضافة (خليجي 20) والأمر ينطبق طبعا على كل المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء.

- المطلوب الآن البدء سريعا في طريق تأهيل عدن لاستضافة الحدث.. المطلوب من الدولة وضع خطة استراتيجية شاملة في مختلف الجوانب المتعلقة بالإعداد والتحضير لاستضافة البطولة، المطلوب أن نسابق الوقت ونقطعه قبل أن يقطعنا سيف الوقت.

- ولسنا بحاجة إلى القول والتذكير بأن عملية الاعداد والتحضير الجاد وتوفير عوامل نجاح استضافة البطولة تحتاج قبل كل شيء إلى ارادة سياسية صادقة، وإلى متابعة وتدخل فخامة الرئيس شخصيا كما هي العادة في قضايانا ومشاريعنا الاستراتيجية الكبيرة.

- عدن تنتظر استضافة (خليجي 20) بشوق ولهفة وترقب وقد أصبحت مستعدة (نفسيا) لاستضافتها، والمطلوب أن تستعد (عمليا) للحدث، والناس تنتظر الكثير من استضافة البطولة، وتريد أن يكون لها مردودات إيجابية كثيرة على هذه المدينة المظلومة، في شتى الجوانب والمجالات.. وألا تكون مجرد بطولة رياضية عابرة أقيمت هنا لأسباب سياسية.

- قرار إقامة (خليجي 20) في عدن جعل السلطة أمام اختبار لمصداقيتها.. هل تحب وتقدر عدن فعلا أم أنها فقط تريد أن ترضيها وتهدئ نفسها وتطيب خاطرها بقرار ظاهره الحرص على مكانة عدن وإعطاؤها حقها وباطنه سياسي لغرض في نفس السلطة؟!.. وهذا ما سنتطرق إليه إن شاء الله الأسبوع القادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى